«قناة السويس» تفاوض مستثمرين إماراتيين لإنشاء ترسانة بحرية

علمت «المال» أن هيئة قناة السويس تفاوض مستثمرين إماراتيين على تنفيذ مشروع عملاق لصناعة وصيانة السفن «ترسانة بحرية» ضمن مشروعات محور قناة السويس.

«قناة السويس» تفاوض مستثمرين إماراتيين لإنشاء ترسانة بحرية
جريدة المال

المال - خاص

3:57 م, الأحد, 11 يناير 15

السيد فؤاد

علمت «المال» أن هيئة قناة السويس تفاوض مستثمرين إماراتيين على تنفيذ مشروع عملاق لصناعة وصيانة السفن «ترسانة بحرية» ضمن مشروعات محور قناة السويس.

وأشارت مصادر مطلعة بالهيئة إلى أن الجانب الإماراتى طلب أن يتم تنفيذ الترسانة بمنطقة بورسعيد، فيما اقترحت هيئة قناة السويس إمكانية تنفيذ المشروع فى منطقة جنوب القناة بالسويس.

من ناحية أخرى ذكرت وكالات أجنبية أن هناك توجهًا من قبل الإمارات للاستحواذ على مشروعات عملاقة بمنطقة محور قناة السويس.

وبررت الوكالات التوجه المصرى بالزيارات المستمرة من قبل الفريق مهاب مميش إلى الإمارات، فيما لم يقم بأى زيارات لدول أخرى كالسعودية أو الكويت والتى تعد ضمن الدول التى قامت بضخ أموال وقروض بالدولار مؤخرًا إلى مصر، وقال مسئول بهيئة القناة، رفض ذكر اسمه، إن المفاوضات مازالت مستمرة مع الجانب الإماراتى لتنفيذ الترسانة البحرية المقترحة حيث تم اقتراح أن تكون فى بورسعيد، بينما رؤية الهيئة أن تتم فى جنوب القناة بمنطقة السويس.

ولفت إلى أن زيارة الفريق مهاب مميش للإمارات كانت خلال منتدى دبى والذى نظمته هيئة موانئ أبوظبى مؤخرا، بينما كانت الزيارة الثانية للتوقيع على أعمال التكريك والحفر الذى تشارك فيها دول أجنبية مع شركات إماراتية.

وذكر مميش أنه سيقوم بعمل زيارات مكوكية للعديد من دول العالم بعد خروج المخطط العام لمشروعات «المحور» وليس الإمارات فقط، نافيًا أن يكون هناك توجه نحو إسناد حصة كبيرة من المشروعات للجانب الإماراتى، خاصة أن الإمارات عرضت فى مطلع عام 2005/2004 عند طرح فكرة المشروع، أن تستحوذ على العديد من المشروعات بمنطقة المحور، وكان رد الجانب المصرى الرفض.

وتابع مسئول هيئة قناة السويس، أن السوق الإماراتية تختلف تمامًا عن السوق التى يستهدفها مشروع محور قناة السويس، لافتًا إلى أن كل الدراسات أكدت عدم تنافسية ميناء جبل على لمشروعات محور قناة السويس، بينما التخوف يصب فى الأساس فى دول أخرى كإسرائيل واليونان، فيما تخدم موانئ دبى أسواق الخليج والعراق وباكستان والهند، فيما يمكن أن تخدم مشروعات محور قناة السويس شرق أفريقيا وتصل إلى 20 دولة.

كانت «المال» قد أشارت إلى أن الإمارات تضع خططا بالتعاون مع مكاتب استشارات دولية للاستحواذ على نصيب الأسد من مشروع تنمية محور القناة، واتفقت مع التحالف الاستشارى «لازارد – استراتيجى آند» الذى يعكف على إعداد برنامج للإصلاح الاقتصادى المصرى، بوضع دراسات تفصيلية عن أفضل الفرص الاستثمارية فى السوق المحلية، تمهيدًا للمنافسة عليها ضمن برنامج المساعدات المقدم لمصر.

