بدأت بوادر تأثر الشركات السياحية المقيدة فى البورصة المصرية بتداعيات الفيروس القاتل «كورونا»، إذ تأثر عدد كبير منها بإلغاء حجوزات السائحين على فنادقها، وتم ترجمته فى تراجع معدلات الإشغال بنسب متفاوتة.
وتزايد القلق والخوف لدى مسئولى الشركات من تفشى الفيروس القاتل محليًا وعالميًا، وهو ما يصيب صناعة السياحة فى مقتل، ومن ثم تدهور نتائج أعمال الشركات العاملة بالمجال، خاصة فى ظل تزايد قرارات إيقاف رحلات الطيران بين البلدان التى ارتفعت فيها نسب الإصابة بـ”كورونا”.
وأكد مسئولو شركات القطاع المقيدة فى البورصة، أن خطط توسعاتهم المستقبلية ستتأثر سلبًا، عبر تأجيل افتتاح فنادق بالسوق المحلية وخارج الوطن، بداعى تفشى الفيروس، بالإضافة إلى توقعات بانخفاض عدد السائحين محليًا وعالميًا.
وطالبوا بتفعيل دور صندوق الطوارئ السياحى، وذلك عبر تحمله لرواتب وأجور العاملين فى الشركات والفنادق، حتى استقرار الأوضاع، بالإضافة إلى تأجيل سداد الأعباء الثابتة، والمصروفات المختلفة لفترة زمنية، حتى تستعيد عافيتها مجددًا.
أوراسكوم: تأجيل فوجين قادمين من شرق أوروبا لطابا ونسعى للسيطرة على التكاليف
وقال أشرف نسيم، العضو المنتدب بشركة «أوراسكوم للتنمية مصر»، إن شركته شهدت تأثيرات طفيفة على صعيد فنادق الجونة، إذ شهدت نوعًا من هدوء الإقبال، بالإضافة تأجيل فوجين قادمين من شرق أوروبا لفنادق «طابا».
وأضاف أن حجوزات «الجونة» التى تم تسجيلها منذ فترة سابقة لا تزال مستمرة، لافتًا إلى أن شركته مطلعة بشكل دائم على تطورات الأحداث الخاصة بالفيروس لاتخاذ التدابير اللازمة.
وأشار نسيم إلى أن أجواء الهدوء النسبى والقلق كانت متوقعة، وتحديدًا فى ظل ظهور أمر مفاجئ مثل انتشار فيروس «كورونا»، الذى أحدث حالة من الذعر لدى العالم أجمع.
وأكد أن شركته مستقرة ومستعدة للتعامل بشكل إيجابى حال تطورت الأجواء المصاحبة لانتشار “كورونا” بشكل سلبى، وأثرت على قطاع السياحة.
وأوضح نسيم أن إيرادات الفنادق تمثل %40 فقط من إجمالى إيرادات شركته.
ولفت إلى أن شركته أقرت بعض التدابير المبدئية للتعامل مع الموقف الحالى، من خلال إمكانية بحث بدائل أخرى للأفواج التى يتم تأجيلها، إذ تستهدف استقطاب سُياح من الأردن لفنادق طابا، وأيضًا من دولة السعودية.
وأوضح نسيم أن الشركة ستحاول السيطرة على التكاليف، بهدف تخفيف تأثيرها على الأرباح النهائية، مضيفًا أن خطته مستمرة وفقًا لما هو محدد سابقًا، إذ ستستقبل الجونة بطولة الإسكواش خلال شهر أبريل المقبل، وستُقيم مهرجان الجونة فى موعده بستمبر.
يُذكر أن “أوراسكوم” تمتلك 6 فنادق بمدينة طابا بجنوب سيناء، بدأت بها عمليات تجديد موسعة نهاية العام الماضى، تزامنًا مع قرار رفع الحظر من قبل ألمانيا، وكانت تستعد فى الوقت القريب لاستقبال أولى الأفواج الألمانية.
يشار إلى أن ألمانيا أعلنت يوليو الماضى رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى مدينة طابا بمحافظة جنوب سيناء، الذى فرضة عقب تفجير حافلة السياح الكوريين فى فبراير 2014.
