يستعد قطاع التأمين لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، وأبدت الشركات سواء فى نشاطى التأمين أو الوساطة التأمينية قدرتها على المواجهة، متسلحة بخبرتها خلال الموجة الأولى منذ شهور.
وأكدوا أن الشركات لديها التكنولوجيا الحديثة التى تمكن العاملين بها من العمل من المنزل، وكذلك لديها تغطيات خاصة بالأوبئة فيما اكتسب العاملون والعملاء خبرة فى استخدام الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى لتقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا.
وأبدوا تخوفهم أن يؤثر ذلك على العملاء أنفسهم وسير العمل لدى منشآت العملاء الاقتصادية وتأجيل العملاء لأى خطط خاصة بزيادة تغطياتهم من الأخطار مما يؤثر على الإصدارات الجديدة والأقساط وعمولات الوسطاء.
قال أيمن مأمون، رئيس قطاع التعويضات فى شركة «ثروة للتأمين» إن قطاع التأمين قد استفاد من تجربة الموجة الأولى من جائحة كورونا، وذلك من خلال آلية التعامل مع العملاء وآلية صرف التعويضات خلال تلك الفترة، والتى شهدت إغلاق جزئى وحظر تجول جزئى.
وأضاف مأمون أن شركات التأمين اكتسبت خبرة من الموجة الأولى وتعاملت بنجاح فى تسليم واستلام الوثائق مع العملاء والوسطاء وتحصيل الأقساط وكيفية إجراء ذلك عن بعد، والاستفادة من البنوك فى ذلك الأمر لتقليل التعامل المباشر مع العملاء، وهو ما يساعد قطاع التأمين فى التعامل مع الموجة الثانية من فيروس كورونا، والتى ضربت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن تواجهها مصر قريبا.
وأوضح أن الشركات لن تواجه مشكلة فى العمل بنظام المناوبة مرة أخرى، وتواجد جزء من العاملين للعمل من المكتب والجزء الباقى يعمل من المنزل، وذلك بعد نجاح قطاع التأمين فى الموجة الأولى فى تسيير دورة العمل بنجاح فى الشركات سواء من المكتب أو من المنزل عن طريق التواصل الإلكترونى والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة فى تسهيل ذلك.
وأكد مأمون أن التجربة الأولى جعلت قطاع التأمين مستعدا لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا، ومن الأشياء المهمة التى اكتسب قطاع التأمين خبرة فيها هو عقد الاجتماعات عن بعد باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، بما يساهم فى إمكانية القيام بذلك فى أى وقت، خاصة عندما تدخل مصر فى الموجة الثانية من جائحة كورونا.
وأشار إلى أن العاملين بشركات التأمين اعتادوا اتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، ومنها ارتداء الكمامات والمواد المطهرة وغيرها سواء فى المكتب أو فى البيت أو فى الشارع، وذلك وعيا منهم بأهمية تلك الأدوات فى تقليل فرص الإصابة بعدوى وباء كورونا المستجد.
وأضاف أنه لا يوجد تكالب على المتاجر والصيدليات لشراء الكمامات والمواد المطهرة من قبل المواطنين كما حدث فى الموجة الأولى وتسبب فى غلاء أسعار تلك المواد والأدوات، حيث أصبح لدى المواطنين وعيا فى استهلاك تلك المواد وعدم تخزينها كما حدث فى الموجة الأولى.
ولفت إلى أن المواطنين اكتسبوا خبرة كذلك فى سلوكيات التواصل فيما بينهم، وهى الحفاظ على التباعد الاجتماعى، وعدم التسليم باليد عند اللقاء وعدم القبلات وغيرها من السلوكيات التى تساهم فى منع انتقال العدوى من شخص مصاب لغيره.
وكشف أن شركات التأمين اكتسبت خبرة كذلك فى تغطية وباء كورونا من خلال وثائق التأمين الطبى، وكذلك وثائق تأمينات السفر، بجانب تغطيتها فى وثائق تأمينات الحياة لذا فالشركات مستعدة للموجة الثانية بتوافر التغطيات التأمينية ضد الأوبئة ومنها جائحة كورونا المستجد، لافتا إلى أن الشركات اكتسبت خبرة فى الاكتتاب والتسعير الخاص بالأوبئة، خاصة وباء كورونا وتوافر برامج واتفاقيات إعادة تأمين لتغطية وباء كورونا.
وأكد أن تأثير الموجة الثانية على قطاع التأمين سوف تكون أقل من تأثير الموجة الأولى نظرا لاكتساب شركات التأمين خبرة فى التعامل مع الأوبئة، كما أنه لن يكون هناك إغلاق كامل أسوة بالدول الأوروبية ومن المتوقع ألا يكون هناك حظر تجول جزئى.
شحاتة: الشركات تتسلح بالتحول الرقمى والتكنولوجيا الحديثة
ومن جهته، أكد جمال شحاتة، رئيس قطاع الإنتاج والفروع فى شركة بيت التأمين المصرى السعودى، أننا نستطيع القول بأنه ترسخ لدى القطاع خبرة فى التعامل مع وباء كورونا، والتى استقرت فى جنباته، واستقاها من سابق مرارة تجربة الجائحة الأولى، مستفيدا منها بتحويله سلبياتها إلى إيجابيات.
وأضاف شحاتة أن تفاعل قطاع التأمين المصرى مع الحالة بكل ما خيمت عليه بظلالها من آثار سلبية تعرضت لها جميع مناحى الحياة، وبدوره قطاع التأمين الذى انتفض بكل أدواته ومؤسساته الراعية للنشاط للتصدى ومجابهة وباء كورونا.
وأشار إلى أن القطاع بذل العمل على قدم وساق وتضافرت معه كل الجهود، بل تبارى الجميع فى تقديم خدمات لم تكن مقدمة من ذى قبل وكذا آليات عمل لم يسبق انتهاجها من قبل والتى لم يكن مقدرا لها، والتعامل بموجبها إلا فى مراحل تالية وأدار الرقيب بعصى المايسترو متمثلا فى الهيئة العامة للرقابة المالية تنظيم الأداء والأدوار خلال تلك الفترة.
وأوضح أنه فى ظل التناغم بين الهيئة العامة للرقابة المالية والاتحاد المصرى للتأمين وبين الشركات بشكل تلافى معه توقف نبض النشاط فكان التحول الرقمى واستخدام التكنولوجيا الحديثة سواء فى عقد الاجتماعات، أو أداء العمل لخدمة العملاء والوسطاء هى شعار المرحلة، والتى تحدى فيها الجميع أنفسهم وكانت المراهنة عليها حتى بسطت كلمتها.
وأكد شحاتة أنه أصبح التحوط لما قد يحدث معه تكرار للفترة السابقة قد يكون فى ظل التجارب السابقة أمر أيسر بكثير من الموجة الأولى، نظرا لاكتساب القطاع والشركات خبرة فى التعامل مع فيروس كورونا فى الموجة الأولى.
حسن: تخوف من تأثير سلبى على نشاط العملاء والإصدرات الجديدة
ومن جانبه، أكد محمد حسن، رئيس مجلس إدارة شركة «الدولية» للوساطة التأمينية أن قطاع التأمين مستعد لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، لافتا إلى أن من ضمن تلك الاستعدادات أن هناك العديد من شركات التأمين تغطى الفيروس سواء فى تأمينات الممتلكات (تأمين طبى وتأمين سفر) أو الحياة.
وأضاف حسن أن أكبر تأثير سوف يكون على عملاء التأمين أنفسهم من خلال لجوء المصانع والمؤسسات الاقتصادية المختلفة لتقليل حجم العمالة المتواجدة فى موقع العمل لتحقيق التباعد الاجتماعى، والعمل بالتناوب مما يؤثر على أعمال تلك المؤسسات.
وأشار إلى أن شركات التأمين والوسطاء سيواجهون مشكلة فى تحديد مواعيد مقابلة مع عملائهم بسبب الإجراءات الاحترازية، وصعوبة التفاوض مع العملاء عن طريق برامج الفيديو كونفرانس والاجتماعات عن بعد.
وأوضح أن العملاء الذين كانوا ينوون زيادة حجم التغطيات والأقساط الخاصة بهم نتيجة للتوسعات سوف يؤجلون تلك الزيادات لحين انتهاء الموجة الثانية من كورونا، ما يحرم شركات التأمين من زيادة تغطيات وقسط العميل ويحرم الوسطاء من زيادة حجم عمولاتهم المرتبة بزيادة القسط.
وأشار إلى أن الموجة الثانية من فيروس كورونا لن تؤثر على حجم الإصدارات أو سير العمل بشركات التأمين، حيث إن القطاع استفاد من الموجة الأولى لفيروس كورونا، وآلية العمل عن بعد والعمل من المنزل واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى ذلك ونظم الدفع الإلكترونى وغيرها.
وكشف أنه من غير المتوقع أن تعلن الحكومة عن حظر تجول جزئى أو إغلاق جزئى خلال الموجة الثانية من فيروس كورونا، كما حدث خلال الموجة الأولى، لذا فمن المتوقع أن يكون تأثير الموجة الثانية نفس تأثير الموجة الأولى أو أقل.