توقع صندوق كراكين الأمريكى ارتفاع سعر البتكوين كأشهر وأغلى عملة ديجيتال لتصل قيمتها السوقية إلى مليون دولار فى العقد القادم، وأن تصبح عملة عالمية تحل محل العملات الكبرى التى تتعامل معها حاليا وهى الدولار الأمريكى واليورو والين اليابانى والوان الكورى، بعد أن صعدت خلال فبراير الماضى بنسبة %64 لتتفوق على مؤشرات الذهب والسلع والأسهم والسندات.
الرقمية تتفوق على الذهب
وذكرت وكالة بلومبرج أن جيس باول المدير التنفيذى للصندوق الذى يتخذ من سان فرانسيسكو مقرا له أعلن أن كراكين يخطط لطرح أسهمه فى اكتتاب عام ربما العام القادم، بعد ارتفاع أسعار البتكوين بنسبة84 % منذ 4 يناير الماضى عندما بلغ 27.7 ألف دولار، ثم يتجاوز 58 ألف دولار يوم 21 فبراير الماضى ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه.
وأسست شركة بايورد الأمريكية للأسواق المالية «صندوق كراكين» عام 2011 للتعامل فى العملات المشفرة والذى أصبح متاحا للمقيمين فى 48 ولاية أمريكية و176 دولة فى أنحاء العالم منذ عام 2020، ويتعامل فى قائمة من 40 عملة ديجيتال منها «البتكوين والدوجكوين والكوسموس والكاردانو والإيثيريوم واللايتكوين والريبيل».
ويرى المؤيدون للبتكوين الذين جنوا أرباحا طائلة مؤخرا أن هذه التوقعات المبالغ فيها ليست جديدة لأن المتعاملين فى العملات المشفرة يريدون إقناع المضاربين فى البورصات بأن العملات الديجيتال هى من فئة الأصول الشرعية المعروفة ويمكن الاستثمار فيها بثقة.
تيسلا تشعل الموقف
يتوقع بنك سيتى جروب الأمريكى أن تصبح عملة البيتكوين فى المستقبل العملة المفضلة للتجارة العالمية بعد أن وافقت شركات عالمية مثل «تيسلا وديل و باى بال» على التعامل بها، وتخطيط عدد من البنوك المركزية فى العديد من دول العالم المتقدم لإصدار عملاتها الرقمية الخاصة بها.
البنوك الدولية : لاقيمة له
ومع ذلك يعتقد محللون أن مستقبل البيتكوين لا يزال غامضا وغير مؤكد، وإن كانت الترجيحات تؤكد أن تكون التطورات فى المدى القريب قد تصبح حاسمة، لتصبح أرصدة العملة عند نقطة تحول فى قبولها أو رفضها، بعد تجنب وتحفظ العديد من البنوك الدولية على الأصول الرقمية، بزعم أنها ليست لها قيمة جوهرية، غير أن موجة الصعود الجنونية هذا العام أجبرت كبار الستثمرين فى وول ستريت على إعادة تقييم العملات الديجيتال، وإعلان بنك نيويورك ميلون أقدم بنك فى الولايات المتحدة، الشهر الماضى إنه سيقدم خدمات حفظ لعملة البتكوين والعملات الرقمية الأخرى، وتأكيد بنك JP مورجان على إنه ينظر بجدية إلى عملة البتكوين ليضمها إلى تعاملاته.
الدولار يتراجع
ورغم أن الخبراء يرون أن الدولار مازال الأكبر فى الاحتياطى العالمى للعملات، ومؤشر استرشادى قوى للتجارة العالمية، إلا أنه يتعرض لتقلبات حادة بدأها بهبوط حاد العام الماضى، ثم ارتفاع نسبى العام الحالى، ليؤكد مؤيدى البتكوين على قوة توقعاتهم بأن تلقى العملة الديجيتال تعزيزات قوية وجذب للمستثمرين خلال الفترة القادمة، لتتجاوز إجمالى القيمة السوقية لكبرى العملات العالمية مجتمعة بما فيها الدولار واليورو وغيرها.
وأكدت شركة كوينهيلز لأبحاث أسواق العملات المشفرة أن الدولار الأمريكى يتصدر قائمة العملات التى تتعامل فى العملات الديجيتال باستحواذه على حصة تقدر بحوالى 77 % من إجمالى التعاملات العالمية للبتكوين،وبعده الين اليابانى بنسبة 11 %،بينما بلغ حصة اليورو الأوروبى 5.1 %،ثم الوان الكورى بأكثر من 4.4 % بعد أن باتت كوريا الجنوبية أول دولة فى العالم تصدر العام الماضى قوانين شاملة لتنظيم التعامل فى هذه العملات الديجيتال
حكومة بكين: غير قانونية
ومن الغريب أن اليوان الصينى لا يظهر فى قائمة العملات الكبرى التى تتعامل مع البتكوين، بعد فرض الحكومة قواعد مشددة فى التعاملات فى الأسواق المالية فى أواخر عام 2017، وهجماتها المستمرة على تجارة البتكوين التى تراها غير قانونية، مما جعل المتعاملين فى العملات المشفرة يتجهون لأسواق أخرى منها اليابان و هونج كونج ليحتل اليوان المركز 33 فى هذه القائمة وراء البيزو الكولومبى و الدونج الفيتنامى.
