أدعت كل من إسرائيل وحماس الجمعة انتصارها بعد انتهاء اقتتال استمر 11 يومًا، لكن مسئولين في المنظمات الإنسانية حذروا من أن دمار غزة يحتاج سنوات لإصلاحه.
وبحسب وكالة رويترز، بدأ الفلسطينيون والإسرائيليون تقييم الأضرار، وقال أحد الغزاويين إن الحي الذي يعيش فيه لحقت به أضرار تناظر تلك المتخلفة عن أحد ضربات التساونامي.
كشف حساب الحرب
وقال أبو علي الذي جلس بجانب أطلال برج مكون من 14 طابقا: “كيف يمكن وصف العالم بأنه متحضر؟”.
وقدر المسئولون الفلسطينيون تكاليف إعادة الإعمار بعشرات الملايين من الدولارات، بينما قال الاقتصاديون إن القتال ربما يقلص مقدرة إسرائيل على التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19.
وارتفعت وفيات الفلسطينيين في غزة جراء القصف إلى 243، منهم 66 طفلًا، بعد استخراج 5 جثث من تحت الانقاض، بجانب إصابة 1.900 شخص.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديًا إسرائيليًا واحدًا قتل و12 مدنيًا، وخضع المئات للعلاج جراء إصابات لحقت بهم بفعل رشقات الصواريخ التي أصابت الناس في إسرائيل، حتى تل أبيب، بالهلع ودفعتهم إلى الاحتماء بالملاجئ.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجيت هاريس إن منشآت الصحة في غزة ازدحمت بآلاف المصابين.
وطالبت هاريس بسرعة الدخول إلى قطاع غزة لتزويدها بما تحتاجه من المؤن الطبية والأطباء.
وتابعت:” الإغلاقات هي التحديات الحقيقية.”
دمار غزة
تعرضت غزة طيلة سنوات لحصار إسرائيلي قيد مرور الناس والسلع.
وقال المدير الإقليمي للمجلس الدولي للصليب الأحمر فابريتزو كاربوني إن إعادة الإعمار سيستغرق سنوات لاستكماله.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإسرائيليين في خطاب أذيع تليفزيونيًا قائلًا إن العملية دمرت قدرة حماس على شن هجمات صاروخية على إسرائيل.
وأضاف أن إسرائيل دمرت شبكة أنفاق حماس ومصانع الصواريخ ومعامل الأسلحة ومنشآت التخزين، وقتلت ما يزيد على 200 عسكري، منهم 25 قيادة رفيعة المستوى.
إنجاز لإسرائيل
وأردف: “لن تستطيع حماس الاختباء مجددا، هذا إنجاز كبير لإسرائيل.”
” لقد قضينا على جزء هام من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وبات من لم يقتل منهم يعرف اليوم إن ذراعنا الطويلة تستطيع الوصول إليه في أي مكان، سواء على الأرض أو تحتها.”
وقالت إسرائيل إن حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الجماعات المسلحة أطلقت حوالي 4.350 صاروخ من غزة خلال الصراع، ومنها 640 صاروخًا ضل طريقه إلى قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 90% من تلك الصواريخ التي عبرت الحدود اعترضتها منظومة القبة الحديدية.
وقالت إيران إن حماس حققت نصرا تاريخيا على إسرائيل. وحذر الحرس الثوري الإيراني إسرائيل من ضربات مميتة قادمة.
مقاومة ناجحة
وقال رئيس منظمة حماس إسماعيل هنية إن القتال الأخير كان عملًا من أعمال المقاومة الناجحة في مواجهة خصم أقوى عسكريا واقتصاديا.
وأضاف:” سنبنى ما دمرته إسرائيل وسنستعيد قدراتنا. ولن نتخلى عن واجباتنا ومسئوليتنا تجاه أسر الشهداء والمصابين وهؤلاء الذين دمرت منازلهم.”
وعبر هنية عن شعوره بالامتنان للمصريين والقطريين والوسطاء التابعين للأمم المتحدة وإيران لما قدموه للمقاومة من أموال وأسلحة وتكنولوجيا.
وحث القائد الأعلى أية الله على خاميني الدول الإسلامية في بيان على مساندة الشعب الفلسطيني وتزويده بالدعم العسكري والمالية أو في إعادة إعمار البنية التحتية.”
وبحسب عزت الرشيد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، مطالب الحركة تشمل حماية المسجد الأقصى وعدم طرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية.
وتشكك المدنيون على جانبي حدود غزة من فرص إحلال السلام.
وقالت سميرة عبد الله ناصر، الأم لأحد عشر طفلا جلسوا بالقرب من انقاض مبنى تهدم قرب بيت حانون في شمال غزة:” ما هي الهدنة؟ ماذا تعني؟.”
” لقد عدنا إلى منازلنا، فلم نجد مكانًا نجلس فيه ولا مياهًا ولا كهرباء ولا أغطية، لا شيء”.
وفي قهوة تقع في مدينة اشدود الساحلية الواقعة شمال غزة قال الطالب دان كيري البالغ من العمر 25 عاما:” ينبغي أن تواصل إسرائيل مهاجمة حماس حتى تنهار. العملية العسكرية القادمة في غزة مسألة وقت.””