ظل منتجو السينما المصرية وصناع الأفلام المختلفة يطرحون أفلامًا منخفضة التكلفة الإنتاجية لمدة عام ونصف للجمهور، في ظل انتشار وباء كوورنا الذي تسبب في إغلاق السينمات واستيعابها، بطاقة لا تتجاوز 50% خوفًا من طرح أي فيلم لنجم كبير وعدم تغطية إيراداته حجم تكلفته الضخمة.
لكن مع انتشار لقاح فيروس كورونا مؤخرًا في البلاد والإقبال على موسم الصيف، قرر بعض المنتجين بدء طرح أفلام سينمائية لنجوم كبار معروف عنهم تصدرهم لشباك التذاكر في السينما المصرية أمثال كريم عبد العزيز وأحمد عز وتامر حسني.
وسيتم طرح خلال يوليو القادم 3 أفلام سينمائية بميزانيات انتاجية ضخمة، مثل العارف لأحمد عز، ومش انا لتامر حسني، والبعض لا يذهب للمأذون مرتين لكريم عبد العزيز، والعنكبوت لأحمد السقا، وفيلم كيرة والجن بطولة كريم عبد العزيز وأحمد عز تاليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد .
هل تكون هذه الأفلام بادرة للإقبال على طرح أفلام كبرى خلال الفترة المقبلة للجمهور، وعودة الانتاج الضخم بعد توقفه عام وأكثر في السينما المصرية.
صفي الدين محمود: فتح سوق جديدة بالسعودية ودبي يسهم في إقبال المنتجين على طرح أفلام ضخمة
يقول المنتج السينمائي صفي الدين محمود لـ«المال» إن: معظم تلك الافلام السينمائية تم الاتفاق عليها وتصويرها قبل بداية وباء كورونا ، وماسيتم طرحه في يوليو القادم لم تبدأ او تصور بعد انتشار فيروس كورونا .
ولفت الى أن طرحها في السينمات الفترة المقبلة شيء مميز ومبشر لدور العرض والصناعة، لا سيما مع افتتاح سوق جديد للسينما، وهي دور العرض بالمملكة العربية السعودية وكذلك السينمات بدبي والدول العربية الأخرى ستكون فارقة في المعادلة، خاصة أننا نتحدث عن نجوم كبار لهم جماهيريتهم والجمهور سيكون مهتمًا بمشاهدة هذه الأفلام.
وأشار صفي الدين إلى أن الأفلام التي طرحت مؤخرا أقل من الناحية الإنتاجية، لكن طيلة الوقت هناك مشاريع سينمائية عالية التكلفة ويجب ان يحدث التوازن دائما.
وأكد انه لو كان لديه نجم شباك كبير وهناك موضوعا كوميديا أو أكشن فليس لديه مانع أبدا في المغامرة وطرح الفيلم بدور العرض السينمائي في هذا التوقيت ، لكن لن يغامر ولايوجد معه نجم شباك سوبر ستار وموضوعا شيقا للمشاهدين الذي ينجذبون له لانه لن يقدم فيلما سينمائيا بمزانية كبيرة طالما لاتتوفر هذه العناصر والا سيكون مجنونا .
وتابع انه بوجود السينمات في السعودية حاليا يمكن ان يطرح أي فيلم سينمائي مكلف انتاجيا مقارنة بالفترة الماضية .
محمد نجاتي: المنتج الكبير يستطيع تحقيق مكسب من هذه الأفلام لكن المستقبل للمنصات
وأعرب الفنان محمد نجاتي عن كون صناعة السينما لها حسابات معينة، فحينما نريد تقديم منتج معينة يجب أن نكون واعين لقيمته وتكلفته وبيعه بأي رقم، وبناء على هذه الحسابات يمكن تقديم هذا المنتج السينمائي، لافتا إلى أن المنصات الرقمية أصبحت تقدم الافلام ذات الميزانيات القليلة .
ونوه ان منتجي السينما المعروفين بعصب المهنة حينما يقدمون فيلما سينمائيا للجمهور يتحملون تكلفة اضافية غير تكلفته الانتاجية وتتمثل هذه التكلفة في النسخ والدعاية ولاتقل عن 500 ألف جنيه ، حتى يتم عمل تارجت لدخول 50 في المئة من الجمهور لمشاهدة الفيلم فذلك سيكون مغامرة للمنتج الصغير في المهنة او المنتج الوسط .
وتابع ان الافلام الكبرى لاحمد عز وكريم عبد العزيزيكون بيعها مختلفا ، حيث يباع الخارجي منها للمنتج فيحقق له جزءا كبيرا ماديا وفي السينما تكون نسبة 50 في المئة مضمونة له لانه يقدم نجوما كبار مثلهم ” ارش” تكون مضمونة ، اي ان المنتج الكبير يستطيع تحقيق ايرادات من التوزيع الخارجي وفي نفس الوقت من نسبة 50 في المئة يحقق ايضا مكسبا .
وأكد نجاتي انه برغم قدرة المنتج الكبير على تحقيق هذه المعادلة الصعبة من حيث تكلفة انتاجية ضخمة وايرادات ومكسبا ماديا ، الا انه مع تطور العصر وظهور البلاتفورم أصبح الجمهور يشاهد الفيلم في منزله مثل اوروبا لم تعد السينما هي الاساس ، بل أصبحت المنصات هي المستقبل ودور العرض ستواجه تعثرات كثيرة في الفترات المقبلة.