أرباح البتكوين 600 %
وأكد جيس باول أن سعر البتكوين قفز بأكثر من 600 % منذ بداية العام الماضى، وزاد %5 فى مستهل الأسبوع الجارى ليتجاوز 50 ألف دولار، ومتوقعا أن يستخدمه المستهلكين فى شراء منتجاتهم مثل الذهب كأداة تحوط ضد التضخم،و فى تعاملات البورصات مثل الأصول و السلع الأخرى.
فقاعة… أم ملاذ آمن
وفى المقابل يرى المعارضين الذين يرفضون مثل هذه العملات المشفرة أنها مجرد فقاعة ضخمة يمكن أن تنفجر فى أى لحظة،لتسبب خسائر فادحة للمتعاملين فيها، وقد تساهم فى تبخر استثماراتهم نتيجة هبوط سعر البتكوين لمستويات متدنية مثلما حدث عام 2017 عندما اقترب سعر البتكوين من 20 ألف دولار ليسجل أعلى مستوى فى ذلك الوقت، ثم انهار فى العام التالى بنسبة أكثر من 80 %.
وحقق صندوق كراكين أرباحا كبرى من ارتفاع أسعار العملات المشفرة ولاسيما البتكوين، حيث يحصل على عمولات مع تزايد التعاملات فى العملات المشفرة لدرجة أنه يجرى مفاوضات لجمع تمويلات جديدة من خلال بيع أسهم، مما يؤدى لرفع قيمة الصندوق بأكثر من الضعف لتتجاوز 10 مليارات دولار
ملياردير يستثمر 1.5 ملياردولار
و يعترف جيس باول بأن البتكوين معرض لتقلبات حادة، وأنه يمكن أن يرتفع بنسبة 50 %، و يهبط بنفس النسبة، وهذه التقلبات من أسوأ عيوب العملات المشفرة، ولذا ينصح المتعاملين بعدم المضاربة السريع فيها، وأن يكون الاستثمار على المدى الطويل وبمدة تصل إلى 5 سنوات، وأن يثقوا فيها بقوة حتى يمكن تحقيق أرباح منها.
كما قفز حجم التعاملات فى العملات الديجيتال بحوالى 17 % خلال الشهر الماضى عندما استثمر الملياردير إيلون ماسك صاحب شركة «تيسلا الأمريكية »أكبر منتجة للسيارات الكهربائية فى العالم بالقيمة السوقية حوالى 1.5 مليار دولار فى البتكوين.
وصعدت قيمة المضاربات فى البتكوين إلى أكثر من 2.78 تريليون دولار خلال فبراير الماضى، بينما قفزت تعاملات صناديق المتاجرة الكبرى بأكثر من %35 لتتجاوز 2.4 تريليون دولار، بينما هبطت تعاملات الصناديق الصغرى %36 لتهبط إلى 381 مليار دولار، حيث يفضل المستثمرون الكبار التعامل مع الصناديق العملاقة لتصل قيمة المضاربات إلى 159.9 مليار دولار يوم 23 فبراير لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها عندما هوى سعر البتكوين بنسبة 10 %.
القيمة السوقية لـ «الديجيتال»
وأدى تدفق شركات عالمية كبرى مثل «تيسلا وماستر كارد للبطاقات الائتمانية ومايكروسوفت وديل للكمبيوتر» وكبار المستثمرين الأفراد على شراء البتكوين إلى صعود سعره لمستويات قياسية خلال الشهر الماضى، فقفزت خلاله القيمة السوقية للعملات الديجيتال إلى أكثر من تريليون دولار، غير أن سعر العملة تراجعت بحوالى 20 % بعد ذلك لتهبط إلى 47 ألف دولار، ولكنها استعادت قوتها وارتفعت مرة أخرى هذا الأسبوع لتتجاوز 51 ألف دولار بعد أن أضافت أكثر من 2500 دولار.
وحققت صناديق المتاجرة فى العملات المشفرة أرباحا ضخمة خلال الشهر الماضى، منها «بينانس الأمريكى» الذى ارتفع حجم تعاملاته بأكثر من 66 % ليصعد إلى 761 مليار دولار، وارتفاع تعاملات صندوقى «هوبى و أوكيكس» المشهورين بالتعامل مع مستثمرين من آسيا بحوالى 12 % و26 % لتصل إلى 214 مليار دولار و 188 مليار دولار على الترتيب.