كورونا وتراجع أسعار الألياف يقلصان «زراعة الكتان» بنسبة 75% العام الحالى

انخفضت من 24 ألفاً إلى 6 آلاف فدان حالياً

كورونا وتراجع أسعار الألياف يقلصان «زراعة الكتان» بنسبة 75% العام الحالى
الصاوي أحمد

الصاوي أحمد

9:36 ص, الأثنين, 5 يوليو 21

عصفت ازمة كورونا وما تبعها من تداعيات انخفاض اسعار الألياف بمساحة الكتان المزروعة فى مصر حيث تراجعت من 24000 فدان فى 2020 إلى 6000 فدان فى 2021 بنسبة 75 %، رغم أهمية محصول الكتان للصناعة فى مصر فى قطاعات المنسوجات والزيوت والأخشاب .

وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة ممثلة فى قسم بحوث الألياف بمعهد البحوث الحقلية أن هناك تفاوتاً كبيراً فى مساحات زراعة الكتان فى الخمس سنوات الأخيرة، مع تدهور مساحات الكتان فى الموسم الحالى بعدما سجلت 14ألف فدان فى 2018 و13ألف فى 2019.

ويزرع الكتان فى نوفمبر ويحصد بعد 3 شهور وتقع أغلب المساحات المزروعة فى محافظة الغربية.

وأكد التقرير أن سعر ألياف الكتان فى موسم 2019 وصل إلى 55 ألف جنيه، للطن، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسى لزيادة المساحة فى نفس الموسم مع أسباب أخرى.

وأشار التقرير إلى نتائج جيدة لبرنامج التربية فى إنتاج الأصناف المتميزة فى محصولى البذور والألياف، وكذلك الدور الهام لبرنامج نقل التكنولوجيا، والذى يتم دعمه بصورة مباشرة وغير مباشرة من مجلس القطن والألياف، والمحاصيل الزيتية، وعوامل أخرى مثل احتياجات محصول الكتان المحدودة من عناصر الإنتاج مثل الرى والتسميد والعائد الأعلى مقارنة بالمحاصيل الحقلية الشتوية الاخرى كل ذلك ساهم فى زيادة المساحات المنزرعة من المحصول وعودة مزارعى الكتان للإقبال على زراعته.

وأوضح التقرير أن الموسم التالى (موسم كورونا) والذى توقف فيه الاستيراد والتصديرلمعظم البضائع بين الدول، وتسبب فى وقف تصدير ألياف الكتان فى تلك الفترة مما تسبب فى انخفاض سعر الطن من الألياف إلى 35 ألف جنيه مصرى، وكان هذا السبب الرئيسى فى خوف المزارعين من الاستمرار فى تدهور أسعار الكتان لذلك تراجعت مساحات الكتان حتى وصلت هذا الموسم إلى 6366 فدانا.

وأشار التقرير إلى أنه من المبشر الآن هو بداية ارتفاع أسعار الألياف إلى حوالى 40 ألف جنيه للطن، وفى حالة عودة التجارة العالمية بين الدول الى سالف عهدها قد ترجع اسعار الألياف إلى ما كانت علية قبيل جائحة كورونا، وهنا وجب علينا أن نوضح أن كورونا ليست هى السبب الوحيد فى انخفاض أو تدهور مساحات الكتان فى الفترة الأخيرة.

الوزارة تضع 12 مقترحا للنهوض بالمحصول

ووضعت وزارة الزراعة نحو 12 مقترحا لاستعادة عرش زراعة الكتان فى مصر من خلال الإتجاه إلى انشاء مصانع غزل وتصنيع أقمشة من ألياف الكتان محليا وعدم تصديرها خام بدون غزل أو نسج وهذا سيؤدى لرفع القيمة المضافة ويوفر على الدولة استيراد مثل هذه الاقمشة بالعملة الصعبة ويفتح سوقا محلية لتسويق الألياف مع السوق العالمية وقد تصبح بعد ذلك بديلا للسوق العالمية.