وذكرت وكالات أن نقطة الخلاف الرئيسى التى فجرت العداوة بين الإمارات ونظام الرئيس محمد مرسى كان مشروع محور تنمية قناة السويس الذى كان يهدد بإفلاس موانئ الإمارات، خاصة ميناء جبل على بدبى، ويخشى خبراء اقتصاديون أن تكون الدراسات التى تعدها الإمارات بالتعاون مع جهات أجنبية ليست بالصورة المثلى لاستغلال المنطقة اقتصاديًا وبما يضمن استمرار عمل ميناء جبل على، على حساب المصالح المصرية وهو ما يهدد المشروع برمته.

من جانبه أشار الربان هشام النعمانى، رئيس إدارة التحركات بهيئة قناة السويس سابقًا والخبير البحرى، إلى أنه لا توجد منافسة بين مشروع محور قناة السويس وموانئ الإمارات، مؤيدًا الرأى السابق أن الأسواق التى يخدمها مشروع المحور تختلف تمامًا عما تخدمه موانئ الإمارات والتى تتركز فى دول آسيا، خاصة الهند وباكستان.

وأضاف النعمانى أنه لا يوجد أى تخوف من دخول الإمارات فى مشروعات تعد رائدة فى محور قناة السويس، مشيرًا إلى أن الأهم هو جودة تنفيذ المشروع وسرعة التنفيذ والتكلفة التى يتحملها المستثمر، لافتًا إلى أنهم لا يملكون رفاهية الوقت أو الأموال التى سيتم إنفاقها، وأى تأخير يحمل تكلفة مضاعفة من بحث الخطوط الملاحية والتجارة عن موانئ ومناطق محورية بديلة، بالإضافة إلى خسارة ربحية الأنشطة التى يتضمنها المشروع.

كان السفير شريف البديوى، قنصل عام مصر بدبى والإمارات الشمالية، قد كشف عن مناقشات جرت بين مصر ممثلة فى هيئة قناة السويس، والإمارات ممثلة فى موانئ دبى العالمية، بخصوص المشروع الجديد الذى تنفذه مصر حاليًا بشق مجرى مواز للقناة.
وقال إن الفريق مهاب مميش لدى وجوده فى دبى مؤخرًا – عقد اجتماعًا موسعًا مع مسئولى شركة موانئ دبى العالمية لمناقشة مدى إمكانية دخولهم فى المشروع كمستثمرين، خصوصًا أن لدى دبى خبرة هائلة فى هذا الشأن، بداية من التجهيز وصولًا إلى التشغيل وإقامة النشاطات المصاحبة.

ولفت إلى أن المسئولين فى «موانئ دبى العالمية» والمستثمرين الذين اجتمع بهم مميش، أكدوا استعدادهم لتقديم كل ما لديهم من إمكانات للمساهمة فى إنجاز المشروع.

وأشار إلى أن شركة موانئ دبى تطرقت خلال جلستها مع الفريق مميش إلى الجوانب الفنية، المتعلقة بالمشروع عارضين تقديم خبراتهم فى هذا الشأن.

ودعا رئيس هيئة قناة السويس الإماراتيين إلى زيارة المشروع على أرض الواقع، فيما سيتولى السفير البديوى عملية التنسيق لزيارة الوفد واختيار الوقت المناسب لكلا الجانبين للقيام بذلك.

وقال البديوى إن مميش لمس فيهم شغفهم للاطلاع على الطبيعة، خصوصًا فى ظل ما استمعوا إليه حول النتائج المترتبة من حيث عمليات التشغيل والمجتمع الجديد الذى ستخلقه القناة المستحدثة حولها وما يتطلبه من أعمال ونشاطات اقتصادية متنوعة وفرص عمل كثيرة.

فى سياق متصل قال المهندس مدحت القاضى، رئيس شعبة خدمات النقل الدولى، إن الشعبة تدرس مع هيئة قناة السويس عقد مؤتمر دولى لشركات اللوجيستيات العالمية والصناعية المتخصصة فى هذا الشأن والتى يمكن أن تشارك فى إنشاء مراكز لوجيستية بمنطقة محور قناة السويس.

ولفت إلى أن الشعبة ستخاطب الشركات العالمية المتخصصة فى هذا الشأن، وأنه لن يكون التركيز على نشاط مرحلى البضائع والذى يعد جزءًا بسيطًا من منظومة شركات اللوجيستيات، موضحًا أن التركيز سينصبُّ على الدول التى ستتم دعوتها للمؤتمر، وأنه لم يتم تحديد موعد حتى الآن.

جريدة المال

المال - خاص

3:57 م, الأحد, 11 يناير 15