استكشفت قمة سوبر بريدج للاستثمار SuperBridge التى انعقدت فى مدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة الإمكانات الاقتصادية الغير محدودة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وذلك بمشاركة واسعة من المسؤولين الحكوميين والوزراء وصناديق الاستثمار وقادة الأعمال والخبراء، على هامش مؤتمر ومعرض جيتكس gitex.
وأكد المشاركون فى القمة التى انعقدت على مدار يومين أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تتمتع بإمكانات يمكن استغلالها للنمو والتغلب على الأزمة الاقتصادية الحالية، كما ناقشت دور رأس المال الاستثمارى وتطويع التقنيات المختلفة فى تشكيل الأسواق المالية.
وسلط المشاركون الضوء على الاقتصادات الأسرع نمواً فى العالم والفرص المتاحة كما استعرضوا مستقبل الأعمال وتحفيز الاستثمار الخاص باستخدام إمكانات الذكاء الاصطناعي.
شارك فى القمة أكثر من 500 من قادة الأعمال والمستثمرين وقيادات حكومية ورؤساء شركات من 20 دولة التى مثلت فرصة لتعزيز التعاون فى الأسواق الجديدة التى لم يتم اكتشافها حتى الآن.
وتعد قمة “سوبر بريدج دبي” مبادرة جديدة ومشتركة بين شركة كاون الدولية التابعة لمركز دبى التجارى العالمى و”سوبر بريدج كاونسل” وانعقدت القمة بالتزامن مع النسخة 43 لمعرض جيتكس جلوبال الحدث الأكبر فى قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم.
افتتح القمة عبدالله بن طوق المرى وزير الاقتصاد الإماراتى والذى قال خلال كلمته إن الاقتصاد العالمى يشهد تغيرات وتحولات كبيرة اذ تساهم الأسواق الجديدة فى الشرق الأوسط وأفريقيا والتى نمت بشكل غير مسبوق فى إعادة تشكيل المشهد الاقتصادى العالمي.
وأكد «المري» أن الإمارات تستهدف تعزيز التعاون مع الاقتصادات القائمة على المعرفة والابتكار، اذ تعد الإمارات مركزاً فاعلاً للاستثمار فى التكنولوجيا وتتمتع بمكانة تؤهلها للعب دورٍ محورى من خلال توفير بيئة استثمارية للاقتصادات الأكثر نمواً.
أضاف: «من البنية التحتية ذات المستوى العالمى والتكنولوجيا الحديثة إلى القوى العاملة ذات المهارات العالية نقدم كل ما يحتاجه المستثمرون لتحقيق النجاح».
وخلال كلمته الافتتاحية أيضاً قال هلال سعيد المرى مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة فى دبى إن المنطقة توفر العديد من الفرص لجميع المستثمرين من أنحاء العالم وبالتالى تساهم قمة سوبر بريدج فى سد الفجوات وتعزيز الازدهار الاقتصادى لعالم أفضل.
عرضت فانيسا شو الرئيسة التنفيذية لشئون الاستثمار فى شركة «فى إس بارتنرز» والمؤسسة المشاركة فى «سوبر بريدج كاونسل» رؤية «سوبر بريدج كاونسل» والتى تركز على تقصى الحقائق بشكل أكبر كخطوة أساسية لنجاح الاستثمار بشكل أولي.
وقالت إن قمة سوبر بريدج هى منصة تدعم صانعى القرار فى المؤسسات الاستثمارية حول العالم وبشكل خاص اقتصادات الدول السبعة الناشئة وذلك لدعمها فى استكشاف الفرص المتنوعة.
وأكدت «شو» على أهمية الفاعلية فى تعزيز التواصل بين المشاركين من قادة الأعمال والمستثمرين لتبادل الآراء والخبرات التى تعنى بالأصول الرقمية ورؤوس المال التى تشكيل الأسواق العالمية.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول للقمة جلسة حوارية تحت عنوان «أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص فى تعزيز النمو الاقتصادى لدى الاقتصادات الأسرع نمواً فى العالم»، التى ناقشت التحول نحو التنمية الاقتصادية والبيئية والتجارية لتعزيز النمو.
