طالبت رابطة مربى إنتاج الألبان “DFA” أكبر جمعية تعاونية لأصحاب مزارع إنتاج اللبن فى الولايات المتحدة المزارعين بالتخلص من إنتاجهم فى المصارف والبالوعات بسبب وباء “كورونا” الذى أوقف خطوط التوريد نتيجة الحظر.
وأعلنت “DFA” التى تضم 7500 عضو أن بعض المزارعين الذين يملكون 480 بقرة فى المتوسط يتخلصون من حوالى 24 ألف لتر من اللبن كل يوم فى المصارف لعدم قدرتهم على توصيلها للأسواق وهذا يعنى ضياع 180 مليار لتر من اللبن يوميا.
واضطرت شركة “دين فودز” لتصنيع منتجات الألبان إلى منح مكافأة 1000 دولار لكل سائق لديه خبرة لنقل وتوزيع منتجاتها، علاوة على أجره المعتاد لاجتذاب ما يكفى لتشغيل معاملها والتى تحتاج حاليا إلى 74 سائقا بعد ابتعادهم عن العمل بسبب الوباء.
وبينما تشرف الجمعيات التعاونية لمربى الألبان ومنها “لاند أوليكس” و” فورموست فارمز” على عمليات التسويق والتوزيع لجميع أعضائها، فإنها تعهدت بدفع تعويضات مقابل إلقاء اللبن فى المصارف ولكن دفع هذه التعويضات لجميع الأعضاء يمثل خسائر هائلة لإيراداتها .
وذكرت وكالة رويترز أنه برغم الطلب القوى على المنتجات الغذائية الأساسية وسط انتشار العدوى بفيروس كورونا فإن سلاسل توريد اللبن تواجه مجموعة من العقبات التى تمنع أصحاب مزارع الألبان من توصيل إنتاجهم إلى الأسواق.
وأدى الإغلاق الجماعى للمطاعم والمدارس إلى تحول مفاجئ وإجبارى من أسواق الجملة إلى متاجر التجزئة مما سبب كوابيس مزعجة لمحطات اللوجستيات والتعبئة والتغليف المرتبطة بمعالجة اللبن و الجبنة و الزبدة.
وتعانى شركات الشاحنات التى تنقل منتجات الألبان من عدم وجود أعداد كافية من السائقين الذين فضلوا البقاء فى بيوتهم خوفا من العدوى بفيروس كورونا ومن جفاف أسواق التصدير الكبرى مع توقف معظم قطاع الخدمات الغذائية فى أنحاء العالم بسبب قيود الحظر وإغلاق الحدود بين الدول للحد من انتشار الوباء.
وأكد المزارعون و خبراء الاقتصاد الزراعى وموزعو المنتجات الغذائية أن هناك متاعب هائلة تعترض سلاسل إمداد المواد الغذائية ولاسيما منتجات الألبان التى واجهت مشكلات متعددة أكثر من بقية السلع الزراعية وقبلها بمدة طويلة لأن اللبن لا يتم تجميده مثل اللحوم ولا وضعه فى مخازن وصوامع مثل الحبوب، وتواجه أيضا قطاعات غذائية أخرى مشكلات عالمية بسبب القيود المفروضة على حركة النقل الجوى والبحرى لمنع تفشى فيروس كورونا.
وأدت القيود على السفر بسبب “كورونا” إلى هبوط شديد فى أعداد العمال المطلوبين للزراعة والحصاد و النقل والتوزيع للفواكه والخضراوات ونقص شديد أيضا فى حاويات التبريد وفى سائقى الشاحنات لتزداد التداعيات أيضا على توصيل اللحوم والحبوب إلى بعض المدن.
ورغم أن منتجات الألبان مطلوبة فى متاجر البقالة لأن المستهلكين محظور عليهم الخروج فإن حمى الشراء منخفضة للغاية لعدم قدرة المزارعين على نقل منتجات الألبان للأسواق لدرجة أن محلات البقالة والسوبر ماركت تحدد لكل متسوق شراء منتجين فقط من الألبان لندرة المعروض منها وتزايد الطلب عليها.
وتتوقع كبرى الجمعيات التعاونية لمنتجات الألبان والتى تملك أيضا معامل لمعالجة الأجبان والزبدة استمرار التخلص من الحليب داخل المزارع لفترة طويلة قادمة مع تفاقم الوباء فى الولايات المتحدة التى باتت أكثر دولة فى العالم من ناحية الإصابات بوباء كورونا والتى تجاوزت 312 ألف حالة ووفاة حوالى 9 آلاف أمريكى.
ويأتى التخلص من الألبان رغم ارتفاع طلب المستهلكين لأن موجة حمى الشراء بسبب كورونا جعلت المتاجر وسلاسل السوبرماركت خالية منها تقرييا خلال الأسابيع الماضية وسط إغلاق الشركات و الحجر الصحى فى العديد من المناطق لدرجة أن مبيعات التجزئة للبن قفزت خلال مارس الماضى بحوالى 53 % و للزبدة بأكثر من 127 % و للأجبان بنسبة 84 % بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضى بينما زاد متوسط سعر اللبن الطازج بأكثر من 11 % خلال الفترة نفسها.