قوى سياسية تسعى لتكوين جبهة معارضة للتأثير فى قرارات الحكومة

قوى سياسية تسعى لتكوين جبهة معارضة للتأثير فى قرارات الحكومة

قوى سياسية تسعى لتكوين جبهة معارضة للتأثير فى قرارات الحكومة
جريدة المال

المال - خاص

10:14 ص, الثلاثاء, 19 أبريل 16

جبر: ينبغى العمل بأسلوب محدد الملامح وتحديد بدائل للسياسات وليست للأشخاص

 إسحاق: لن نقفز على الواقع ولكن يجب أن تدخل المعارضة فى المعادلة

 إسماعيل: القوى الحية مستمرة لكن يبقى سؤال هل الأحزاب مستعدة؟

 شادى الغزالى: يجب ألا تخلط الوطنية بالسياسة


إيمان عوف:

كعادتها جاءت التحركات الشعبية الرافضة لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية وتنازل الأولى عن جزيرتى تيران وصنافير مفاجأة للجميع، إذ خرج الآلاف فى شوارع القاهرة رافضين للاتفاقية التى وقعها الرئيس دون الرجوع لمجلس الشعب أو الاستفتاء الشعبى، ذلك الخروج الذى جاء بعد حالة من الصمت والضعف التام فى الشارع المصرى يطرح العديد من التساؤلات حول إمكانية البناء على تلك الحركة لكى تخلق معارضة حقيقية قادرة على التأثير فى مجريات الأمور، خاصة فى الملفات الملحة مثل الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

ومن جانبه، يقول حامد جبر، القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى، إن هناك ضرورة الآن وعلى الفور أن تسعى كل القوى الوطنية لاتخاذ خطوات جادة فى تدشين معارضة وطنية قوية، يكون لها القدرة والتأثير فى قرارات الحكومة، لا سيما أن الحكومة التى شكلها الرئيس تعانى من تخبط واضح بدءًا من أزمة سد النهضة وانتهاء بجزيرتى تيران وصنافير، وفيما بينهم الكثير من الأزمات والقرارات المتضاربة مثل مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، وحالة الارتباك التى بدت عليها الدولة فى الكثير من القضايا.

وأضاف جبر أنه رغم ضرورة تشكيل المعارضة والعديد من المحاولات فى هذا الصدد، إلا أنه لا يضمن أن تكون هناك قيادة يمكنها السير بتلك الكتلة من المعارضة الوطنية، واستشهد جبر بما حدث يوم الجمعة الماضية 15 أبريل، بتفتت تظاهرات جمعة الأرض، وغياب الرؤية والهدف، مدللا على ذلك بأن الفاعلية كانت لرفض تنازل مصر عن جزيرتى تيران وصنافير، فهتف بعض الشباب بإسقاط حكم العسكر، وإسقاط النظام فى تطور غير مفهوم، بينما حاول البعض أن يظهر وكأنه هو المحرك لتلك التظاهرات رغم بعده عن الدعوة التى قام بها الشباب وليست الأحزاب السياسية.

ولفت إلى أنه على المعارضة أن يكون لديها بديل تمثل فى سياسات وليس فى أشخاص فى الفترة الراهنة، بسبب صعوبة القيام بذلك، وضرورة الارتباط بالشارع وتوسيع رقعة المعارضة وترتيب أولوياتها، ومن ثم فإنه على الأكثر خبرة وقراءة للمشهد أن يسعى لتجميع الشباب وتوحيد الصف الوطنى وترشيد الشعارات.

وعن فاعليات يوم 25 أبريل المقبل، واستعداد القوى السياسية لذلك قال جبر إنه تم عقد عدد من الاجتماعات كان آخرها الاجتماع الذى عقد يوم السبت الماضى للأحزاب والشخصيات العامة أعضاء التيار الديمقراطى وغيرهم، وتم الاتفاق على الدعوة ليوم 25 أبريل، والتأكيد على توحيد الشعارات والأهداف والخروج باليوم بصورة حضارية، مع البناء على تلك الحركة فما يخص إعادة تكوين قوى المعارضة الوطنية.