تحدث خلال الجلسة عمر سيف وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى باكستان، و شين تيدجاراتى رئيس مجلس إدارة شركة «فى إس بارتنرز» والشريك المؤسس فى مجلس «قمة سوبربريدج»، والدكتور هنرى هوياو وانج مؤسس ورئيس مركز الصين والعولمة.
وقال عمر سيف وزير تكنولوجيا المعلومات الباكستانى إن باكستان تقع فى منطقة مثيرة للاهتمام يجب الاستفادة منها لتمكين التجارة الالكترونية وأن تصبح ممرا للاتصال الرقمي.
وأشار «سيف» إلى إنه يتعين على باكستان أيضاً تجهيز المواطن وتثقيفه للاستفادة من جميع الفرص المتاحة فى الجوار، موضحا أن القطاع يقدم فرصاً كبيرة خارج الحدود الجغرافية.
ولفت إلى أن السوق الأفريقية تواجه تحديا خطيرا يتمثل فى البنية التحتية لقطاع التكنولوجيا وعلى القطاع الخاص والمستثمرين توجيه الدعم المالى للبنية التحتية لأنها تعيق قدرة الاقتصادات الأفريقية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعقدت القمة جلسة تحت عنوان «تخصيص رؤوس الأموال عبر الحدود إطلاق قيمة استثمارية متعددة الأوجه»، وناقش خلالها الخبراء الأسباب المحفزة للاستثمار فى الأسواق الناشئة فى جميع أنحاء العالم لتوجيه رأس المال عبر الحدود لصناديق الثروة السيادية.
شارك فى الجلسة عدد من قادة الأعمال فى آسيا وأفريقيا من بينهم فنيسا شو الشريك المؤسس فى مجلس قمة «سوبر بريدج»، والرئيس التنفيذى ورئيس قسم المعلومات فى « فى إس بارتنرز»، و تاكاشى ماروياما كبير مسؤولى الاستثمار فى شركة «أسست مانجمنت ون» اليابان.
وقال تاكاشى ماروياما كبير مسؤولى الاستثمار فى شركة «أسست مانجمنت ون» اليابان إنه يشرف حالياً على ما يقرب من 300 متخصص فى الاستثمار لتقديم خدمات الشركة الاستثمارية للعملاء فى جميع أنحاء العالم بأصول تحت الإدارة تبلغ نصف تريليون دولار.
وأشار ماروياما إلى أهمية السياسات الحكومية الصديقة للاستثمار مضيفا أن المستثمرين يبحثون دائما عن البلدان ذات العوائد ويمكن بناء محفظة جيدة من خلال الاستثمارات العابرة للحدود الإقليمية حيث أنها أقل مخاطرة وتقدم عوائداً جيدة.
ضمت الجلسات مناقشة حوارية تحت عنوان « تصور مستقبل السياحة المستدامة ووسائل النقل فى مرحلة ما بعد كوفيد-19» بمشاركة جين صن الرئيس التنفيذى فى مجموعة «تريب دوت كوم» وكالة السفر العالمية، ومدثر شيخة المدير التنفيذى والشريك المؤسس لشركة «كريم» أبرز شركات النقل التشاركى فى منطقة الشرق الأوسط.
ناقش المتحدثون فى الجلسة كيفية مساهمة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى فى التعامل مع التحديات البيئية فى قطاع السياحة، والأسباب التى ساهمت فى انتعاش قطاع السياحة وعودته بعد جائحة كوفيد-19 وتأثير ذلك على حركة النقل العالمية.
قال مدثر شيخة الرئيس التنفيذى والشريك المؤسس لشركة كريم أنه تم دمج الكثير من الذكاء الاصطناعى بشكل أو بآخر فى تجارب كريم فعلى سبيل المثال قبل أن يأتى الحجز يمكننا التنبؤ بالمكان الذى سيأتى منه التالي، كذلك وصول السيارات إلى الأماكن الصحيحة، وتحديد وقت الوصول المتوقع، وكذلك التسعير.
