كل ما تريد معرفته عن مطار الإسكندرية الذي رفض السيسي الحديث عنه

- تكلفة تطويره بلغت 300 مليون جنيه.. وتوقف لمدة 6 سنوات - المحليات: لا بد من تخطيط جيد يُعوض الخسائر التي مُنيت بها الدولة - العقاريون: إغلاقه سيرفع سعر المتر بمنطقة النزهة لعدم تقييد الارتفاعات - السياحة: القرار يتعلق بالمصلحة العامة والقضاء على العشوائيات   مها يونس على خلفية قرار رئيس الجمه

كل ما تريد معرفته عن مطار الإسكندرية الذي رفض السيسي الحديث عنه
جريدة المال

المال - خاص

5:53 م, الأربعاء, 26 أبريل 17

– تكلفة تطويره بلغت 300 مليون جنيه.. وتوقف لمدة 6 سنوات
– المحليات: لا بد من تخطيط جيد يُعوض الخسائر التي مُنيت بها الدولة
– العقاريون: إغلاقه سيرفع سعر المتر بمنطقة النزهة لعدم تقييد الارتفاعات
– السياحة: القرار يتعلق بالمصلحة العامة والقضاء على العشوائيات
 
مها يونس

على خلفية قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بإنهاء ملف “مطار الإسكندرية” بعدم التطرق لاستخدامه مرة أخرى وفقًا لأسباب رفض الإفصاح عنها، في الوقت الذي كانت فيه مطالبات بإعادة النظر في استخدامه بالتزامن مع تطويره مؤخرًا باعتمادات مالية قاربت لـ 300 مليون جنيه، إلا أن قرار “السيسي” أطاح بآمال تلك الدعوات من خلال حسمه للأمر بمؤتمر الشباب الذي أقيم مؤخرًا بالإسماعيلية.
 
وفي هذا الصدد قال المستشار محمد عوض، رئيس المجلس المحلي الأسبق بالإسكندرية: إن مطار الإسكندرية تم تطويره مؤخرًا للاستفادة من موقعه المميز في ظل تواجده بالقرب من مدينة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن قرار رئيس الجمهورية له اتجاه وشكل معين، من الممكن أن يتعلق بملف العشوائيات والقضاء عليها، في حين أن المطار أصبح اليوم داخل كتلة سكانية “عشوائية”.
 
وأضاف “عوض” بأن أرض المطار أصبحت مطلوبة لندرة الأراضي بالثغر، مطالبًا بتخطيطها بشكل جيد لتعويض الخسائر التي مُنيت بها الدولة بعد تكلفة المطار الباهظة لإعادة إستخدامه من جديد، قبل قرار التوقف الكامل، موضحا أنه على صدد القرار سيتم تطوير المنطقة السكانية المحيطة بالكامل، مطالبا بضرورة التخصيص للمنطقة سكنيا بما يتواكب مع الحدث.
 
أما على الصعيد السياحي، فقال وسيم محيي الدين، رئيس غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، إن المحافظة تعاني من اختناق الأراضي، ومن الممكن أن تُضيف أرض المطار وما حولها فيما بعد إحداث تنمية سكانية، والتي تتطرق في النهاية إلى ملف العشوائيات والقضاء عليها من خلال توافر أراض مُخططة بعلم الدولة، معتبرا أن القرار يأتي في صالح المواطن والمصلحة العامة.
 
وعلى جانب آخر وجه أحمد سلامة المُتحدث باسم حزب التجمع بالإسكندرية، دعوة لرئيس الجمهورية لزيارة مطار برج العرب، والتعرف على معاناة الحجاج والمعتمرين لطول فترة انتظارهم في صالات المطار انتظارا لموعد الرحلات، مشيرا إلى أن توقف مطار النزهة سبب ضغطا كبيرا على مطار برج العرب، رافضا قرار إغلاقه نهائيا.
 
وأشار “سلامة” إلى أن المطار تم تجديده ورفع طاقته الاستيعابية إلى ما يقرب من مليون راكب سنويا بتكلفة بلغت 300 مليون جنيه تقريبا، حيث انتهت الشركة المصرية للمطارات من أعمال تطويره، وأصبح جاهزا للتشغيل لتخفيف الضغط على مطار برج العرب الذي يجري الإعداد لتوسعته وبناء صالة جديدة به خلال المرحلة المقبلة، مبديا اندهاشه من قرار رئيس الجمهورية بالتزامن مع ذلك التطوير، وإعادة النظر في قرار الإغلاق.
 
