أعلنت مجموعة “كريدي سويس جروب” عن إعادة شراء ديون نقدية بقيمة حوالي 3 مليارات فرنك سويسري (3 مليارات دولار)، فيما يعد إظهاراً للقوة المالية للمجموعة بعد التقلبات التي شهدتها السوق في وقت سابق من الأسبوع بسبب مخاوف بشأن متانة وضعية البنك.
إعادة شراء ديون نقدية
قال البنك، ومقره في زيورخ في بيان أمس الجمعة، إن الصفقة تشمل سندات دين باليورو والجنيه الإسترليني تصل قيمتها إلى مليار يورو (979 مليون دولار) وعرضاً منفصلاً لسندات بالدولار الأميركي تصل قيمتها إلى ملياري دولار.
لا يزال “كريدي سويس” محاصراً بحالة اضطراب قبل أسابيع فقط من الإعلان عن مراجعة استراتيجية كبرى بعد سلسلة من الخسائر بمليارات الدولارات، حيث فقدت أسهم البنك أكثر من نصف قيمتها هذا العام.
وتأتي عملية إعادة شراء الديون هذه على غرار صفقة بقيمة 5.4 مليار دولار قدمها “دويتشه بنك” في عام 2016 عندما عصفت ظروف الأسواق بالبنك الألماني.
بيع وتخارج
كان البنك السويسري عيّن في أغسطس الماضي ديكسيت جوشي، التنفيذي السابق لـدى “دويتشه بنك”، كمدير مالي له بديلاً لديفيد ماذرز.
ومن المرجّح أن يشمل إصلاح “كريدي سويس” عمليات بيع أصول أو التخارج من السوق عبر الوحدات التابعة له، والذي يُتوقع أن يقلّص خسائر البنك الاستثماري بشكل كبير.
ومما يزيد من الحاجة الماسّة لعملية المراجعة أن السعر الذي يتعين على المستثمرين دفعه لضمان ديون البنك قد ارتفع مؤخراً إلى مستويات غير مسبوقة.
قال البنك في بيان يوم الجمعة: “تتوافق المعاملات مع نهجنا الاستباقي في إدارة التزاماتنا الإجمالية وضبط مصروفات الفائدة، وتتيح لنا الاستفادة من ظروف السوق لإعادة شراء الديون بأسعار مُغرية”.
حالة من القلق
تهيمن حالة من القلق لدى المستثمرين بشأن تغطية البنك للتكلفة اللازمة لتنفيذ خطته وما قد يعنيه ذلك لقوة رأس ماله، خاصة خلال فترة عانى فيها البنك الاستثماري من خسائر فادحة.
وبلغ معدل رأس المال العادي من المستوى الأول لدى “كريدي سويس” 13.5% في 30 يونيو الماضي، وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى التنظيمي المتعارف عليه دولياً والبالغ 8%، والمتطلبات التنظيمية السويسرية البالغة 10%.
قالت أليسيا غارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لشؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ في “ناتيكسيس” (Natixis SA): “إعادة شراء السندات هي طريقة بنك كريدي سويس للتغلب على الوضع الحالي، حيث يأمل مسؤولوه في خفض هوامش مقايضات التخلف عن السداد قبل أن يستغلوا سوق السندات مرة أخرى لزيادة رأس المال.
وربما قد اختار كريدي سويس أيضاً الوقت المناسب، لأن السوق الحالية تتوافر بها أيضاً واحدة من الفرص المحدودة هذا العام للشركات لجمع السندات في السوق العامة”.