«كورونا» تدفع الشركات تجاه البنوك لجذب السيولة

مع زيادة الطلب على التسويق المصرفى وتأمين القروض وجدولة الأقساط

«كورونا» تدفع الشركات تجاه البنوك لجذب السيولة
مروة عبد النبي

مروة عبد النبي

7:52 ص, الأحد, 4 يوليو 21

تشهد شركات التأمين حاليا تعاونا مكثفا مع البنوك بهدف جذب الأموال للطرفين مقابل منافع متبادلة لصالحهما وصالح عملائهم كافة من خلال التوسع فى حجم الأعمال بالنسبة للشركات مقابل تغطية مخاطر السداد للبنوك، علاوة على التفنن فى ابتكار منتجات جديدة من الجانبين.

وأكد عدد من– قيادات قطاع التأمين أن الشراكة بين الطرفين فى كافة المجالات بها استفادة عظمى للعملاء من خلال توفير الحماية الكافية لهم ولممتلكاتهم من خلال توافر التأمين على التمويلات الحاصل عليها سواء قرض شخصى أو تمويل عقارى أو سيارة أو جدولة أقساط التأمين لهم فى حالة عدم قدرته على دفعها بنظام «الكاش» كما أن ضمانة الأموال المودعة من شركات التأمين لدى البنوك تحقق لها الكثير من الامتيازات أهمها العائد على استثمارها مما يساعدها فى الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها من ناحية، والتوسع بدخول أعمال جديدة ومختلفة تضمن استقطاب شرائح جديدة من العملاء.

عبد العزيز: توسع المصارف مرتبط بتحمل الشركات المزيد من المخاطر

وقال حسام عبد العزيز رئيس مجلس إدارة «الجمعية المصرية للتأمين التعاونى» «cis» إن توسعات البنوك فى التعامل مع شركات التأمين خلال الفترة الماضية كلها كانت مرهونة بضمان مخاطر عدم السداد من الأخيرة لرغبة الأول فى الحصول على ضمانات كافية على العميل تشجعه على مزيد من الإقراض.

وأشار إلى أن نمو محافظ الائتمان بالبنوك ارتبط بضمان شركات التأمين لهذه المخاطر والتى تمثل %98 مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر.

وأوضح أن وجود شركات إعادة التأمين العالمية كظهير إستراتيجى لشركات التأمين ساهم فى تشجيع البنوك على تنمية محافظ الإقراض فى مجالات شتى، مما أنعش الاقتصاد الكلى فى أصعب أزماته ومنها تفشى فيروس «كورونا» الذى لايزال مستمرا حتى الآن وأثر بالسلب على كافة القطاعات.

وأكد أن قوة العلاقة بين البنوك وشركات التأمين ليست قاصرة فقط على جذب السيولة المالية ولكن لأن الشراكة تمنح قطاع التأمين امتيازات جيدة منها دخول حجم كبير من الأعمال ودخول شرائح جديدة من العملاء، علاوة على أن أقساط التأمين التى يتم تحصيلها من البنوك يتم إيداعها بغرض الاستثمار والحصول على عائد كبير منها يسمح للشركات بالوفاء بالتزاماتها من ناحية، فضلا عن زيادة قدرة البنوك على إقراض الأفراد والمؤسسات وكبار رجال الأعمال.

وأضاف أن زيادة نطاق التعامل بين شركات التأمين والبنوك يسمح للطرفين بابتكار منتجات جديدة تساعد العميل على تلبية احتياجاته وتسهيل إنجاز مهامه التى يحتاج من خلالها للتمويل بوجود تأمين مثل تأمين مخاطر عدم السداد للقروض الصغيرة ومتناهية الصغر وتأمين الائتمان وكروت الائتمان ذاتها.

وأشار إلى أن شركات التأمين تستفيد من عدد فروع البنوك الكبيرة حيث يساعد تواجدها بمختلف أنحاء الجمهورية على ضمان توزيع منتجات التأمين لأكبر قدر من العملاء مما يساعد فى تقديم التأمين بتكلفة منخفضة تطبيقا لنظرية الأعداد الكبيرة مما يوفر سيولة مالية كبيرة لشركة التأمين تساعدها على النمو واكتساب حصة سوقية أكبر من عام لآخر.

صـابر:تسهل تحصيل القسط على العميل خاصة منذ بداية الجائحة

من ناحيته، قال مدحت صابر العضو المنتدب لشركة «أروب» للتأمين على الممتلكات إن هناك شراكة متزايدة النطاق من وقت لآخر بين التأمين والبنوك فقد بدأت أولا وعمليا مع قطاع التأمين على الحياة باعتباره مكون للأموال من الأشخاص وذلك عبر التأمين على حياة العميل المقترض وتحصيل قسط التأمين مع قسط البنك لصالح شركة التأمين ثم تطور الأمر إلى تمويل السلع مثل السيارات التى يتم تقسيطها بشرط وجود تأمين عند وقوع الحادث يحصل على التعويض من شركة التأمين.

