كبير مرشدي قناة السويس: سلامة السفينة الجانحة أهم من الوقت وتخفيف الحمولة آخر السيناريوهات

بعد جنوح السفينة البنمية بالقناة

كبير مرشدي قناة السويس: سلامة السفينة الجانحة أهم من الوقت وتخفيف الحمولة آخر السيناريوهات
نادية سلام

نادية سلام

1:16 ص, الجمعة, 26 مارس 21

أكد الربان فريد رشدي، كبير مرشدي قناة السويس بالإسماعيلية لـ”المال” في البداية أن حوداث جنوح السفن هو بالأمر المعتاد في كل الممرات الملاحية الدولية، موضحا أن قناة السويس تعرضت عام 1997  لجنوح ناقلة بترول بنفس وضعية سفينة الحاويات الجانحة حاليا بعرض القناة، وتم وقف الملاحة آنذاك ما يقرب من 3 أيام وعادت الملاحة  بشكل طبيعي.

 وأوضح أن بدأت بعدة إجراءات أولية تدريجية في تعويم السفينة الجانحة، حفاظا علي سلامتها ومنها قياس قوة تماسك بدن السفينة مع قاع القناة بعد الصدمة التي تعرضت لها، بهدف تحديد الإجراء الثاني وهو تحديد مدي قدرة  شد القاطرات وشمعات الرباط في عمليات قطر ورباط المركب.

واستكمل رشدي أن قياس القدرة مهمة للغاية حتي لا تتعرض الشمعات إلي الكسر أو التسبب في إلحاق أضرار بالقاطرات والعاملين عليها، مع تحديد عدد أمتار شحط السفينة تحت سطح المياه.

وقال إن السيناريو الثاني الذي اعتمدت عليه هيئة القناة هو الاعتماد علي مزايا القطاع الجنوبي للقناة وهو أن  ظاهرتي المد والجزر، والتي تصل إلي 6 ساعات لكل منهما، مما يساعد علي عمل خلخلة في جسم السفينة، علي حد تعبيره،  لاسيما تترفع لأعلي قليلا من جراء المد.

وأضاف أنه بعد تطبيق سيناريو “ظاهرة المد” يجري حاليا تكريك في مناطق الشحط من خلال كراكات هيئة القناة، والتي تهدف إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تكريك تتراوح من 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال ويتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكراكة، للوصول للغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح من 12 إلى 16 مترا.

وقال إن عنصر سلامة السفينة أهم لدينا في عمليات الإنقاذ من طول الوقت، موضحا أن أية خسائر في أجناب القناة أو الشمعات سيتم إصلاحه بينما أي أعطاب في المركب قد يؤدي إلي كارثة علي حد وصفه، موضحا أنه كل ما زاد حجم السفينة، كل ما كانت قوة تماسكها كبيرة وصدمتها في جوانب القناة قوية، لذلك يتم التعامل معها باحترافية وهدوء.

وأوضح أن هناك سيناريو نقل السولار والمياه من تانكات مقدمة ومؤخرة السفينة كنوع من التحكم في اتزان السفينة لعل يمكن سحبها وقطرها، موضحا أن تخفيف الحمولة يعد آخر السيناريوهات، ويمكن الاعتماد علي السفينتين نجدة 1 ونجدة 2 في نقل الحاويات إذا تطلب الأمر.

 وأضاف أن أعمال التعويم  تنفذ بخبرات مصرية بنسبة 100%، مشيرا إلي أن هناك استعدادات من كافة المرشدين لإرشاد جميع السفن العالقة، بمجرد تعويم السفينة من مكانها، وإن تطلب الأمر إرشاد 3 سفن في اليوم لكل مرشد  حتي ترجع حركة العبور لطبيعتها في وقت قياسي

تقترب من الـ 75 مليون دولار خسائر خلال ثلاث أيام

ومن ناحيته، توقع الدكتور حمدي برغوت، خبير النقل الدولي، أن خسائر قناة السويس من تعطل الملاحة طول الثلاث أيام الماضية تقترب من 75 مليون دولار، موضحا أن السفينة عملاقة ويصعب تحريكها لارتطامها الشديد بجانب القناة مما أدي إلي جنوحها لنحو 12 مترا تحت المياه.

