غابت شركات التكنولوجيا المصرية للعام الثانى على التوالى فى معرض ومؤتمر جيتكس دبى للاتصالات، تزامنًا مع استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد، وارتفاع تكاليف السفر واستخراج التأشيرات.
وانطلقت، أمس الأحد، فعاليات الدورة 41 من المعرض الذى يستضيفه مركز دبى التجارى العالمى خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر الحالى، وكانت مصر قد شاركت فى دورة 2019 بنحو 28 شركة، عبر جناحين، أحدهما على مساحة 429 مترًا، وضم 18 شركة، والآخر احتوى على 10 شركات ناشئة ضمن فعالية «نجوم المستقبل» على هامش المؤتمر.
وأجمع عدد من رؤساء شركات التكنولوجيا الذين شاركوا فى دورات سابقة لـ«جيتكس» أن سبب عدم التمثيل يرجع إلى ارتفاع التكاليف مع استمرار فيروس كورونا، وعدم وضوح الرؤى الاستثمارية لدى أغلب الشركات، الأمر الذى دفع مسئوليها لتفضيل التواجد هذا العام فى معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات «كايرو آى سى تى،» والذى ينعقد خلال الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر المقبل بمركز مصر للمؤتمرات الدولية.
وبحسب تريكسى لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول لإدارة الفعاليات والمعارض لدى مركز دبى التجارى العالمى، فى تصريحات صحفية منذ أيام، فإنه من المتوقع أن يصل حجم تأثير «أسبوع جيتكس للتقنية» فى الناتج المحلى الإجمالى لدبى هذا العام إلى 250 مليون دولار، ما يعادل 918 مليون درهم، مشيرة إلى أن كل دولار ينفقه زوار المعرض يُولد عوائد تصل إلى 4.5 دولارات فى أنحاء المدينة.
وقال هشام عبد السلام، مدير الشركة المصرية لضمان نظم الاتصالات والمعلومات، إن سبب عدم المشاركة فى جيتكس لعامين متتالين يرجع إلى ارتفاع تكاليف السفر الخاصة بالمعرض، فى ظل غياب الرؤية الاستثمارية طويلة الأجل لدى الشركات، خاصة مع استمرار تفشى جائحة كورونا، موضحًا أن «المصرية لنظم الاتصالات» شاركت فى المعرض بشكل منتظم سنويًا خلال الفترة من 2004 إلى 2017.
وأضاف «عبدالسلام» أن الشركة استطاعت خلال عام 2017 أن تتصدر تصنيف أفضل خمسين مشروعًا فى مشاركتها، ضمن فعاليات نجوم المستقبل GITEX FUTURE«» لدعم رواد الأعمال التى تعقد على هامش معرض جيتكس سنويًا، ولديها خطة طموحة للمساهمة فى تنفيذ مشروعات الاتصالات القومية، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة.
ومن المقرر أن يترأس الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات جلسة اليوم الاثنين 18 أكتوبر الحالى فى معرض «إكسبو» تحت عنوان «فرص الاستثمار فى البنية التحتية للاتصالات بمصر»، بمشاركة كل من عمرو محفوظ رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، وعادل حامد رئيس الشركة المصرية للاتصالات، والدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات لشئون الإبداع التكنولوجى وصناعة الإلكترونيات، ومحمد نصر مساعد وزير الاتصالات للبنية المعلوماتية الدولية.
عريبة: «مكالمات للبرمجيات» فضلت المشاركة بـ«كايرو آى سى تى»
وألمح عمرو عريبة، الرئيس التنفيذى لشركة مكالمات لتصميم وتطوير البرمجيات، إلى أن غياب التمثيل المصرى هذا العام فى معرض جيتكس دبى يرجع إلى عدم استقرار الأسواق العالمية والتكنولوجية، فضلًا عن استمرار تداعيات فيروس كوفيد 19، وارتفاع تكاليف السفر الخاصة بالمعرض.
وأضاف «عريبة» أن الشركات الناشئة والمتوسطة والصغيرة تواجه صعوبات فى المشاركة كارتفاع تكاليف الايجارات والتشغيل، لافتًا إلى قرار االشركة المشاركة فى معرض 2021 CAIRO ICT كبديل لتسويق منتجاتها وعقد شراكات مع عملاء جدد.
«الشربينى»: العائدات المتوقعة لا توازى تكاليف السفر
وعلق أمين الشربينى، الرئيس التفيذى لشركة «web ville» للاتصالات والحلول الرقمية، قائلًا: عائدات الشركات من جيتكس دبى لا توازى تكاليف المشاركة على حد تعبيره، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر.
وقال خالد نجم، وزير الاتصالات السابق، إن سبب عدم وجود الشركات بالمعرض ربما يتعلق بوجود جناح ضخم فى معرض إكسبو، الأمر الذى قد تراه الدولة كافيًا للتمثيل المصرى، ودفع أغلب الكيانات للحرص على المشاركة هذا العام فى معرض كايرو آى سى تى، منوهًا بأن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» تخصص ميزانية كبيرة لدعم تسويق منتجات الشركات فى المحافل الدولية.
واعتبر رامى أنور، المدير التنفيذى لشركة راما هوست للبرمجة وتقديم الحلول الرقمية، أن جيتكس دبى يمثل فرصة جيدة للشركات العاملة فى أنشطة البرمجة والحلول الرقمية، التى تحرص على حضوره بشكل دائم.
ولفت إلى أن عزوف الشركات المصرية عن المشاركة يرجع لعدة أسباب، منها ارتفاع تكاليف مساحات عرض المنتجات وتكاليف السفر واستخراج التأشيرات، إلى جانب انطلاق معرض إكسبو فى نفس التوقيت الذى يخطف أنظار جميع المتابعين على حساب جيتكس دبى هذا العام.
واتفق محمد عبده، المدير التنفيذى لشركة Pravica المتخصصة فى أمن وخصوصية وتشفير وسائل الاتصال باستخدام تقنية البلوكتشين، مع الآراء السابقة فى التأكيد على أن سبب عدم وجود مشاركه مصرية فى معرض جيتكس هذا العام يرجع إلى ارتفاع نفقات السفر الواقعة على عاتق الشركات، فضلًا عن استمرار تفشى جائحة كورونا التى كان لها دور كبير فى العزوف عن المشاركة.
يذكر أن المشاركة المصرية فى جيتكس دبى لم تنقطع منذ انعقاد دورته الأولى فى عام 1996.