كشفت شركة “كوالكوم”، التي صعدت من جهودها طويلة الأجل لاقتحام سوق الكمبيوتر الشخصي، عن معالج كمبيوتر محمول جديد مصمم ليتفوق على منتجات منافسة من شركتي “إنتل” و”أبل”.
وبحسب وكالة بلومبرج، فقد أوضحت “كوالكوم” خلال فعالية للشركة في هاواي، أن “سنابدراغون إكس” الجديد يتميز بـ12 نواة فائقة الأداء لديها القدرة على معالجة البيانات بسرعة تردد 3.8 ميغاهرتز. تصل سرعة الرقائق إلى ضعف سرعة المعالج المشابه المكون من 12 نواة لدى “إنتل”، بينما تستهلك كهرباء أقل بنسبة 68%، كما تقول “كوالكوم”.
الكشف عن معالج كمبيوتر جديد
يعتبر هذا الإعلان أحدث علامة على وجود سوق تنافسية بصورة متنامية لوحدات معالجة الكمبيوتر.
وكشف أشخاص على دراية بالأمر في وقت سابق من الأسبوع الحالي، أن شركة “إنفيديا” تعمل على وحدة معالجة مركزية خاصة بها -أدمغة الحاسوب- باستخدام تصميمات رقائق قدمتها شركة “أرم هولدينغز”.
وبدأت شركة “أدفانسد مايكرو ديفايسز”، منافسة “إنتل”، منذ أمد بعيد في مجال وحدات معالجة الكمبيوتر، وذلك عن طريق تطوير وحدة معالجة مركزية جديدة باستخدام تكنولوجيا “أرم” أيضاً.
أوضح الرئيس التنفيذي لـ”كوالكوم” كريستيانو آمون خلال مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن عمليات التطوير من هذا النوع، وجهود تصنيع الرقائق الداخلية لـ”أبل”، تشكل دليلاً على صحة قرار “كوالكوم” بالبحث عن مكانة لها في مجال أجهزة الحاسوب الشخصي. أضاف أن سوق الحاسوب الشخصي مستعد لاحتضان تكنولوجيا “أرم”.
وصعد سهم الشركة التي يقع مقرها في سان دييغو 1.5% بعد بيان أمس الأول، لكنه هبط أمس في إطار تراجع أوسع لقطاع التكنولوجيا.
وتخلفت أسهم “كوالكوم” عن صعود أسهم شركات أشباه الموصلات السنة الجارية، متأثرة بتباطؤ الطلب على رقائق الهواتف الذكية التي تعد سوقها الرئيسية.
سرعة الأداء
من خلال “سنابدراغون إكس”، تطمح “كوالكوم” إلى إبهار القطاع بأداء أسرع كثيراً. تزعم الشركة أن الرقائق الجديدة يمكن أن تعمل أسرع بنسبة 50% في أوقات الذروة مقارنة برقائق “إم 2” الخاصة بـ”أبل”، والتي وصفتها الشركة بأنها معالج الكمبيوتر الرائد بالسوق.
سينبغي لـ”كوالكوم” إظهار قدرتها على إثبات تصريحاتها القوية إذا أرادت اختراق سوق أجهزة الكمبيوتر. تحتفظ تكنولوجيا “إنتل”، التي ترخص لـ”أدفانسد مايكرو ديفايسز” استخدامها في معالجاتها الخاصة، بهيمنتها على القطاع.
وإلى حد الآن، حققت تصميمات “أبل” الداخلية تقدماً كبيراً على حساب هذه التكنولوجيا التي تعد بمثابة معيار للقطاع، وتجاوزت حصتها من شحنات القطاع مؤخراً 10%.
وأوضح آمون في المقابلة أن الطريقة التي يستخدم بها الأشخاص أجهزة الكمبيوتر آخذة في التغير.
وأشار إلى أن المنتج بات فعلياً أكثر من مجرد جهاز اتصال، وستُحدث عملية إضافة قدرات بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على غرار “كوبيلوت 356” أو التي طرحتها شركة “مايكروسوفت”، مزيداً من التغيرات.
تابع: “تتحول التجربة بأسرها لتصبح تجربة ذكاء اصطناعي، وكشفنا للتو عن أسرع وحدة معالجة مركزية لأي جهاز حوسبة محمول”.
الذكاء الاصطناعي
يأتي “سنابدراغون إكس” من خلال شراء آمون لشركة “نوفيا” الناشئة خلال 2021. جلبت هذه الشركة، التي أسسها المدير التنفيذي السابق لـ”أبل”، جيرارد ويليامز، تصميمات رقائق جديدة لـ”كوالكوم” وساعدت في الحد من الاعتماد على التكنولوجيا الجاهزة من “أرم”.
علاوة على المزايا العامة للأداء، سيحتوي المعالج الجديد على ميزات مصممة خصيصاً لمواكبة برامج الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت “كوالكوم”. احتجت شركة تصنيع الرقائق بأن الذكاء الاصطناعي لن يبلغ إمكاناته الكاملة إلا إذا انتقل من مراكز البيانات إلى أجهزة المستخدم النهائي، على غرار الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب.
تعتبر “إنفيديا” الشركة الرائدة في مجال رقائق مركز البيانات التي تسرع عمليات حوسبة الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تصعد جهودها الخاصة لدخول مجال معالجات الكمبيوتر الشخصي، من حدة المنافسة. من المنتظر طرح الكمبيوتر الشخصي لهذه الشركة، بالإضافة لرقائق “أرم” الجديدة الخاصة بـ”أدفانسد مايكرو ديفايسز” بوقت مبكر من 2025.
شركة “إنتل”
في هذه الأثناء، تجد “إنتل” نفسها عرضة للهجوم في سوق هيمنت عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي. تحاول تلك الشركة، التي تبقى واحدة من أكبر مصنعي الرقائق على مستوى العالم، استعادة مكانتها باستثمار ضخم في التكنولوجيا الجديدة تحت إشراف الرئيس التنفيذي بات غيلسينغر.
في سياق منفصل، أعلنت “كوالكوم” عن إصدار جديد من مجموعة “سنابدراجون 8” للهواتف الذكية. ذكرت الشركة أن ما يسمى النظام على الرقائق، -يحتوي على معالج ومعدل الإشارات (موديم) ومكونات أخرى- يشكل أول نظام مُصمم بحيث يأخذ بالحسبان تحمل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي.