تتبنى شركة «كونكورد» للمقاولات خطة توسعية فى العام المقبل تبدأ باستهداف الوصول بحجم الأعمال الى 10 مليارات جنيه مقارنة مع 7 مليارات محققة فى العام الجارى، بخلاف التوسع فى اضافة أنشطة جديدة.
وفى هذا الإطار حاورت «المال» كريم مأمون رئيس قطاع تطوير الأعمال بالشركة، والذى يرأس هذا القطاع منذ عام 2019، ويعد أول رئيس لهذا القطاع، وذلك للتعرف على أبرز المشروعات التى شاركت فيها «كونكورد» وخطتها المستقبلية؛ للتوسع سواء داخليًا أو خارجيًا على المستوى الإقليمى.
وتأسست شركة «كونكورد» عام 1989، وخلال الـ7 سنوات الأخيرة ساهمت الشركة بقوة فى تنفيذ مشروعات الدولة التنموية، لا سيما فى مجال الأنفاق العملاقة والبنية التحتية، وتكفى الإشارة إلى أن الشركة نفذت منذ تأسيسها وحتى الآن ما يزيد على 500 مشروع تتعدى قيمتها الإجمالية 6 مليارات دولار.
وبدأ كريم مأمون حواره بإلقاء الضوء على أبرز المشروعات التى تنفذها «كونكورد»، ففى قطاع النقل نفذت الشركة أنفاق قناة السويس بالإسماعيلية وذلك بالشراكة مع شركة بتروجت، وتعد هذه الأنفاق من الأطول فى المنطقة وأصعبها وأعقدها فى التنفيذ؛ نظرًا لعمقها الهائل حيث تمتد أسفل المجرى الملاحى لقناة السويس، والمشروع عبارة عن نفقين يمتد طول الواحد منهما إلى 5.8 كيلو متر، وبقطر 12.6 متر، علاوة على المدة المضغوطة للتنفيذ، والتى بلغت 3 سنوات فقط، رغم أن مدة التنفيذ فى الظروف الطبيعية لا تقل عن 5 سنوات.
وأشار إلى أن «كونكورد» حصلت على شهادة من الشركة الألمانية المالكة للحفار المستخدم فى حفر أنفاق الإسماعيلية بأن «كونكورد» جاءت كأفضل شركة على مستوى العالم استخدمت الحفار فى مشروع ما، وأكثر شركة حققت أكبر كميات حفر فى زمن قياسى، وهى شهادة نعتز بها؛ لأنها تعنى تفوق «كونكورد» على العديد من الشركات من الجنسيات الأخرى مثل الأمريكية والصينية والأوروبيين وغيرها.
وأوضح كريم أنه بعد نجاح الشركة فى تنفيذ أنفاق قناة السويس بالإسماعيلية، استطاعت «كونكورد» الفوز بمشروع «أحمد حمدى 2»، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا، ويعد هذا النفق من أصعب الأنفاق على مستوى العالم من حيث التكنولوجيا المستخدمة فى التنفيذ والحفر والإدارة والتشغيل والمراقبة والتحكم والتى تعد الأحدث عالميًا ولا تتوافر سوى بعدد محدود للغاية على مستوى العالم.
ولفت إلى أن مشروع «أحمد حمدى 2» تم تنفيذه فى 3 سنوات فقط، وهى مدة قياسية للغاية بالنسبة لحجم العمل المنفذ به.
وأضاف أيضًا أن الشركة استطاعت أن تكون إحدى الشركات المختارة؛ لتنفيذ الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة، وذلك ضمن تحالف يضم (كونكورد – بتروجيت – حسن علام – المقاولون العرب)، ويعد الخط الرابع مشروعًا ضخمًا للغاية تتكون المرحلة الأولى منه من 12 محطة، وتتمثل صعوبة هذا المشروع فى أنه يقع فى مناطق ازدحام مرورى وكثافات سكانية مرتفعة مثل الهرم والسادس من أكتوبر.
وكشف كريم أيضًا عن أن «كونكورد» تسهم فى تنفيذ خط القطار السريع، حيث تنفذ الشركة عددًا من الكبارى الخاصة بالقطار، علاوة على محطة العين السخنة، التى تعد إحدى المحطات الرئيسية وآخرها، مضيفا أن «كونكورد» تعد إحدى الشركات المكونة للتحالف المصرى المنفذ للقطار المكهرب لصالح هيئة الأنفاق.
