فرضت الخلافات التجارية وحرب الجمارك نفسها على قمة مجموعة السبع الكبار “G7 ” التى انطلقت أمس بمنتجع بياريتز الفرنسى و تختتم أعمالها اليوم، لمناقشة الخلافات التجارية وحرب الجمارك المتبادلة بين واشنطن وباريس وبكين و كذلك أزمة إيران و التغير المناخى، ويستضيف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، زعماء بريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، وزعماء من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فى قمة “السبع الكبار” للمشاركة فى حل المشكلات العالمية.
وقالت وكالة رويترز إن الاتحاد الأوروبى أعلن الأسبوع الماضى عن فرض رسوم جمركية انتقامية على سلع أمريكية بقيمة 35 مليار دولار إذا نفذت الإدارة الأمريكية جمارك على السيارات الأوروبية، بينما انتقد دونالد ترامب اقتراحا فرنسيا بفرض ضريبة تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة، وهدد من جديد بالرد بفرض ضريبة على النبيذ الفرنسي.
وقال ترامب للصحفيين فى البيت الأبيض قبل توجهه لحضور قمة مجموعة السبع الكبار بفرنسا، إنه ليس معجبا كثيرا بشركات التكنولوجيا ولكنها أمريكية ولا يريد أن تقوم فرنسا بفرض ضريبة عليها وأنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يتم فرض ضريبة على النبيذ الفرنسى بشكل لم يروه مطلقا.
وأكد- فى نهاية الأسبوع بعد وصوله لفرنسا أمس- أن الولايات المتحدة ستُخضع واردات صينية لرسوم جمركية إضافية بنسبة 5 % ردا على ما سماه تحرك للصين بدوافع سياسية لفرض رسوم على صادرات أمريكية بقيمة 75 مليار دولار.
وغرد “ترامب” على تويتر قائلا إنه من المحزن أن الإدارات السابقة سمحت للصين بأن تتملص حتى الآن من تجارة عادلة ومتوازنة وهو ما أصبح عبئا كبيرا على دافع الضرائب الأمريكى، وأنه كرئيس للبلاد فإنه لم يعد يمكنه أن يسمح لهذا بأن يحدث و إن واشنطن ستزيد الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار إلى 30% من المعدل الحالى البالغ 25% بدءا من أول أكتوبر المقبل، وعلى بقية البضائع الصينية البالغة 300 مليار دولار من 10% إلى 15 %.
وستبدأ الولايات المتحدة فرض تلك الرسوم على بعض المنتجات بدءا من أول سبتمبر المقبل ولكن الرسوم على حوالى نصف تلك البضائع تأجلت إلى 15 من ديسمبر قبل نهاية العام الحالى، بينما أعلنت وزارة المالية الصينية أن بكين ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 5 % على فول الصويا الأمريكى اعتبارا من أول سبتمبر
كما ستطبق رسوما إضافية بنسبة 10 % على القمح والذرة والسورجم (الذرة البيضاء) الأمريكية اعتبارا من نفس التاريخ و 10 % على لحوم الأبقار ولحوم الخنازير اعتبارا من أول سبتمبر فى أحدث إجراء تجارى انتقامى تتخذه الصين فى مواجهة واشنطن.
وترى المفوضية الأوروبية أن التوترات التجارية تمثل أخطر العوامل التى تواجه نمو الاقتصاد العالمى، ولذلك سيحاول زعماء الاتحاد الأوروبى التركيز فى القمة على أجندة إيجابية للعلاقات التجارية الأمريكية الأوروبية، لاسيما أنه منذ زيارة جان كلود جانكر الرئيس التنفيذى للاتحاد إلى واشنطن العام الماضى لإجراء محادثات مع ترامب استطاع أن يجعل واردات الاتحاد من الغاز الطبيعى المسيل الأمريكى تزيد بحوالى 300 % وفول الصويا الأمريكى بحوالى 100 %.
ولذلك يرغب زعماء الاتحاد الأوروبى فى متابعة نفس المسار والتوصل لاتفاقية تهدف إلى إلغاء الجمارك على المنتجات الصناعية مما يساعد على توليد أكثر من 26 مليار يورو من صادرات الاتحاد، كما يفضل الزعماء حل النزاع بين شركة “بوينج” للطائرات و”كونسورتيوم” إيرباص الأوروبى بدون اللجوء إلى الرسوم الجمركية.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أن واشنطن قد توافق على إصدار تصريح تجارى خلال القمة الجارية حاليا مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الذى يحضر القمة برغم الخروج المرتقب لبريطانيا من الاتحاد غير أن المتحدث الرسمى للبيت الأبيض أكد أن مثل هذا التصريح سيتضمن تأييد واشنطن لبريكسيت بريطانيا رغم أن خروج بريطانيا يمثل خرقا للتكامل الأوروبى وصدمة للاتحاد الأوروبى وقد يزيد من الخلافات الأوروبية الأمريكية.