وكانت القوى الوطنية قد عقدت اجتماعًا بمقر حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بهدف توحيد الجهود لإسقاط قرار مجلس الوزراء التنازل عن الجزر المصرية للسعودية، وأكد المجتمعون رفضهم الحاسم للتنازل عن الجزر المصرية وانتهاك السيادة الوطنية، وما صاحب هذا التوجه من تعتيم أتاح لإسرائيل نفسها الاطلاع على الاتفاق، بينما كان الشعب المصرى مغيبا.

وأبدت القوى الوطنية رفضها لقيام موسسات حكومية رسمية بتقديم أدلة مصطنعة على ملكية السعودية للجزر.

وحضر الاجتماع ممثلون عن أحزاب «التحالف الشعبى، والدستور، والكرامة، والتيار الشعبى، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب العيش والحرية، والاشتراكى المصرى، ودار الخدمات النقابية، واتفق المجتمعون على تنظيم حملة متعددة المحاور تشمل حملة توكيلات للطعن على قرار مجلس الوزراء، وتشكيل لجان شعبية فى الأحياء والقرى لجمع توقيعات ترفض التنازل عن الجزيرتين، وتشكيل وفود شعبية للضغط على النواب من أجل محاسبة الحكومة لانتهاكها لمبادئ الدستور على طريقة من لا يملك أعطى من لا يستحق.

واتفقت القوى المشاركة فى الاجتماع على توجه وفود من مختلف الأحياء والمحافظات فى 25 أبريل لتقديم عرائض رفض الشعب التنازل عن الجزيرتين وتقديمها لمجلس النواب.

ومن جانبه، قال جورج إسحاق، القيادى فى التيار الديمقراطى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن هناك هدفًا أساسيًّا لدى القوى السياسية المصرية فى الفترة الراهنة لأن يعاد تشكيل قوى معارضة وطنية قادرة على أن تعيد ترتيب الحسابات فى مصر خلال الفترة التى نمر بها، لافتا إلى أنه تم عقد عدد من الاجتماعات بين القوى السياسية لمناقشة استكمال ذلك الهدف، مدفوعة بحالة الزخم التى شهدها الشارع المصرى يوم الجمعة 15 أبريل.

وعن رؤيته لهتافات إسقاط النظام وحكم العسكر أكد إسحاق أن تلك النوعية من الهتافات ليس وقتها الآن، لأننا فى وضع لا يمنحنا رفاهية تلك النوعية من الاتجاهات والشعارات، خاصة أنه لا يمكن أن يجرى تغيير جذرى فى الفترة خلال الأيام الراهنة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسى هو إعادة تشكيل قوى المعارضة، وأن تكون هناك شراكة حقيقية بين النظام والشعب، ويكون هناك حوار مجتمعى قائمًا على احترام القانون والدستور.

ومن جانبه، قال أكرم إسماعيل، القيادى بحزب العيش والحرية، إن تحرك الشارع يوم الجمعة الماضى هو محطة من المحطات التى تبرهن على أن هناك فى مصر قوى حية قادرة على الاستمرار، ويمكنها أن تبرهن على رفضها لأى مشروع متسلط وقمعى، مشيرًا إلى أن النظام فى أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية طاحنة، ومن ثم فإن هناك ضرورة لأن تكون هناك قوة سياسية معارضة جامعة تمثل ورقة ضغط على الدولة سواء من خلال الضغط على البرلمان أو الطرق القانونية والضغط الشعبى فى المقدمة.

ووجه إسماعيل سؤالا، وهو هل القوى السياسية الموجودة حاليا لديها القدرة على أن تواكب تلك التغييرات التى تبرهن على أن القوى الحية والرافضة لممارسات الدولة مازالت قائمة ومستمرة فى مواجهة القمع والاستبداد أم لا؟ مشيرًا إلى أن الإجابة لن تحسم قبل أن نخوض تجارب حقيقية.

أما شادى الغزالى حرب فيرى أن هناك ضرورة لأن تعى القوى السياسية أن المعركة الراهنة التى بنيت عليها قوى الشارع ليست معركة سياسية بل إنها معركة وطنية، ومن الأفضل أن لا يتم استغلالها على المستويات السياسية حتى لا تفقد قوتها وزخمها الأساسى.

جريدة المال

المال - خاص

10:14 ص, الثلاثاء, 19 أبريل 16