رمكو: تأثرنا بإلغاء حجوزات وانخفاض نسبة الإشغالات
وقال أنسى يوسف، نائب رئيس مجلس الإدارة للشئون المالية والإدارية بشركة “رمكو للمنتجعات السياحية”، إن شركته تأثرت سلبًا بانتشار فيروس «كورونا» عبر حدوث موجة من إلغاء الحجوزات على فنادقها.
وأضاف أن نسبة إشغالات فنادق الشركة انخفضت خلال الأيام القليلة الماضية بشكل كبير، بسبب حالة انتشار الفيروس التى حدثت بعدد من الدول الخارجية، ما اضطر مواطنيها لإلغاء رحلاتهم.
وأوضح يوسف أنه على الرغم من التأثر فإن الأمل لا يزال موجودًا، خاصة فى ظل اقتراب قدوم فصل الصيف، نظرًا لاستقرار حالة الطقس التى تشهدها مصر خلاله.
وأشار إلى أن إشغالات فنادق شركته بالغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة ارتفعت فى فترات سابقة إلى %70 لافتًا إلى أن الوافدين أغلبهم من جنسيات أجنبية، بما يمثل %40 من نسبة الإشغالات، وتحديدًا من الصين وإيطاليا وألمانيا، فيما يتنوع الباقى بين جنسيات خليجية ومصريين.
ولفت إلى أن “رمكو” ستواصل خلال العام الحالى إنشاءاتها القائمة، وعلى رأسها مشروعات الساحل الشمالى، إضافة إلى أعمال العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع “ستيلا السخنة 2”.
وخلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضى، تمكنت “رمكو” من التحول للربحية، محققة صافى أرباح بقيمة 7 ملايين جنيه، مقارنة بخسائر بلغت 72 مليون جنيه خلال الفترة المماثلة من 2018.
«بيراميزا»: ضرورة تفعيل صندوق الطوارئ ومنح مهلة لسداد الالتزامات
وقال مجدى عزب، رئيس مجلس الإدارة بشركة “بيراميزا للفنادق والقرى السياحية”، إن حادثة الباخرة المصرية ستزيد حالة الذعر لدى السائحين، موضحًا أن صناعة السياحة ستشهد جمودًا على مستوى العالم جراء انتشار فيروس “كورونا” خلال الشهرين المقبلين.
وأعلنت وزارة الصحة أمس أول –الجمعة- اكتشاف 12 حالة إيجابية لكورونا ولم تظهر عليهم أى أعراض، وذلك على متن إحدى البواخر النيلية القادمة من محافظة أسوان إلى الأقصر، وقيل إن سائحة تايوانية من أصل أمريكى كانت على متن الفندق العائم، وأثناء عودتها إلى بلادها تبين أنها مصابة بالفيروس، وكانت سببًا فى نقل العدوى للطاقم المصرى العامل على الباخرة.
ولفت عزب، إلى أن السياحة تُعد من السلع الترفيهية التكميلية، ومن ثم فإن العملاء قادرون على الاستغناء عنها لحين استقرار الأوضاع، متوقعًا أن تظهر بوادر انفراج الأزمة على المدى القريب بقدوم فصل الصيف.
وشدد على ضرورة النظر فى حلول أخرى منقذة للقطاع حال تدهور الأوضاع، على رأسها تفعيل صندوق الطوارئ ليُغطى تكاليف العاملين بالشركات السياحية، بشرط عدم الاستغناء عنهم
كما شدد على منح الشركات السياحية مهلة زمنية لسداد التزاماتها الثابتة حتى تستقر الأوضاع مجددًا.
وأوضح عزب أن شركته تعمل حاليًا فى مرحلة التشطيب لفندق «دبى» التابع لها، مشيرًا إلى أى تطورات سلبية فى الأمر ستضطرها لتأجيل افتتاحه لمدة شهرين أو أكثر.
يُذكر أن «المال» كانت نشرت سابقًا أن «بيراميز» أوشكت على الانتهاء من تجهيزات فندق دبى، على أن يتم افتتاحه نهاية مارس الحالى، وكانت تكلفته التمويلية قُدرت سابقًا بنحو 250 مليون جنيه، ويتم تمويلها بشكل ذاتى من موارد الشركة المالية.
وتعمل «بيراميزا» فى مجالات التنمية السياحية، وإقامة وإدارة وتشغيل الفنادق، والاستثمار العقارى، وتسهم فى عدد من الشركات التابعة، أبرزها «بيراميزا» للاستثمار السياحى والفندقى، بنسبة %96.73 و”بيراميزا” للمنتجعات السياحية بنسبة 92%.
