ليست مجرد اصابة عادية,غاب بسببها لاعب لنحو شهرعن المباريات الرسمية. مافعله الأسباني سيرجيو راموس مع المصري محمد صلاح, تتجاوز خسائره الفادحة ذلك بكثير.
المكان استاد كييف العاصمة الأوكرانية,التاريخ 25 مايو الماضي,الحدث مباراة نهائي دوري أبطال أوربا-البطولة القارية الأقوى في العالم-بين فريقي ريال مدريد الاسباني,وليفربول الاجليزي.
25 دقيقة فقط مضت,حتى هذه اللحظة كانت الخطورة تميل بوضوح لصالح ليفربول على حساب المنافس,فجأة ومن كرة عادية,تعلق راموس بذراع صلاح,وتشبث بها,ولم يتركها الا بعدما طار اللاعبان في الهواء,وسقط الماتادور الآسباني,بكامل ثقل جسمه,على مفصل كتف ضحيته المصري,الذي لم يكن الأول ولن يكون الآخير.
القصة بقيتها معروفة,خرج صلاح,ليسقط فريقه معنويا وماديا,ويتعثر في المباراة,ويفوز راموس ورفاقه بالبطولة.لنكتشف مع مرورالوقت,حجم الخسائر المهول,التي تسبب فيه الجزار الاسباني لمحمد صلاح.والذي سنستعرضه من الآحدث الى الأقدم.
كشف خسائر محمد صلاح
1-جائزة أفضل لاعب في أوربا والتي تم الاعلان عنها يوم الخميس الموافق 30 أغسطس الجاري.
ضمت القائمة النهائية للمرشحين للجائزة 3 لاعبين,اولهم الكرواتي لوكا مودريتش الذي حصل بالفعل على الجائزة,وتمثلت انجازاته في الفوز مع ريال مدريد بدوري أبطال أوربا ومع منتخب بلاده بالمركز التاني في بطولة كأس العالم.
وحل في المركز الثاني الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو,الذي حصل مع ريال مدريد ايضا في مباراة حادثة(صلاح-راموس)الشهيرة على دوري أبطال أوربا,في حين خرج مع منتخب بلاده من دور 16 بكأس العالم.
وجاء صلاح في المركز الثالث,وتمثل انجازه الوحيد على المستوى العالمي, في الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لأقوى المسابقات الاوربية,الدوري الانجليزي.
ترتيب منطقي ومستحق…ولكن ماذا لوكان صلاح قد أكمل مباراة استاد كييف الشهيرة؟كانت نتيجة النهائي ستحسم على الآرجح لصالح ليفربول,وجائزة أفضل لاعب في اوربا,ستؤول على الارجح لصلاح,الذي كان سيدخل المنافسة متسلحا,بلقب دوري الأبطال الأوربي,مقابل نهائيين خاسرين لمودريتش,ويخرج كريستيانو خالي الوفاض.بل كان من المؤكد ان يحصد صلاح على الأقل جائزة أفضل مهاجم بدلا من رونالدو.
2-لقب أول عربي يحصد جائزة افضل لاعب في اوربا منذ تدشينها في 2010.
3-لقب اول أفريقي ينال جائزة أفضل لاعب في اوربا.
4-200ألف يورو,فقدها صلاح,قيمة مكافأة خصصها ليفربول لكل لاعب,في حالة الفوز ببطولة دوري الأبطال,بخلاف اي مكافات قد يتضمنها عقد اللاعب مع ناديه عند تحقيق هذا الانجاز.
5-أول لاعب مصري يفوز بدوري أبطال اوربا.
6-ثاني لاعب عربي يحصد بدوري أبطال أوربا.
قبل نهائي كييف,كان الجزائري رابح ماجر,هو اللاعب العربي الوحيد الذي نجح في الفوز بلقب دوري الأبطال,وذلك مع فريق بورتو البرتغالي في موسم 1986/1987. بفوز ليفربول,كان صلاح سيصبح ثاني لاعب عربي,يحقق هذا الانجاز,بدلا من الصاعد المغربي أشرف حكيمي زميل الماتادور راموس في ريال مدريد.
7- الانضمام لسجل اللاعبين الأفارقة الحائزين على لقب دوري الأبطال.
بفوز ريال مدريد باللقب,انضم اشرف حكيمي-بدلا من صلاح-ليصبح أول مغربي ,واللاعب رقم 18 في سجل اللاعبين الأفارقة,الذين نجحوا في الفوز بدوري الأبطال,أبرزهم الكاميروني صمويل ايتو الذي نال اللقب 3مرات.
8-خسارة لقب هداف منتخب مصر بكأس العالم منفردا
عدم اكتمال شفاء صلاح ,قبل بدء مباريات منتخب مصر,بنهائيات بطولة كاس العالم,جعله يخسرفرصة المشاركة بمباراة اورجواي,ويخوض مباراتي روسيا والسعودية,بأقل من نصف لياقته,وما لايزيد عن 20% من قدراته,بسبب تجنبه الواضح لأي احتكاك,خوفا من تجدد الاصابة.
ومع ذلك سجل صلاح هدفي المنتخب في البطولة,ليشارك عبدالرحمن فوزي لقب الهداف التاريخي مصر في كأس العالم,علما ان القائمة السابقة لاتضم سوى 3 لاعبين,باضافة مجدي عبد الغني بهدفه الشهير عام 1990.
معدلات تسجيل صلاح مع ليفربول ومنتخب مصر,كانت ترشحه بالتأكيد لاحراز هدف على الأقل,فيما لو كان مكتمل الياقة,ونال فرصة المشاركة في المباريات الثلاث.
9-التآهل لأول مرة في التاريخ للدور الثاني لكأس العالم
في تصفيات دوري المجوعات المؤهلة لكأس العالم عن قارة أفريقيا,شارك محمد صلاح في 5 مباريات من أصل 6,المباراة الوحيدة التي لم يلعبها,كانت مع غانا على أرضها,ولم يتم استدعاؤه من الأساس,لعدم أهميتها,بعدما ضمنت مصر تأهلها للنهائيات بالفعل.
في الخمس مباريات,سجل صلاح 5 أهداف من اجمالي 7 لمنتخب مصر,وصنع الهدفين الآخرين لعبدالله السعيد.هذا لايثبت فقط صحة المقولة الشهيرة “منتخب باصي لصلاح” وانما يزيد عليها,ليؤكد انه “منتخب باصي لصلاح…واستعد لاستقبال تمريرة قاتلة منه فقد تسجل هدفا”.
في ظل هذه الاحصاءات,فان مصير المنتخب المصري في بطولة كأس العالم,كان على الآرجح سيتغير,لوشارك صلاح في مبارياته الثلاثة,ليتآهل لاول مرة للدور الثاني.
المفارقة المؤلمة …ان اصابة راموس لصلاح,كانت كفيلة بمنح الماتادور الأسباني,لقب أفضل مدافع في أوربال,الذي ما كان ليحصل عليه,سوى بفوز ريال مدريد بنهائي دوري الأبطال.