تدرس كوريا الجنوبية إعادة تشديد القواعد الصارمة للتباعد الاجتماعي بعد أن منيت بزيادات كبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا نتيجة تخفيف الإجراءات الوقائية في أبريل الماضي.
وكوريا من الدول القليلة التي حازت طريقتها في مجابهة الوباء على إشادة عالمية واسعة، حيث تمكنت من محاصرته عبر مزيج من الاختبارات المكثفة وتعقب المخالطين للمصابين بكفاءة.
وسنت كوريا الجنوبية التي أعلنت عن أول حالة كورونا في 20 يناير الماضي، إجراءات مشددة للتباعد الاجتماعي ولم تقر الإغلاق الكامل على غرار ما حدث في الدول الأوروبية.
قفزة في إصابات كورونا
والخميس، أبلغت كوريا الجنوبية عن أكبر زيادة يومية في حالات الإصابة بالفيروس التاجي منذ 53 يومًا، بعد الإبلاغ عن 79 حالة إيجابية.
وجاءت أرقام الخميس بعد تقارير عن 40 حالة جديدة يوم أمس الأربعاء.
وقد أبرز الارتفاع الأخير في الإصابات المخاطر التي تأتي مع تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي ، حيث تسعى البلدان إلى بث الحياة في اقتصاداتها المتعثرة.
وقال مسؤولون إن السلطات الصحية تجد صعوبة متزايدة في تتبع طرق انتقال العدوى الجديدة وحثوا الناس على توخي الحذر وسط مخاوف من حدوث موجة كورونا ثانية.
وناشد وزير الصحة بارك نيونج هو، السكان، تجنب التجمعات غير الضرورية وحث الشركات على السماح للموظفين المرضى بأخذ إجازة من العمل.
وأثر الارتفاع الأخير في عدد المصابين على خطط الدولة لإعادة فتح على مراحل حيث جرى تعليقها.
فشل في تطبيق التباعد بأماكن العمل
وحسب الجارديان، ترتبط الإصابات الأخيرة بفيروس كورونا بمركز توزيع تابع لشركة التجارة الإلكترونية كوبانج.
وتم تأكيد إصابة 69 موظفا من أصل 4 آلاف في المركز حتى الآن.
وتقول الصحيفة إن الشركة فشلت في تطبيق التدابير الوقائية مثل مطالبة الموظفين بارتداء الأقنعة والحفاظ على مسافة مترين تقريبًا.
وذكرت تقارير إعلامية أن بعض الموظفين طُلب منهم مواصلة العمل حتى بعد أن ظهرت عليهم أعراض الفيروس.
ويظن المسؤولون أن امرأة في الأربعينيات من عمرها قد تكون أول شخص في المركز أصيب بالفيروس.
وأغلقت الشركة هذا المركز يوم الإثنين الماضي وقالت إنها قامت بتطهير البضائع التي يطلبها العملاء قبل تسليمها.
جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية كانت تبلغ عن نحو 500 حالة جديدة يوميا في أوائل مارس قبل أن يبدأ العدد في الانخفاض في أوائل أبريل.