وأوضح أن كريم يمكنها التنبؤ بالخدمات التى قد يرغبها المستخدم استنادا إلى الهوية والمكان الذى يفتح فيه العميل التطبيق.
قالت جين صن الرئيس التنفيذى فى مجموعة «تريب دوت كوم» إنه بحسب بياناتنا فإن حجوزات الفنادق من الصين إلى الشرق الأوسط زادت بأكثر من %400 خلال عام 2023، إلى جانب زيادة قدرها %300 فى أحجام الرحلات الجوية.
وأوضحت «صن» أن شركتها قامت بدمج الذكاء الاصطناعى فعلى سبيل المثال إذا تأخرت طائرة المستخدم فى الصين فسندفع له تلقائياً تذكرة قطار عالية السرعة.
أضافت سنقوم بإخبار السائق أنه بدلاً من اصطحاب العميل من المطار فسيصبح عليه الذهاب إلى محطة السكك الحديدية، كما سنطلب من الفندق الاحتفاظ بغرفة العميل لتسجيل الوصول المتأخر.
ولفتت إلى أن تحقيق هدف الاستدامة يتطلب حوافز اقتصادية كبيرة، موضحة أن نحو %50 من الرحلات فى دبى تتم بالسيارات الصديقة للبيئة التى تستهلك %30 فقط من الطاقة وكذلك دعم الرحلات القصيرة بدراجات كريم الأكثر استدامة.
وشملت جلسات اليوم الثانى من القمة جلسة تحت عنوان «الفرص فى أفريقيا: تحدى التصورات من خلال الشراكات»، والتى ناقشت سبل استثمار الفرص التى لم يتم استغلاها فى أفريقيا.
شارك فى الجلسة كل من الدكتورة غيثة مزور وزيرة الانتقال الرقمى وإصلاح الإدارة فى المغرب، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى السابقة فى مصر، والدكتورة أوريلى آدم سولى وزيرة الاقتصاد الرقمى والاتصالات فى جمهورية بنين.
سلطت الجلسة الضوء على الفرص الواضحة التى يوفرها التحول المحتمل فى البنية التحتية للاقتصادات الجديدة القادمة مثل المغرب ونيجيريا ومصر وبنين والتى تمثل طليعة التنمية العالمية فى أفريقيا.
وطالبت سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى السابقة كافة المستثمرين فى جميع أنحاء العالم بالاستثمار فى أفريقيا مؤكدة أن الإمكانات والعوائد الكبيرة تتواجد فى القارة السمراء.
وأضافت نصرأن القارة الأفريقية تضم الكثافة السكانية الأسرع نموا والأصغر سنا فى العالم، وهو رصيد كبير يحتاج إلى الاستثمار.
وعقدت جلسة تحت عنوان «تباطؤ الاستثمار العالمي.. مناقشة القطاعات الواعدة» بمشاركة كل من شريف البدوى الرئيس التنفيذى لصندوق حى دبى للمستقبل، وعبد الرحمن الجفرى شريك فى شركة «500 جلوبال»، والدكتور بينج شيانج بروفيسور الأعمال الصينية والعولمة فى كلية تشيونغ كونغ لإدارة الأعمال.
وناقشت الجلسة آليات عمل صناديق الاستثمار إلى جانب الفرص الاستثمارية الواعدة، والاتجاهات الرئيسية التى تسهم فى تشكيل القرارات فى ضوء التحديات التى يواجهها المشهد الاستثماري.
وركزت الجلسة على الفرص التى توفرها مشاريع البنية التحتية فى افريقيا وكيف تتنقل صناديق رأس المال فى الاستثمار المتطور، وكذلك المشهد المالي، والأهمية المتزايدة للأصول الرقمية ودورها المحورى فى تشكيل مستقبل المشهد المالي.
قال شريف البدوى الرئيس التنفيذى لصندوق حى دبى للمستقبل إن القارة الأفريقية والشرق الأوسط تتمتعان بإمكانات كبيرة تقود لاقتصادات قوية إلا أنها تعانى من تحديات تحتاج إلى الابتكار بعيدا عن الحلول غير التقليدية.