كما لفت إلى أن «كونكورد» تنافس حاليًا على مشروع قطار أبوقير، الذى شهد تقدم 7 تحالفات للمنافسة عليه فى البداية، ثم تم استبعاد أحد التحالفات؛ ليتنافس حاليًا 6 تحالفات منها التحالف الذى تشترك فيه «كونكورد»، الذى يضم «المقاولون العرب – كونكورد – أبناء علام – أليسون» مشيرًا إلى أن وجود حليف أجنبى مهم لاكتساب الخبرات الفنية اللازمة فى بعض المجالات الإنشائية المعقدة.
وانتقل كريم مأمون للحديث عن مشروعات الشركة فى قطاع الطرق والكبارى، حيث تمتلك الشركة شركة منبثقة منها وهى «كونكورد للتشييد والرصف» وهى إحدى الشركات المصنفة فئة أولى فى جداول الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، وهى شركة متخصصة فى أعمال الطرق والكبارى، واستطاعت هذه الشركة المنبثقة الفوز بعدد كبير من مشروعات الطرق مثل محور جيهان السادات (الفردوس سابقًا)، وطريق (مرسى مطروح – السلوم).
وأضاف أن الشركة تنفذ حاليًا كافة أعمال الطرق بمطار الغردقة.
تنفيذ 6 كبارى بالعاصمة بعضها خاصة بمشروع القطار السريع
وبالنسبة للكبارى، كشف كريم مأمون عن أن الشركة تعكف حاليًا على تنفيذ 6 كبارى بالعاصمة الإدارية، منها كبارى خاصة بمشروع القطار السريع، لافتًا إلى أن الشركة تعد إحدى 4 شركات مقاولات تعمل على تطوير وتنمية محور توشكى، الذى يحظى باهتمام القوات المسلحة لزارعة مئات الأفدنة هناك، ونفذت بالشركة بالفعل شبكات رى عملاقة بأطوال هائلة لمزارع القمح هناك فى زمن قياسى للغاية.
وأشار إلى أن الشركة فازت أيضًا بنفقى سحارة سرابيوم والمحسمة، اللذين يمران أسفل قناة السويس وبأعماق تصل إلى 90 مترًا، ويهدف هذا المشروع إلى نقل المياه العذبة الصالحة للشرب من غرب قناة السويس إلى شرقها، وذلك ضمن مخطط تنمية وتطوير سيناء.
وأشاد كريم فى هذا الصدد باهتمام القيادة السياسية الحالية بتنمية سيناء، وهو ما ظهر فى مشروع تطوير العريش وكذلك سانت كاترين، ومحطة معالجة شرق بورسعيد وهو مشروع ضخم للغاية.
نشارك فى مبادرة «حياة كريمة».. ونطور 9 مراكز ببنى سويف والمنيا والشرقية تضم أكثر من 20 قرية
كما كشف رئيس قطاع تنمية الأعمال بـ«كونكورد» عن مساهمة الشركة فى مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتطور الشركة 9 مراكز ببنى سويف والمنيا والشرقية تضم أكثر من 20 قرية، وكل مركز منها يضم محطة صرف صحى، ومحطة معالجة مياه، والشبكات الخاصة بهذه المحطات.
كما لفت إلى أن الشركة أنجزت واحدًا من المشروعات المهمة خلال السنوات الأخيرة، وهو مشروع المدينة الرياضية، وبالفعل استضافت هذه المدينة فعاليات كأس العالم لكرة اليد، وظهرت المدينة بشكل مشرف أمام كافة دول العالم.
نعكف على تنفيذ «المدينة الأولمبية» بالعاصمة الإدارية الجديدة إضافة إلى «الحى اللاتينى» بمدينة العلمين الجديدة
وأضاف أن الشركة تعكف حاليًا على تنفيذ مشروع المدينة الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى ستكون إحدى كبرى المدن الأولمبية فى المنطقة، حيث تضم هذه المدينة ستادًا عملاقًا وعددًا من الصالات المغطاة وحمامات السباحة وغيرها من المرافق التى ستكون بعد افتتاحها قادرة على استقبال دورات الألعاب الأولمبية، لافتًا إلى أن «كونكورد» تنفذ المدينة بالكامل.