 وأوضح برغوت أنه في حالة أن تكون سفينة عادية وليس بضخامة “أيفرجين”، كان سيسهل تفريغ حمولاتها علي  بارجات، مما يسمح بتعويمها، ويتم سحبها ولكن في حالة السفينة البنمية، ذات حمولات كبيرة تصل إلي 224 ألف طن، وتحتاج مزيدا من الوقت، مؤكدا أن هيئة قناة السويس لديها من الكفاءات ذات خبرات عالية ويمكنها إدارة الأزمة والخروج منها بسلام، مشيرا إلي أن قبطان المركب المسئول ويتحمل جميع العواقب عليها وفقًا للاتفاقية القسطنطنية.

وخلال جولته التفقدية، اطلع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، على أعمال التكريك التي تتم بواسطة الكراكة مشهور بداية من مساء أمس الخميس، بالتنسيق مع شركة الإنقاذ الهولندية SMIT والتي تتابع جهود التعويم من أعلى سفينة الحاويات البنمية.

وأكد ربيع أن أعمال التكريك تتم وفقا لأعلى معايير الأمان البحري بمراعاة عدة محددات أبرزها طبيعة التربة ووجود التكسيات والمسافة الآمنة بين الكراكة والسفينة، مشددا على ثقته في قدرة رجال الهيئة في تعويم السفينة في أقرب وقت ممكن.

وفي نفس السياق، يعيش المجتمع الملاحي البحري الدولي، حالة من الاضطراب خوفا من استمرار جنوح سفينة الحاويات الضخمة في قناة السويس، بسبب قطع طريق حيوي للإمداد سواء لنقل البترول أو الغاز، حيث أعلنت  تقارير ملاحية أن جنوح السفينة منع حوالي 150 سفينة من العبور على طول القناة حتى الآن، بما في ذلك 10 التي تحمل حوالي 13 مليون برميل من النفط – حوالي ثلث الإمدادات اليومية للعالم.

وتعد قناة السويس هي الممر الرئيسي لنقل النفط من الدول المنتجة الكبرى في الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة.

وتوقعت عدة جهات دولية، أن المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال عبر القناة قد تتأخر مما يزيد من أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى شمال شرق آسيا، والتي ارتفعت بنسبة 20-30% لكل مليون وحدة حرارية، مشيرة إلي اختيار بعض الموردين إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إعادة توجيه شحناتهم نحو رأس الرجاء الصالح الأطول بدلاً من قناة السويس إذا ظلت حركة المرور مزدحمة، رغم أن الشحنة من الولايات المتحدة إلى شمال شرق آسيا عبر رأس الرجاء الصالح  تستغرق حوالي 45-46 يومًا مقارنة بـ 42 يومًا عبر قناة السويس.

وكشفت هيئة قناة السويس، مؤخرا عن القيام حاليا بأعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين من كراكات الهيئة وهما الكراكة مشهور والكراكة العاشر من رمضان، فضلا عن جهود تسهيل عملية التعويم بإزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة سفينة من خلال أربعة حفارات أرضية، كما شملت جهود التعويم، القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة ٩ قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرتين بركة 1 وعزت عادل بقوة شد 160 طن لكل منهما 

كما أشادت شركة SMIT  الهولندية واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري، بالإجراءات التي اتخذتها هيئة قناة السويس لتعويم السفينة الجانحة، جاء ذلك خلال اجتماع فريق عمل الشركة الهولندية الخميس، مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة لمناقشة سبل تعويم السفينة، وطرح السيناريوهات المقترحة بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.

.

.