ومن الناحية العقارية، توقع المهندس إيهاب زكريا، العضو المنتدب لشركة قصر السلام للاستثمار العقاري، استغلال أرض المطار بمشروعات تتعلق بالعشوئيات، مشيرا إلى أن قرار رئيس الجمهورية سيؤدي إلى ارتفاع قيمة سعر المتر بالمنطقة المحيطة بالمطار كليا، والتي كانت تتضرر مُسبقا بسبب تحديد الارتفاعات لعدم إعاقة هبوط الطائرات وإقلاعها.
 
وأضاف “زكريا” إلى أن القرار أيضا سيؤدي إلى إحداث كثافة سكانية كبيرة، وفقا لتغيير قوانين الارتفاعات بمنطقة النزهة بالكامل عقب قرار إغلاق المطار، طالبا بضرورة الاستفادة من تلك الأرض من خلال تأهيل وتهذيب منطقة عزبة المطار وبحيرة المطار العشوائية، وتحويل الأخيرة إلى استثمار سياحي يجتذب السياح ويُرجع بالإسكندرية للخريطة السياحية من جديد، في حين أن الطريق الدائري والكائن على مقربة من المطار سيتحول بفعل القرار إلى منطقة سكنية بأقصى ارتفاعات، مما يتطلب خلق محاور جديدة للطرق لتواكب تأهيل تلك المنطقة.
 
وكان رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي قد أوضح أن هناك دراسات لإنشاء امتداد أو مدينة جديدة داخل الإسكندرية، تشمل 60 مليون متر داخل المدينة، وفى المنطقة المحيطة بالمطار، مضيفا، “لن نستطيع استخدام هذا المطار لأسباب كثيرة، أرجو أن تعفونى من ذكرها”.
 
وأضاف الرئيس: “خذوا القرار فيما يخص الأراضى المحيطة بالمطار بدلاً من تحولها لعشوائيات، وعمل تخطيط جيد وطرحها على الناس، خذوا القرار وانتهوا منه”.
 
يُشار إلى أن مطار إسكندرية الدولي، أو ما يُطلق عليه “مطار النزهة” هو مطار دولي يبعد عن وسط مدينة الإسكندرية حوالي 6 كم، في الاتجاه الجنوبي الشرقي، ويمثل المطار أهمية كبيرة للإسكندرية باعتبارها ثاني أكبر مدينة في مصر بعد العاصمة القاهرة، إلا أن رحلاته توقفت في نهاية عام 2011، وظل يستخدم فقط  لنقل العاملين في شركات الخدمات البترولية، وأيضا بعض الطائرات الخاصة، وتم تحويل كافة الرحلات إلى مطار برج العرب للبدء في خطة التطوير في يناير 2012.
 
ويرجع تاريخ إنشاء مطار النزهة إلى عام 1947، وتبلغ مساحته حوالي 650 فدانا، ويستقبل الطائرات الصغيرة والمتوسطة والطائرات الخاصة، ويتكون من مبنى للركاب يحتوي على صالتين واحدة للسفر والثانية للوصول، تضمن مكاتب شركات الطيران العاملة في المطار، والعديد من الخدمات الأخرى مثل البنوك والكافيتريات، ويضم صالة للشحن الجوي، ومبنى للسوق الحرة، ونادي الإسكندرية للطيران الشراعي.
 
ويصل عدد الرحلات التي تقلع وتهبط في المطار ما يقارب 7808 رحلات سنويا، وفي عام 2008 خدم المطار ما يقارب 1,162,987 راكبا بزيادة 46.3% عن عام 2007، ويعتبر مطار النزهة أحد مراكز العمليات الرئيسية لشركة مصر للطيران، ومركز العمليات الرئيسي لشركة المصرية العالمية للطيران.
 
وكانت تبلغ القدرة الاستيعابية لمبنى الركاب حوالي 600 راكب في الساعة، ويحتوي المبنى على عدد 2 سير للوصول، وسير واحد للسفر، ويحتوي المبنى على 2 كاونتر للوصول، وكاونتر واحد للسفر، فيما يبلغ عدد مواقف إنتظار الطائرات عشرة مواقف لطائرات من الحجم المتوسط.
 
وكان قد تم الإعلان عن مشروع لتطوير مطار النزهة بتكلفة 280 مليون جنيه مصري، ويشمل المشروع تطوير مبنى الركاب، ورفع السعة الإجمالية له من نصف مليون راكب إلى مليوني راكب سنويا، وكان قد تم تطويره بالكامل وتجهيزه، وكان من المُقرر افتتاحه رسميا في 2017 إلى أن قرار رئيس الجمهورية غير تلك الخطط.

جريدة المال

المال - خاص

5:53 م, الأربعاء, 26 أبريل 17