وأكد الدكتور حسين أبوقايد رئيس بحوث بقسم محاصيل الألياف أنه من ضمن المقترحات أيضا أن منافسة محصول الكتان لعديد من المحاصيل الشتوية الاستراتيجية الهامة مثل القمح وبعض المحاصيل البقولية كالفول البلدى والبرسيم المصرى جعلت الأراضى القديمة شبة محجوزة لمثل هذه المحاصيل، لذلك يقتضى التوسع الأفقى فى محصول الكتان الخروج به من أرض الوادى إلى الأراضى الجديدة.

وذكرت التوصيات أن مزارعى الكتان فى الأراضى الجديدة واجهوا مشكلة التصنيع، وتحتم عليهم نقل المحصول إلى مصانع الكتان الموجود معظمها فى ،محافظة الغربية بالدلتا لذلك لابد من توفير وحدات تصنيع فى كل تجمع من تجمعات الكتان بالأراضى الجديدة المزمع الزراعة بها وذلك لتوفير الجهد والمال المستهلك فى النقل، وهذه الوحدات تقيمها الدولة أو جمعيات رجال الأعمال وعلى المدى الطويل سوف تدر عليهم ربحا نظير تأجيرها لمزارعى ومصنعى الكتان.

وأضاف أبو قايد أنه من بين التوصيات أيضا للنهوض بمحصول الكتان، أن هناك فى بعض الأحيان عدم ملائمة مواصفات الألياف المنتجة لما تتطلب الأسواق الغزلية فى الخارج، مما جعل الطلب عليها قليل وأسعارها غير مجزية ونتيجة لهذه الحالة انخفضت المساحات المنزرعة كتان إلى أدنى حد وهذا يتطلب إصلاح عيوب الإنتاج بتطوير وتحديث طرق الاستخلاص والتصنيع للحصول على ألياف كتانية نقية محتفظة بجميع خواصها الغزلية الطبيعية المتميزة.

وأشار أبوقايد إلى أنه تم وضع صيغة لعقود الاتفاق بين الزارع والصانع تحفظ لكل منهما حقه كاملا مبينا بها شروط التعاقد ومواصفات المحصول تفصيليا وأسعاره المناسبة وجهة التحكيم فى حالة نشوء اختلاف بين الطرفين بما يعطى كل ذى حق حقه وتشجيع سهولة التعامل بين الزارع والصانع.

ولفت إلى أهمية التوسع فى النشاط الارشادى سواء فى زيادة عدد الحقول الارشادية فى المحافظات على ألا تقل الحقول الارشادية فى كل محافظة عن حقلين أو ثلاثة حقول، وكذلك زيادة عدد الندوات الارشادية خاصة قبل بداية موسم الزراعة لشرح التوصيات الفنية للمرشدين الزراعيين والقادة الريفيين وكذلك لتكثيف الندوات قبيل الحصاد وأثناء أيام الحصاد للتنويه إلى أهمية عمليات ما بعد الحصاد حتى الوصول الى المنتج النهائى من الألياف.

وأوضح أبوقايد أنه يحب التوسع فى برنامج انتاج التقاوى المحلية بدرجاتها المختلفة وإشراك الإدارة العامة لانتاج التقاوى فى ذلك حتى يتمكن قسم بحوث محاصيل الألياف من تنفيذ خطة إكثار التقاوى المقترحة وحتى نتمكن من تغطية نسبة معقولة من المساحة المنزرعة بالكتان بالأصناف المحلية والاستغناء تدريجيا عن استيراد البذور.

وكشف أنه يجب الاهتمام بإنتاج وتسجيل الاصناف الجديدة من الكتان وعدم التركيز على طراز واحد لأن هناك طلبا على الأصناف البذرية وإن كان أقل من الليفية والثنائية الغرض، لذلك يجب على برامج التربية بالقسم أن تنتخب للثلاث طرز وتكون مستعدة بإكثار الصنف الذى يكون عليه طلب من السوق المحلية، وفى الفترة الأخيرة سجل قسم بحوث محاصيل الألياف بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية اربعة أصناف تجارية (جيزة 11، جيزة 12، وسخا5 وسخا6) متميزة فى محصولى القش والبذور وبالتالى فى الألياف والزيت.