وأكد «البدوي» أن الدور الرئيسى لقمة سوبر بريدج هو الجمع بين المستثمرين وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الفرص المتنامية فى هذه الاقتصادات وإطلاق العنان لإمكاناتها لتحقيق الرخاء والنمو المستدام.
يذكر أن دبى أطلقت صندوق منطقة دبى للمستقبل بقيمة مليار درهم خلال عام 2021 لدعم الشركات التقنية الناشئة فى مرحلة النمو وتشجيعها على الإدراج فى البورصات المحلية.
وتناول المشاركون فى الجلسة التى عقدت تحت عنوان «توسيع نطاق المشاريع: الوصول إلى الأسواق العالمية باستخدام صناديق رؤوس المال الاستثمارية ومسرعات التكنولوجيا» صناديق رؤوس الأموال، ومسرعات التكنولوجيا ومساهمتها فى صياغة المستقبل وتعزيز نمو الأسواق.
شارك خلال الجلسة كل من نور سويد الشريك الإدارى فى جلوبال فينشر، وروبى لو الشريك الإدارى فى اتيبيكال فينشر، وسينا أميدى الشريك الإدارى فى بلج آند بلاي، وجاك سيلبى المدير الإدارى فى سيل كابيتال.
وقال أديجى ستانلى أولاجيد رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مجلس النواب فى نيجيريا إن نيجيريا ستقوم بتشريع سياسات جديدة تمكنها من تطوير وتحقيق قفزة كبيرة فى التكنولوجيا.
وأوضح أولاجيد أن البلاد يمكن أن تحقق قفزة كبيرة باعتبارها سوق ناشئة وهناك الكثير الذى يتعين على البلاد القيام به هناك.
وأشار إلى أن العديد من الدول فى العالم الغربى قد قطعت شوطًا طويلاً وعدد من الدول الآسيوية مثل الصين واليابان تقدمت، لكن أفريقيا تتخلف عن الركب.
أضاف أن البعض يعتقد أن الذكاء الاصطناعى Ai سيأخذ الكثير من الوظائف، لكنه سيجلب الفرص بدلاً من ذلك.
تابع أن نيجيريا تحتاج إلى تحول ثقافى إذا أرادت أن تحقق تقدما مثل الدول فى آسيا حيث يحتاج النظام التعليمى إلى الابتعاد عن النموذج النظرى والانتقال إلى العملي، وأن يعرف الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات فى هذه البلدان الكثير عن التكنولوجيا.
واختتمت جلسات القمة بحلقة نقاشية تناولت إطلاق الإمكانات والأصول الرقمية فى المشهد التكنولوجى والتنظيمى المتطور، تناول خلالها مارسيل كاسوموفيتش نائب مدير الاستثمار فى شركة كوانبيسى لإدارة الأصول الدور المحورى الذى تلعبه الرقمنة فى توفير فرص استثنائية للصناعات لتقديم قيمة إضافية للعملاء.
وزير الاقتصاد الإماراتى: نقدم كل ما يحتاجه المستثمر لتحقيق النجاح
مدير دائرة الاقتصاد والسياحة فى دبي: خطوة لتعزيز الازدهار
سحر نصر: القارة السمراء تمتلك إمكانات وعوائد كبيرة
صندوق حى دبى للمستقبل: المنطقة تتمتع بإمكانات تؤهلها لتصبح اقتصادات قوية
مدثر شيخة: دمجنا كثيراً من الذكاء الاصطناعى فى عمليات «كريم»
فانيسا شو: ندعم صانعى القرار فى المؤسسات
وزير الاتصالات الباكستاني: القطاع يقدم فرصاً كبيرة خارج الحدود
جين صن: %400 زيادة فى حجوزات الفنادق من الصين إلى الشرق الأوسط
تاكاشى ماروياما: نصف تريليون دولار حجم الأصول تحت الإدارة
حمزات: زيادة التكامل بين الدول الأفريقية رقميا لتسهيل التجارة
أولاجيد: «Ai» سيجلب الفرص