وأكمل كريم المأمون قائمة مشروعات الشركة فى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث نفذت الشركة مبنى الرقابة الإدارية الجديد، ويعد هذا المبنى أحد أبرز المبانى الإدارية بالعاصمة وأكثرها جمالًا.
وأشار إلى أن الشركة تنفذ مشروع الحى اللاتينى بمدينة العلمين الجديدة، شاملا أعمال المرافق والبنية التحتية، إضافة إلى 25 عمارة تم تصميمها وفق الطراز الرومانى القديم.
وأضاف أن الشركة تعكف حاليًا على تنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية العملاقة، ومن ضمنها المرافق الخاصة بـ3 أحياء كاملة بالعاصمة الإدارية الجديدة والمنصورة الجديدة والعملين الجديدة، كما دخلت الشركة مؤخرًا مجال المصانع وبالفعل حصلت على مشروع الأعمال الإنشائية لأحد المصانع الجديدة، كاشفًا عن أن الخطوة القادمة ستكون التوسع فى مجال الكهرباء والطاقة.
وكشف كريم أنه من المتوقع أن تحقق «كونكورد» حجم أعمال بنهاية 2021 يبلغ 7 مليارات جنيه، فى حين تستهدف الشركة الوصول إلى 10 مليارات جنيه بنهاية 2022.
وفى سياق آخر قال كريم المأمون إن «كونكورد» حرصت على أن تكون أحد مكونات التنمية الاقتصادية التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى، وبذلك دخلت «كونكورد» مجال الاستثمار والتصنيع، ولعل أحد أوجه الاستثمار هو امتلاكها «مول كونكورد بلازا» بشارع التسعين، وكذلك «كومباوند كونكورد جاردنز ونادى Black Ball Sporting» Club»، والذى يستضيف 4 بطولات من البطولات المحددة للتصنيف العالمى فى رياضة الإسكواش، كما تمتلك الشركة هناك مقرًا تجاريًا وإداريًا ومولًا جديدًا، وهو «رويال مول»، وجميع هذه المشروعات تقع بالقاهرة الجديدة.
أسسنا مصنع مواسير صلبة.. وآخر لتصنيع الفلنكات والطوب والإنترلوك
كما لفت إلى أن «كونكورد» أسست مصنع مواسير صلب بأقطار كبيرة، وبدأ بالفعل فى الإنتاج، كما أشار إلى أن الشركة عمدت لإنشاء مصنع آخر لتصنيع الفلنكات، والتى كان يتم استيرادها من الخارج، حيث تم التفكير فى تصنيع هذه الفلنكات بعد الفوز بمشروع القطار السريع، وهو المشروع الذى يحتاج إلى 3 ملايين فلنكة، وينتج هذا المصنع مليون فلنكة فى العام.
نسهم فى تنفيذ خط القطار السريع وتحديدًا عدد من الكبارى الخاصة به.. إضافة لمحطة العين السخنة
وأضاف أن الشركة تمتلك مصنع أسمنت فى أسيوط ينتج 2 مليون طن فى العام، وكذلك مصنع طوب وإنترلوك فى العلمين الجديدة، مشيرًا إلى أن مجموعة المصانع هذه تجعل من «كونكورد» عملاقًا فى قطاع المقاولات والبناء المصرى قادرًا على التحرك بمرونة للمساهمة فى تنفيذ مخططات الدولة التنموية.
فزنا مؤخرًا بمشروع بالسعودية.. والعراق وليبيا على بوصلة توجهاتنا
كما أوضح رئيس قطاع تطوير الأعمال بـ«كونكورد» عن امتلاك الشركة خطة توسعية؛ لتصدير خدماتها للخارج، كاشفًا عن أن الشركة تمتلك فرعًا فى السوق السعودية، وتعكف على إنشاء فرع آخر بالعراق، كما تترقب السوق الليبية لإنشاء فرع هناك.
وكشف عن أن الشركة استطاعت مؤخرًا الحصول على عقد مشروع ضخم فى السعودية، وتخطط للمنافسة على عدد من المشروعات بدول أفريقيا، إضافة إلى السعودية والعراق وليبيا.
وأرجع كريم مأمون نجاحات «كونكورد» خلال السنوات الأخيرة إلى فريق العمل فى المقام الأول، فهو فريق يضم خبرات فريدة ، كما أن الشركة تضم ما يقرب من 10 ألاف مهندس وعامل وإدارى، يمثلون فريق عمل الشركة ورأس مالها الحقيقى.