كشفت الوكالة الأمريكية للعقارات “AREA” عن تراجع مشتريات الأجانب و معظمهم من المستثمرين الصينيين للوحدات السكنية فى العاصمة التايلاندية “بانكوك” منذ يناير الماضى وحتى أمس بنحو %10 من إجمالى سوق العقارات مع تفاقم وباء كورونا مقارنة مع أكثر من 20 % خلال الفترة المقابلة من العامين الماضيين.
وقال سوبون بورنشوكشاى رئيس شركة “كوليير إنترناشيونال جروب” العالمية للاستشارات العقارية، إن ابتعاد الصينيين عن تايلاند وحظر سفرهم عقب انتهاء عطلة السنة القمرية الجديدة فى 31 يناير الماضى، إثر انتشار فيروس كورونا أدى إلى تزايد أعداد الوحدات السكنية الخالية هذا العام لترتفع إلى 100 ألف وحدة فى بانكوك وضواحيها وذلك لأول مرة منذ سنوات عديدة مما سيجعل المطورين يعتمدون على المشترين المحليين لكن ذلك لن يكون سهلا.
وأدى انتشار فيروس كورونا وحظر سفر الصينيين خارج بلادهم هذا العام إلى ضعف سوق العقارات فى الدول الآسيوية المجاورة ولاسيما تايلاند التى كانت تعتمد على الصينيين فى شراء الوحدات السكنية الجديدة لدرجة أن مؤشر المطورين الذى يضم 55 شركة إنشاءات هوى بحوالى %19.
وذكرت وكالة “بلومبرج” أن المشترين الصينيين الذين كانوا يمثلون معظم مشتريات الأجانب للعقارات فى آسيا و دول ما وراء البحار غير قادرين الآن على السفر بسبب توقف الرحلات الجوية و ضعف جميع القطاعات الاقتصادية بعد تفشى وباء كورونا وإصابة حوالى 80 ألف حالة ووفاة مايقرب من ثلاثة آلاف شخص.
وتواجه سوق العقارات السكنية فى بانكوك التى كانت مفضلة لدى المستثمرين الصينيين ركودا شديد منذ بداية العام بعد انتشار كورونا لدرجة أن المطورين العقاريين يتوقعون بناء ستة آلاف وحدة سكنية فقط خلال الربع الحالى بانخفاض %40 عن الوحدات المبنية خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الماضى.
وأكد فاتاراشاى تاويونج مدير الوحدة التايلاندية لشركة “كوليير إنترناشيونال جروب” أن دول آسيا تواجه عاما صعبا وربما يختفى الطلب من الأجانب على شراء الوحدات السكنية والإدارية والتجارية خلال النصف الأول على الأقل من العام الجارى.
وقام بنك تايلاند المركزى بتخفيف قواعد قروض الرهن العقارى لتشجيع المشترين المحليين على شراء العقارات ولكن شركات التطوير لاتزال متخوفة بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات بتأثير “كورونا” يوما بعد يوم، كما أعلن نابورن سونثورشيتشارون المدير التنفيذى لشركة “تاى لاند آند هاوسيس” للتطوير العقارى أن هناك مخاوف فى قطاع الوحدات السكنية بسبب انتشار كورونا المستمر.
ويرى محللون آخرون أن الاستثمار الأجنبى ولاسيما الصينى فى قطاع العقارات الآسيوية خصوصا التايلاندية المفضلة للصينيين بدأ يشهد انخفاضا منذ العام الماضى بسبب تباطؤ ثانى أكبر اقتصاد فى العالم نتجة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين المستمر منذ حوالى عشرين شهرا وانهيار إيرادات التصدير و السياحة التى تعتمد عليها حكومة بكين.
وأضاف نابورن سونثورشيتشارون أن شركة “تاى لاند آند هاوسيس” لا تعتزم فتح أى مشروعات سكنية جديدة هذا العام حتى تنتهى من بيع وحداتها الخالية والتى لا تعرف موعدا لها بسبب الغموض جراء فيروس كورونا.
وتحذر شركات تطوير أخرى مثل “سينجا إستيت” من شراء أراض جديدة لمشروعات سكنية بسبب تضخم المعروض منها فى المدن الكبرى فى تايلاند، كما أعلن مايسينى راتنافيجارن رئيس علاقات المستثمرين بالشركة حيث يتوقع عودة توازن العرض مع الطلب إلا بعد ثلاث سنوات.
وتتوقع حكومة بانكوك تباطؤ قطاع العقارات حتى نهاية العام الحالى نتيجة فيروس كورونا ليؤثر سلبا على اقتصاد تايلاند، مما سيؤدى إلى انخفاض نمو الناتج المحلى الإجمالى إلى 1.5 % لينزل إلى أدنى مستوى منذ ستة سنوات، علاوة على أن مؤشر القطاع العقارى هبط بحوالى %19 هذا العام حتى الآن مقابل %9 لمؤشر بورصة بانكوك.