مصر للفنادق: تأجيل افتتاح فندق «سفير ذهب» وارد حال انتشار وتفشى الوباء
وقال عمرو عطية، رئيس مجلس الإدارة بشركة “مصر للفنادق”، إن نسبة الحجوزات التى تم إلغاؤها من قبل عملائه غير مقلقة، مضيفًا أن إشغالات الفنادق فى معدلاتها الطبيعية، إذ تتراوح بين 70 – %80 مشيرًا إلى أنه رغم حالة الفزع المحلية فإن السوق المصرية تُعد من أكثر البلاد استقرارًا.
ولفت إلى أن شركته تعتمد على السياح الخليجيين بشكل أكبر، إذ يمثلون حوالى %40 من إشغالات الفنادق، إلى جانب وجود مجموعات من أمريكا وأوروبا، ومصريين.
وأبدى عطية، تخوفاته على الصعيد المستقبلى، حال انتشار الفيروس بشكل أكبر، سواء على الصعيد المحلى أو الخارجى، لافتًا إلى أن شركته ستضطر لتأجيل افتتاح فندق “سفير ذهب” حال حدوث أى تطورات غير سارة.
وكان عطية صرح لـ«المال» سالفًا، بأن شركته انتهت من إنجاز %40 من تجهيزات فندق “سفير دهب ريزورت” وهى الأصعب، فيما يتبقى %60 وسيتم الانتهاء منها خلال 6 أشهر، مع التخطيط لافتتاحه يونيو المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن “مصر للفنادق” كانت تعتزم افتتاح الفندق نهاية العام الماضى بتكلفة إجمالية 120 مليون جنيه، بعد التعاقد مع إحدى الإدارات الهندسية التابعة لجهة سيادية على توليها مهمة تطوير فندق دهب، عقب مناقصة طرحتها الشركة مؤخرًا.
بلتون: انخفاض متوقع لعدد القادمين فى شهرى مايو ويونيو
وقالت علياء ممدوح، كبير المحللين الاقتصادين بشركة “بلتون المالية القابضة”، إن الحكم بشكل دقيق على وضع القطاع السياحى بالفترة الحالية أمر صعب، لافتة إلى أن التأثير السلبى جراء تفشى فيروس “كورونا” لا يقتصر على الصعيد المحلى فقط، ولكنه سيطال العالم أجمع، فى ظل المخاوف من توقف حركة الطيران.
وأوضحت أنه رغم كل تلك التخوفات فإن السوق المصرية تعد من أكثر الدول استقرارًا.
ولفتت إلى أنه بافتراض توقف حركة السياحة تمامًا خلال شهر أبريل المقبل، وانخفاضها خلال مايو ويونيو المقبلين، ستتراجع أعداد السائحين المتوقعين للعام المالى 2019-2020 إلى 13.8 مليون سائح، مقارنة بـ14 مليون سائح سابقًا وفقًا لتوقعات شركتها.
شعاع: فرصة مواتية للشراء
وقالت سارة ماهر، المحللة المالية لقطاع السياحة والعقارات ببنك الاستثمار «شعاع – مصر»، إن معدل حجوزات الفنادق يتراجع على المستوى العالمى، فى ظل التطورات الخاصة بـ«فيروس كورونا».
ولفتت إلى أن شركات السياحة العاملة بالسوق المحلية، ستواجه حتماً أثرًا سلبيًّا يدفع لظهور تخوفات تتمثل فى أن تُقدم بعض الشركات على إلغاء حجوزاتها، أو تأجيل رحلاتها.
وأشارت ماهر، إلى أن الأثر سيظهر على المدى البعيد بشكل أكبر، إذ لا تزال الأجواء غامضة قليلا بشأن القطاع على الآجل البعيد، موضحًا أن الأمر فى الوقت الحالى لن يصل إلى حد الصعوبة البالغة.
وأوضحت أن النظرة للقطاع كانت إيجابية على صعيد كل الشركات العاملة فى مجال الضيافة والعقارات، موصية بشراء أسهم السياحة خلال الوقت الحالى نظرًا لضعف سعرها، والفرصة المتاحة أمامها للتطور خلال الفترات المقبلة.