حالة بدت واضحة للكثيرين في الوسط الفني خاصة خلال السنتين الأخيرتين في معظم المسلسلات التليفزيونية المقدمة للجمهور ، حيث يعتمد بطل مسلسل معين على نفس فريق العمل من الممثلين الذين تعاونوا معه في مسلسلات سابقة كنوع من الشللية التي أصبحت تحكم سوق الدراما المصرية وأدت إلى عدم تواجد كثير من الفنانين الموهوبين وجلوسهم في منازلهم .
فالفنان أميركرارة في رمضان هذا العام يعود بمسلسل “الاختيار” معتمدا على نفس فريق عمل مسلسلاته السابقة أحمد العوضي و دينا فؤاد وأشرف مصيلحي .
كما نجد محمد رمضان في مسلسله الرمضاني ” البرنس” فيعتمد على نفس فريق الممثلين في مسلسلاته خلال الأعوام الماضية وهم روجينا وإدوارد و دنيا عبد العزيز .
وكذلك أحمد عز يشارك بمسلسله الرمضاني القادم ” هجمة مرتدة ” بنفس الممثلين الذين تواجدوا معه سابقا في مسلسلات أخرى وهم محمد جمعة وصلاح عبد الله و محمود البزاوي أيضا .
منة جلال : الأمر تحكمه العلاقات والشللية بصورة كبيرة والسوشيال ميديا مخرجا
وتقول الفنانة منة جلال إن كل ممثل أو بطل يرتاح في التعاون مع ممثلين معينين ، وذلك سبب تواجدهم معا في أكثر من مسلسل كل عام ، مضيفة أن باقي الفنانين لايعملون ولديهم عزة نفس كبيرة ولن يستطيعون التدليل على أنفسهم مع شركات الإنتاج المختلفة حتى يعطوهم أدوارا في هذه المسلسلات .
وأضافت أن السوشيال ميديا أصبحت تلعب دورا مهما لفنانين كثيرين لايعملون حاليا ، في الترويج لأنفسهم من خلال حساباتهم الخاصة وزيادة عدد متابعيهم بدرجة كبيرة ، حتى يجذبون الأنظار إليهم من قبل المنتجين المختلفين في السوق .
وأشارت إلى أنه كلما كان الفنان متاحا عبر التطبيقات المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك وغيرها ، وهو لايعمل في أي مسلسل أو فيلم سينمائي فتواجده في وقت معين يحقق له الانتشار المطلوب الذي يتحمس له منتج أو مخرج معين .
وكشفت “منة” أن ذلك حدث معها في مسلسل “رمضان كريم” سابقا ، حيث كانت متواجدة بقوة على مواقع السوشيال ميديا مما أدى إلى انجذاب المخرج سامح عبد العزيز ليسند لها دورا في المسلسل ، لاسيما أن الشللية أصبحت متحكمة بصورة كبيرة في السوق بصورة عامة، بالإضافة إلى أن الأمر يعتمد على وجود العلاقات الاجتماعية المختلفة بين الأشخاص في المجال الفني ، لافتة إلى أن السوشيال ميديا هي التي أظهرت لنا عمر كمال وحسن شاكوش مؤخرا برغم أنهم لم يكونا معروفين سابقا لنا ، لكن انتشارهم بصورة معينة كان سببا في ذلك .
سمير الجمل : الجمهور يشعر أنه يشاهد نفس المسلسل مع تغير القصة
بينما يرى الناقد سمير الجمل أن الأمر يعتمد على جانبين ، الأول أن الشللية هي التي أصبحت تتحكم في عناصر العمل الدرامي والفني بدرجة كبيرة وملحوظة وذلك مضر بصورة حقيقية للعمل ككل .
وأضاف أن الجمهور أصبح يشعر أنه يشاهد نفس المسلسل كل عام ، بسبب تكرار نفس الممثلين مع بطل العمل أو المسلسل مثل أمير كرارة ومحمد رمضان وغيرهم ، مثلما أحسسنا ذلك مع مصطفى شعبان ودياب في مسلسل “أيوب” وبعده في مسلسل “أبو جبل” .
وتابع قائلا إن الصداقة بين بطل معين وبعض الممثلين لو كانت تخدم المسلسل والعمل الدرامي وسيتم تقديم أدوار تناسبهم تضيف لهم وللمسلسل ، فليس في ذلك مشكلة ، لافتا إلى أن تكرار نفس الممثلين في الكثير من المسلسلات أثر بصورة سلبية على فنانين آخرين كثيرين أصبحوا لايجدون فرص عمل حقيقية وأدوار وجلسوا في بيوتهم بعد مسيرة فنية كبيرة .
عمرو القاضي : يجب تواجد شركات جديدة بفكر جديد للخروج من هذه الأزمة
ويقول الفنان عمرو القاضي إن الأزمة ليست في النجوم أو أبطال المسلسلات ، بل الأمر يتعلق للأسف باختيار شركات الإنتاج والمخرجين لهذه المسلسلات لنفس الممثلين كل عام خاصة السنوات الأخيرة .
وأشار إلى أن المعرفة والعلاقات بين الممثلين وهذه الشركات هي التي تتحكم في العمل الدرامي ، لافتا إلى أن “الشللية” أدت في النهاية إلى غياب كثير من الفنانين الموهوبين عن العمل وعدم وجود فرص جيدة لهم منذ فترة .
وأكد أن الحل للخروج من هذه الأزمة يتطلب وجود شركات إنتاج جديدة في السوق ، تعمل بفكر جديد ومختلف عن الموجودة حاليا ويكون لها أسلوب جديد ، منوها بأنه يجب اختيار الممثل الذي يصلح للدور في المسلسل أو الفيلم مثلما قدم في فيلم” صندوق الدنيا” مؤخرا وكان من إنتاجه .