تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 30% خلال أبريل الماضى بالمقارنة مع الشهر نفسه من عام 2019 لتنزل إلى 110 آلاف وحدة على مستوى العالم مع تفاقم وباء فيروس كورونا الذى اجتاح 200 دولة وضعف الطلب على الشراء بسبب قيود الحظر وبقاء المستهلكين فى بيوتهم للحد من انتشار الوباء.
وذكر موقع «EV سيلز» المتخصص فى أسواق السيارات الكهربائية العالمية أن مبيعاتها تراجعت بحوالى %12 خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجارى لتنخفض إلى 571 ألف وحدة مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضى مسجلة أكبر هبوط فى تاريخها بسبب انتشار مرض كورونا الذى أدى إلى إغلاق المصانع والشركات ومعارض البيع لأسابيع طويلة لاحتواء فيروس كورونا الذى هوى بمبيعات جميع السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى والمتجدد بحوالى %45 فى أبريل و %29 خلال الفترة من يناير إلى نهاية أبريل.
كانت مبيعات السيارات الكهربائية تراجعت خلال النصف الثانى من العام الماضى لاسيما خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر بحوالى %27 و%25 على الترتيب بسبب انخفاض دعم حكومة بكين لقطاع السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة للتخلص من الهواء الملوث بالانبعاثات الكربونية فى الصين صاحبة أكبر سوق للسيارات فى العالم.
وأدى أيضا انتشار وباء كورونا الذى ظهر فى مدينة ووهان الصينية إلى استمرار انخفاض إجمالى مبيعات السيارات بأكثر من %30 خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجارى وسط تفاقم حالات الوفيات والإصابة فى الصين ولكن مع توقفها نسبيا خلال أبريل ومايو الماضيين ارتفعت المبيعات لشهرين متتاليين لأول مرة منذ عامين.
وتوقع اتحاد صناعة السيارات فى الصين صعود إجمالى المبيعات إلى 2.14 مليون وحدة فى مايو الماضى ولكنه يتوقع انخفاض مبيعات السيارات فى الفترة بين يناير ومايو بنسبة %23.1 لتهبط إلى 7.9 مليون وحدة بالمقارنة مع الشهور المماثلة من العام الماضى.
وبينما تضررت صناعة السيارات العالمية بشدة من جائحة فيروس كورونا، ظهر شعاع أمل فى الصين لشركات صناعة السيارات مثل «فولكس فاجن» و«جنرال موتورز» مع زيادة مبيعات السيارات فى الصين إلى حوالى 2.07 مليون وحدة فى مايو بزيادة %4.4 عن العام السابق فى أول نمو شهرى للمبيعات منذ ما يقرب من عامين.
وحذر الاتحاد الشهر الماضى من أنه حتى إذا نجحت الصين فى احتواء فيروس كورونا بشكل فعال، فإنه من المتوقع أن تنخفض مبيعات السيارات بنسبة %15 هذا العام غير أنه إذا استمر الوباء، فمن المرجح أن ينكمش معدل المبيعات السنوية بنسبة تصل إلى %25.
ويرى المحللون فى المراكز البحثية أن مستقبل مبيعات السيارات لاسيما «الكهربائية» يعتمد على مدى تفاقم وباء كورونا فى العالم خصوصا فى الدول الكبرى التى تبذل جهودا مكثفة للتصدى للمرض الذى إذا تم احتواؤه فى أقرب وقت ممكن فإن مبيعات السيارات الكهربائية ستشهد تحسنا ملحوظا بقية شهور هذا العام.
وانتعشت مبيعات السيارات الكهربائية فى الصين خلال أبريل الماضى بقيادة موديلات «كين برو» التى تنتجها شركة «BYD» الصينية التى تجاوزت مبيعاتها 5 آلاف وحدة لتصبح ثانى أكثر الموديلات مبيعا فى الصين بعد «تيسلا Model 3 « الأمريكية التى سجلت مبيعات قدرها 11.76 ألف وحدة، بينما جاءت موديلات «إيون إس» التى تنتجها شركة «GAC» الصينية بمبيعات بلغت 3.6 ألف وحدة.
ورغم أن مبيعات سيارات «BYD» الكهربائية هوت %64 فى أول أربعة شهور من هذا العام لتحتل المركز الرابع فى السوق الصينية بمبيعات 34 ألف سيارة كهربائية بعد «تيسلا» الأمريكية بأكثر من 103 آلاف وحدة و «BMW» الألمانية بحوالى 39.4 ألف وحدة و«فولكس فاجن» الألمانية بأكثر من 38.7 ألف وحدة فإنه من المتوقع أن تصعد للمركز الثالث مع نهاية الربع الحالى.
وتأثرت أيضا مصانع السيارات خارج الصين بتداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا لدرجة أن شركة «نيسان موتور» اليابانية مثلا أكدت أن إغلاق مصانعها فى برشلونة سيكلفها ما يصل إلى 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار) علاوة على أن قرار مغادرة برشلونة الذى أعلنته «نيسان» الشهر الماضى فى إطار خطة لإنعاش نشاطها أثارت احتجاجات للعمال الإسبان وتعهدا من حكومة مدريد بعمل كل ما فى وسعها لإقناع الشركة بالبقاء.
ونقلت صحيفة «لافانجارديا» الإسبانية ومقرها مدينة برشلونة عن وثائق من شركة «نيسان» قولها إن إغلاق مصانعها قد يكلفها 1.45 مليار يورو، معظمها فى صورة مدفوعات إلى حوالى 3 آلاف عامل سيجرى الاستغناء عنهم بعد أن أبلغت «نيسان» العمال قبل أسابيع قليلة بأن إغلاق مصانعها الثلاثة فى برشلونة سيكلفها حوالى 1.5 مليار يورو.
وتراجعت أيضا مبيعات مجموعة «هيونداى موتور» و»كيا موتورز» الكورية الجنوبية التى تحتل المركز الخامس على مستوى العالم بحوالى %39 فى مايو الماضى بسبب الوباء لتنخفض إلى 217.5 ألف سيارة، مع استمرار تأثر الطلب العالمى فى أسواق رئيسية سلبا مع انتشار جائحة كوفيد-19 غير أن المبيعات ارتفعت بنحو 30% فى مايو بالمقارنة مع 167 ألفا و693 سيارة التى سجلتها فى أبريل الماضى.
وأعلنت وزارة التجارة الكورية الجنوبية أن صادرات السيارات من كوريا الجنوبية فى مايو هبطت بنسبة %54 على أساس سنوى على الرغم من عمليات متعاقبة لاستئناف المبيعات فى دول كبرى وذلك لزيادة السيارات المتاحة بسبب تراجع المبيعات فى الشهر السابق وتراجع الطلب فى أسواق كبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تتصدران دول وقارات العالم فى عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا.