تستغل هيئة الاستثمار القطرية أصولها التي تزيد عن 500 مليار دولار لجذب شركات رأس المال المخاطر إلى الدولة الغنية بالهيدروكربونات، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
و تم تصميم برنامج صندوق الصناديق الذي تبلغ قيمته مليار دولار والذي يتبع صندوق الثروة السيادية لتعزيز الاستثمارات في مجالات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية، حيث تتطلع قطر إلى التنويع بعيدًا عن صناعة النفط والغاز المهيمنة.
قبلت أول مجموعة من مديري صناديق رأس المال المخاطر
و تعد “بي كابتل” ، وهي شركة تركز على التكنولوجيا بقيادة المؤسس المشارك لفيسبوك “إدواردو سافرين”، من بين مجموعة شركات رأس المال المخاطر التي من المقرر أن تنطلق في الدوحة، حيث ستفتتح أول مكتب لها في الشرق الأوسط في العاصمة القطرية. وتنضم إلى راسميل فينتشرز ويوتوبيا كابتل مانجمنت وبيلدرز في سي والتي انضمت أيضًا إلى البرنامج.
وأشاد راج جانجولي، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة بي كابيتال، بنهج الدولة الخليجية تجاه الذكاء الاصطناعي ودعمها للقطاع، باعتبارهما أمرين مهمين بشكل خاص.
وقال “جانجولي” لشبكة “سي إن بي سي” في مؤتمر ويب قطر في الدوحة يوم الاثنين: “مع كل الصناديق الرملية التي تم إنشاؤها هنا في مجلس التعاون الخليجي لتجربة أنواع جديدة من الذكاء الاصطناعي، نعتقد أن هذا وقت مثير للغاية. نعتقد أن الابتكار يمكن أن يأتي من أي مكان. نريد دعم المؤسسين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين لديهم عقلية عالمية”.
وتمتلك “بي كابيتال” التي تركز على المشروعات والتكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والاستثمارات المناخية، أكثر من 7 مليارات دولار من الأصول قيد الإدارة وتقول إنها تستهدف الاستثمارات التكنولوجية في مرحلة النمو المبكرة.
وقال محسن بيرزادا، رئيس الصناديق في جهاز قطر للاستثمار – وهو صندوق ثروة سيادي ضخم يمتلك حصصًا في أصول جوائز تتراوح من فريق كرة القدم الفرنسي باريس سان جيرمان إلى مطار هيثرو في لندن – لشبكة سي إن بي سي أن البرنامج له تفويض استثماري مزدوج.
وأضاف :”أولاً، نسعى إلى تحقيق عوائد تجارية قوية وثانيا، نسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي عبر منظومة رأس المال المخاطر في قطر”.
وأضاف أن صندوق الصناديق يبحث عن شركات رأس المال المخاطر التي تتطلع إلى تعميق جذورها في البلاد. وأضاف أنه يهدف إلى “إحداث تأثير مفيد على الاقتصاد المحلي، وتعزيز تدفق الصفقات في السوق ودعم تطوير منظومة مزدهرة مدعومة بقطاع خاص قوي”.
اختبار للدوحة
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه الدوحة تحديًا خاصًا في جذب شركات الخدمات المالية.
بالإضافة إلى التباهي بسكان شباب متمرسين في المجال الرقمي، تقدم العديد من الدول في الشرق الأوسط أيضًا حوافز لجذب شركات الخدمات المالية العريقة.
وعلى سبيل المثال، أطلقت الرياض برنامجًا يتطلب من أي شركة تسعى للحصول على عقود حكومية نقل مقرها الإقليمي إلى المملكة العربية السعودية، مع تقديم حوافز ضريبية للشركات.
وشهدت المملكة انتقال العديد من شركات وول ستريت إلى العاصمة السعودية نتيجة لذلك، بما في ذلك مورجان ستانلي وجولدمان ساكس ولازارد وبلاك روك.
وتستهدف الإمارات العربية المتحدة أيضًا الشركات العالمية، حيث قام الملياردير راي داليو، وصندوق التحوط بريفان هوارد، ومدير الأصول بي جي آي إم، وعملاق الأسهم الخاصة جنرال أتلانتيك، بإنشاء مكاتب في العاصمة أبوظبي.
وقال “بيرزادا” من هيئة الاستثمار القطرية لشبكة “سي إن بي سي”: “الكلمة الأساسية هنا هي” الإطراء “- هذه منطقة صغيرة نسبيًا، لذا عندما تفوز دولة واحدة، نفوز جميعًا. إذا كنا جميعًا نجتذب الشركات والمبتكرين ونساعد الشركات على النمو، فسوف نستفيد جميعًا”.