قفزت أسعار القمح مجددا الخميس بعد قالت أوكرانيا إنها قد تعتبر أي سفن متجهة إلى الموانئ الروسية بمثابة أهداف عسكرية، رداً على تهديد موسكو المماثل، وهو ما يفاقم مخاطر الحرب على أسواق الغذاء العالمية، بحسب وكالة بلومبرج.
بعد أن أوقفت موسكو اتفاقية البحر الأسود التي سمحت لأوكرانيا بتصدير جزء من محاصيلها من الحبوب، هاجمت روسيا منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية وحذَّرت من أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ستُعتبر ناقلات محتملة لإمدادات عسكرية.
أسعار القمح ارتفعت يوم الأربعاء، وقفزت مرة أخرى اليوم الخميس عندما قالت وزارة الدفاع في كييف إن أي سفن متجهة إلى موانئ في روسيا -والمناطق الأوكرانية التي تحتلها قوات الكرملين- ستعتبر بمثابة أهداف مشروعة أيضاً. قبل أن تتخلى الأسعار عن هذه المكاسب وتستقر.
قفزة في أسعار القمح
يزيد تصاعد تهديدات التجارة الحيوية في البحر الأسود من مخاطر اضطراب الأسواق العالمية لكل شيء من النفط والمواد الغذائية الأساسية إلى الأسمدة. تسبب هجوم روسيا على جارتها في تعطيل الصادرات الأوكرانية بشدة بالفعل، إذ تُعتبر الأخيرة المنتج الرئيسي للحبوب وزيوت البذور.
كانت أوكرانيا قد هاجمت سابقاً السفن الروسية في البحر الأسود، وأغرقت الطراد الرائد “موسكفا” بصاروخ “نبتون” المضاد للسفن بعد وقت قصير من الغزو الروسي.
كما أغرقت سفينة إنزال وألحقت أضراراً بأخرى في ميناء “بيرديانسك” في مارس 2022، ووصلت الصواريخ الأوكرانية إلى خط الإمداد الرئيسي لروسيا لشبه جزيرة القرم، جسر مضيق كيرتش.
قالت وزارة الدفاع الأوكرانية: “مصير الطراد (موسكفا) يثبت أن قوات الدفاع الأوكرانية لديها الوسائل اللازمة لصد العدوان الروسي في البحر”.
محطة نفط روسية
يضم البحر الأسود أيضاً محطة نفط روسية رئيسية، حيث يتدفق أكثر من نصف مليون برميل يومياً من الخام عبر نوفوروسيسك، وهو أيضاً ميناء رئيسي للأسمدة والحبوب والفحم. لم تتغير أسعار النفط بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن السوق تتشكك في احتمال حدوث اضطرابات.
لدى روسيا أيضاً العديد من محطات تصدير المنتجات النفطية المكررة بالقرب من تامان، على الجانب الآخر من شبه جزيرة القرم. تظهر بيانات تتبع الناقلات التي رصدتها بلومبرغ 28 ناقلة نفط، معظمها ناقلات منتجات أصغر، متواجدة في المنطقة المجاورة.
ولم يتضح على الفور مدى واقعية التهديد الأوكراني، كما لم تحدد وزارة الدفاع الروسية ما الذي ستفعله بأي سفن تحاول دخول الموانئ الأوكرانية.
قدرات عسكرية محدودة لدى أوكرانيا
وتمتلك روسيا قدرات دفاعية كبيرة في شمال البحر الأسود وبحر آزوف، تشمل أسطولاً من السفن الحربية، بما في ذلك طرادات الصواريخ، ورادار مصمم لتوفير مظلة واقية ضد الهجوم الجوي، إضافة إلى قاعدة عسكرية كبيرة في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.
وعلى الناحية الأخرى، تجدر الإشارة إلى أن الصواريخ الأطول مدى التي تمتلكها أوكرانيا هي “هاربونز” و”ستورم شادوز” المقدمة من المملكة المتحدة. كلاهما له نطاقات قصوى أقصر بكثير من “نوفورسيسك”، وسيؤدي ذلك إلى تعقيد أي جهود أوكرانية لضرب ناقلات في المنطقة.
طوَّرت أوكرانيا أيضاً عدداً صغيراً من الطائرات بدون طيار الجوية بعيدة المدى الأقل قوة والتي ربما تم استخدامها في هجمات رمزية إلى حد كبير على موسكو، في مايو.
نظراً لافتقارها إلى قوة بحرية قابلة للانتشار، تستخدم كييف طائرات بدون طيار التي تسير فوق سطح المياه في الهجمات على السفن البحرية الروسية، والتي تم إحباط معظمها بنيران المدافع. الوحدات البحرية المرافقة توفر مثل هذه الدفاعات للسفن التجارية الروسية.
كما قد تؤدي الهجمات المحتملة على ناقلات النفط المحملة إلى خطر حدوث كارثة بيئية، مما قد يحفز رد فعل غير مرغوب فيه من المجتمع الدولي.