اتخذت شركات التكنولوجيا المحلية تدابير استثنائية للتحوط من أى أزمات اقتصادية محتملة ومواجهة موجة التضخم التى تشهدها الأسواق العالمية.
وشدد بعض رؤساء الشركات التكنولوجية على ضرورة العمل على الاتجاه لتوطين التصنيع المحلى، بجانب العمل على تعزيز التصدير للأسواق المجاورة لمصر، بهدف امتصاص حدة التضخم والسعى لجلب العملة الصعبة.
وقال أحمد حنفى الرئيس التنفيذى لشركة «ديجيتال بلانتس» المتخصصة فى حلول أمن المعلومات إنها تستهدف التوسع فى الإمارات، بهدف العمل على تدبير العملة الصعبة وامتصاص تداعيات التضخم خلال العام المقبل.
وأوضح أن شركته تعتزم تعديل مرتبات الموظفين خلال الفترة المقبلة، بهدف تقليل حدة ارتفاع أسعار وموجات الركود التضخمى، مشيرا إلى أنها ستعمل على زيادة رواتب الموظفين بنسبة تصل إلى 12 %.
وأشار محمد الغمرى رئيس مجلس إدارة شركة «إيجيبت سات» للأقمار الصناعية وخدمات الاتصالات، إلى أنها تستهدف التوجه نحو زيادة المكون المحلى فى السيارات الكهربائية التى تقوم الشركة بإنتاجها، وتعظيم فكرة التصنيع المحلى خلال العام المقبل، بهدف مساعدة الدولة فى تعزيز التصدير للأسواق الخارجية.
وأكد أن شركته لديها خطة لتطوير منتجاتها وتعظيم توطين الصناعة فى مصر، بهدف التصدير، مشيرا إلى أن تلك الخطوة سوف تسهم فى استكمال عمل الشركة والتغلب على تكاليف التشغيل المرتفعة.
فى سياق متصل، أشارت شيماء عبدالعزيز الرئيس التنفيذى لشركة «جو تشات» العاملة فى تقديم خدمات التعهيد، إلى أنها تعكف على زيادة محفظة عملائها فى دول أوروبا، موضحة أن الدولة أصبح لديها خطة محورية لتعظيم الصادرات.
وقالت إن مجالات التعهيد تعد من إحدى الصناعات الواعدة التى يمكنها أن تدر عائدا دولاريا للبلاد، مبينة أن الشركة لن تقوم بأى إجراءات لتقليل عدد موظفيها خلال الفترة المقبلة.
وأكد مصدر مسئول فى إحدى شركات الدفع الإلكترونى، أنها قامت بدراسة بعض آليات التحوط من مخاطر ارتفاع تكاليف التشغيل، وفى مقدمتها، دراسة تعديل تكاليف العمليات التى يجريها المستهلك، بجانب البحث عن ماكينات دفع تكلفتها منخفضة.
وأضاف أن شركته تفاوض الشركات التى تقدم ماكينات الدفع، بهدف الحصول على خصومات، تسهم فى التغلب على تكاليف التشغيل، مبينا أن الشركة قد تبدأ فى الاتجاه لتفعيل مبدأ العمل عن بعد، بهدف تقليل تكاليف التشغيل الواقعة على عاتقها.
على صعيد آخر، قال المصدر إن شركته ستعمل على زيادة رواتب بعض الدرجات الوظيفية لديها، بهدف مجابهة التضخم .
وأوضح أيمن الرفاعى، مدير شركة «IX dev» البريطانية لحلول التكنولوجيا بمصر، أن ما يشهده العالم حاليا من زيادة نسب التضخم، وارتفاع التكاليف التشغيلية، ألقى بظلاله على الشركات التكنولوجية المصرية، متوقعا أن يسهم ذلك فى اتجاه بعضها لتبنى سياسات الاندماج، بهدف التغلب على ارتفاع تكاليف التشغيل.
ورأى أن بعض الشركات العاملة فى السوق المحلية، قد تتجه لشركات التعهيد، العاملة فى السوق المصرية، من خلال العمل على تقليل بعض الوظائف الإدارية، وتقليل تكاليف التشغيل الحالية، مرجحا أن يسهم ذلك فى إنعاش سوق خدمات التعهيد خلال الأعوام المقبلة.
وأضاف أنه سيصعب على الشركات التكنولوجية العاملة فى السوق المصرية، مجابهة الأزمات العالمية الراهنة، لافتا إلى أن شركته بدأت فى اللجوء إلى خدمات التعهيد فى بعض الوظائف فى هيكل تشغيلها منذ بدء جائحة كورونا ( كوفيد- 19) ومنها الوظائف المحاسبية، والموارد البشرية، مضيفا أن الشركة اكتفت حاليا بمكتب تمثيلى لها فى مصر.
يذكر أن بعض شركات التكنولوجيا فقدت أكثر من %50 من قيمتها السوقية خلال الفترة الماضية، فيما أعلنت عن تسريح نسب كبيرة من موظفيها، تجاوزت المئات فى بعض الأحيان، سعيا لمواجهة شبح التضخم الذى بات يعصف بالعالم.