فى خطوة استباقية لمواجهة الطرق المنافسة خاصة بعد الاتفاق الإماراتى الإسرائيلي مؤخرا بخصوص استخدام خط أنابيب إيلات – عسقلان، لنقل النفط الإماراتى إلى أوروبا قررت هيئة قناة السويس، منح تخفيض قدره %48 من رسوم العبور، لناقلات البترول الخام العملاقة القادمة من شمال غرب أوروبا حتى ميناء جبل طارق» والمتجهة إلى ميناء «بورت كلانج» وما شرقه من جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى.
كما سمحت هيئة القناة لتلك الناقلات ببعض الأعمال التجارية ومنها التوقف فى أى موانئ بينية من أجل تفريغ جزء من شحنتها قبل عبورها القناة محملة أو بعد عبورها القناة من أجل استكمال شحنتها.
وبدأت قناة السويس تطبيق القرار بدءا من ديسمبر الجارى حتى 31 مايو المقبل.
فى سياق متصل، سجلت حركة نقل البترول ومشتقاته فى قناة السوس خلال الـ10 أشهر الماضية، عبور 4209 ناقلات بتراجع بلغت نسبته %0.4 مقارنة مع الفترة نفسها لعام 2019 والذى سجل عبور 4227 ناقلة.
كما سجلت الحمولات خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر الماضى – أحدث الإحصائيات – لعام 2020 نحو 187.9 مليون طن بنسبة تراجع بلغت %1.8 مقارنة مع الفترة نفسها خلال عام 2019 والتى سجلت الحمولات الصافية 191.4 مليون طن.
وتصل حركة ناقلات البترول العابرة لقناة السويس إلى ما يقرب من %27 من إجمالى حركة التجارة المارة بالقناة.
طه: القرار يعكس احترافية ويجذب شريحة من تجارة النفط العالمية
من ناحيته، قال محفوظ طه، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس السابق، إن قرار التخفيض يعكس احترافية هيئة قناة السويس فى السياسة التسويقية والمنافسة مع الطرق الأخرى مما يجذب شريحة إضافية من العابرين.
وأوضح أن القرارلايخص الخط الإماراتى الإسرائيلى ولكن يعد ضمن الحوافز التسويقية التى تقدمها الهيئة لجذب شرائح فرعية لعبور القناة من وقت لآخر.
قدور: تخطى أسعار البرميل حاجز الـ50 دولارا يصب فى مصلحة القناة
بينما قلل المهندس وائل قدور، الخبير الملاحى من أهمية منح التخفيض لناقلات البترول من شمال غرب أوروبا لموانيء جنوب شرق آسيا، خاصة أن العام المقبل سيشهد توزانا فى العرض والطلب على البترول العالمى حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا مسجلة أعلى مستوياتها منذ أوائل مارس 2020، متخطية حاجز الـ 50 دولارا للبرميل، متوقعا أن الربع الثانى من العام المقبل سيشهد السحب من المخزون الإستراتيجى العالمى من النفط، لتحقيق التوزان فى الأسواق مما سيصب فى مصلحة قناة السويس.
وفى تصريحات سابقة قال جورج صفوت، المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس، إن هيئة القناة تقوم بتقييم ودراسة كافة الطرق المنافسة على الساحة الدولية بمنتهى الجدية، دون تقليل لأى ممر تجارى أو ملاحي.
وأشار إلى أن هيئة القناة تتخذ من التنافسية دافعا للارتقاء بالمجرى الملاحى وتطويره وتعزيز ريادته وتحسين خدماته الملاحية بأحدث وسائل التقنية المتطورة.
فى السياق نفسه،أكد التقرير السنوى لمؤتمر الأمم المتحدة (أونكتاد) أن تجارة النفط والغاز تراجعت مع قيود التنقل فى عام 2020 بسبب التأثير الكبير لوباء كورونا على التجارة مما أدى إلى انخفاض الطلب العالمى على النفط مع تجميد أجزاء كبيرة من الاقتصاد العالمى خاصة النشاط الصناعى والتكرير رغم أن هناك فائض فى إنتاج النفط عمليا ملأت جميع مخزونات النفط واستخدام العديد من السفن كتخزين عائمة، نتيجة لقرارات الدول المصدرة للبترول فى أوائل مايو 2020 بجانب الاضطرابات فى البنية التحتية النفطية فى ليبيا، إلى جانب تراجع الإنتاج فى إيران وفنزويلا.