وأشار إلى أن شركات التأمين بدأت تفكر فى تسهيل تحصيل قسط التأمين على العميل خاصة منذ بداية أزمة «كورونا» التى أثرت على دخول الكثيرين من الأفراد والشركات مما دفع التأمين إلى التفكير فى وسيلة تيسر على العميل سداد القسط وذلك عن طريق جدولته بالتعاقد مع البنوك مثلما فعلت «أروب» مع البنك الأهلى على 3 شهور وبحد أقصى 12 شهرا بدون فوائد.

ولفت إلى أن شركة التأمين تحصل على قسط التأمين كاملا من البنك ويقوم الأخير بتقسيط القسط بلا أى إرهاق مادى على العميل وبدون تحميله أى أعباء جديدة، علاوة على إتاحة السداد الإلكترونى بعدة طرق تطبيقا للشمول المالى والتباعد الاجتماعى وتقليل الإصابات فى تلك الفترة.

وتابع إن مثل هذه الأفكار المشتركة بين البنوك وشركات التأمين تقلل من آثار الركود فى الظروف العصيبة والاضطرابات وتنعش السوق اقتصاديا وتؤدى إلى تنامى الإيرادات ومن بين هذه الأفكار أو الخدمات تأمين الكريديت والمشروعات بكافة أنواعها مما يعمل على استمرار دوران العجلة.

واعتبر تكامل العلاقة بين شركات التأمين والبنوك حاليا من الأمور المهمة واللازمة فى الوقت الحالى لسهولة وسرعة نشر الخدمات التأمينية عبر البنوك نظرا للتحول الرقمى الكبير الذى سبقت البنوك به التأمين، علاوة على عدد الفروع الضخم للبنوك والتى تستطيع استغلاله للوصول إلى أكبر قدر من العملاء وبالتالى الأقساط التأمينية وهو ما اتضحت مميزاته فى التأمين البنكى بالنسبة لشركات الحياة والتى قامت بعمل طفرة غير مسبوقة فى أقساطه تخطت قطاع الممتلكات.

ورأى أن شركات التأمين بدأت الدخول مع بنوك فى المحفظة الإلكترونية والتى من خلالها يستطيع العميل تحويل القسط لشركة التأمين عبر الهاتف من حسابه فى البنك لحساب الشركة التى تتبعها وثيقة تأمينه..

سعيد: الظروف ربطت بين الطرفين فى مجالات كثيرة

من جانبه، قال خالد سعيد رئيس قطاع تطوير الإنتاج والأعمال والفروع فى شركة طوكيو مارين جنرال تكافل مصر إن الأنشطة المالية المصرفية وغير المصرفية سيتكاملان بصورة إلزامية خلال الفترة المقبلة ومايحدث حاليا تمهيد واضح للشمول المالى حيث تتوسع شركات التأمين مع البنوك فى صور متعددة أهمها تقليص الكاش والاعتماد على الدفع بالبطاقات البلاستيكية.

وأضاف أن البنوك تحصل على أسعار تفضيلية لكثرة عدد الوثائق التأمينية التى سيصدرها البنك لها، لذا فالشركات ستتفنن من وقت لآخر فى تقديم تغطيات تأمينية موسعة وبشروط أفضل وأسعار أقل.

وأشار إلى زيادة قدرة البنك على التنافس مع غيره من البنوك لأن انخفاض تكلفة التأمين مع الحصول على تغطية أوسع وأفضل سيجعل العملاء يتجهون نحو هذا البنك دون غيره بحكم المنافسة والبحث عن جودة السعر والخدمة.

وأوضح أن شركات التأمين بموجب تعاونها الجاد مع البنوك يساهم فى رفع مستوى الأقساط التأمينية بصورة كبيرة من ناحية وتشجيعها على تحمل المزيد من المخاطر بصفتها وظيفتها الأساسية من ناحية ـخرى من خلال تأمين القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخاصة الهندسى بعد استكمال المشروعات الكبرى وبدء أخرى جديدة. 

واعتبر التكامل فى الخدمات بين البنوك وشركات التأمين بابا جديدا لاستحداث وتطوير منتجات تأمينية جديدة تناسب احتياجات البنك وعملائه وبأسعار معقولة وتغطيات كثيرة وجديدة تلبى رغباتهم وعبر فروع كثيرة للبنوك لا تستطيع شركات التأمين اختراق كل هذه الأماكن لولا البنوك.

وأكد أن أهم ما ستجنيه شركات التأمين من علاقتها التكاملية مع البنوك هو رفع مستوى الوعى المالى غير المصرفى بصورة كبيرة وسيتضح ذلك من خلال زيادة عدد الوثائق الصادرة من شركة التأمين لصالح عملاء البنك، بالإضافة إلى نمو حجم الأقساط التأمينية – من خلال انضمام شرائح جديدة لم تدخل دائرة التأمين من قبل – إلى جانب الطرق المعتادة التى تتضمن البيع المباشر أو البيع عن طريق الوسطاء أو شركات الوساطة وهو ما يعنى فتح الباب لقناة تسويقية جديدة تنعش آمال التأمين فى تجاوز الظرف الحالي.

مروة عبد النبي

مروة عبد النبي

7:52 ص, الأحد, 4 يوليو 21