أمانى العزازى
برغم الآمال الكبيرة التى تعقدها الحكومة على خطوط السكك الحديدية، لاستغلالها فى نقل البضائع وتقليل التكدس المرورى على الطرق البرية، فإن قطار نقل البضائع على خط «بورسعيد – حلوان»، توقف مساره بعد ثلاث رحلات فقط الشهر الماضى، وسط اتهامات متبادلة بين العمال ومقاولى النقل.
يذكر أن الخط كان متوقفا منذ ثلاث سنوات ولكن الحكومة تقول إنها تسعى إلى وضع خطة من خلال الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير وتشغيل قطارات لنقل بالبضائع إلى المحافظة.
وقال وزير النقل سعد الجيوشى،إن الوزارة تهدف إلى تنشيط نقل البضائع بالسكة الحديد، لتصل إلى مابين 20 و%30 من حركة النقل، مشيرًا إلى أن التوسع فى نقل البضائع عن طريق السكك الحديدية سوف يخفف الضغط على الطرق البرية، فضلا عن رخص تكلفته، موضحا أنه اتفق مع الدكتور خالد حنفى وزير التموين على نقل الغلال من الموانئ بالسكة الحديد.
وأكد صلاح عبدالمنعم مدير التشغيل بشركة بورسعيد للشحن والتفريغ، التى تتولى نقل البضائع عبر خط «بورسعيد – حلوان» – فى تصريحات خاصة لـ«المال» – أن شركته فوجئت بعد تسيير 3 رحلات بقيام عمال القطار بطلب إكراميات مقابل تحميل البضائع، وفقًا لتعبيره.
وأضاف: تم إجبارنا على تحميل كل عربة بما لايزيد عن 30 طنا فى حين أن التعاقد ينص على تحميلها بـ65 طنا، مشيرًا إلى أن حجة العمال أن عربات القطار متهالكة ولاتحتمل تلك الأوزان.
ولفت إلى أن شركته تقوم بنقل الرخام استجابة لتعليمات وزير النقل، للتخفيف عن الطرق البرية، رغم أن الشركة تمتلك أسطولا للنقل البرى، وكان من المتفق القيام برحلة واحدة يوميًا من بورسعيد إلى حلوان تستغرق 8 ساعات.
يذكر أن هيئة السكة الحديد، بدأت نقل البضائع من ميناء بورسعيد بالقطار إلى محطة حلوان، بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات، وتم الاتفاق مع شركة بورسعيد للشحن والتفريغ لنقل الحاويات وبلوكات الرخام على نقل 1200 طن بمعدل قطارين أسبوعيا.
أكد اللواء أحمد حامد رئيس هيئة السكك الحديدية، أن الهيئة تسعى لطرح جميع خطوط نقل البضائع على القطاع الخاص لتشغيلها وإدارتها.
وذكر مسئول شركة بورسعيد للشحن والتفريغ، أن الإكراميات لم تقتصر على بورسعيد بل تجاوزتها إلى محطات المرفق كله وتكرر طلب الإكراميات، إذ قام العمال يوقف القطار فى محطة الزقازيق.
وأضاف أن شركته رفضت الاستجابة للعمال، ولكنها فوجئت بعدم وصول رحلة الخط لحلوان وسرقة 30 بلوك رخام من إجمالى 82 بلوكا تم تحميلهم على القطار بتكلفة 15 ألف جنيه.
وكشف عن أن شركته أرسلت خطابا للهيئة العامة للسكك الحديدية، تعتذر فيه عن الاستمرار بالشحن بالقطار من بورسعيد إلى محطة بضائع حلوان، نظرًا لما قابلته من معوقات يصعب حلها.
وأكد أن هيئة السكك الحديدية تقدمت باعتذار رسمى لشركته بسبب المشكلات التى واجهت عمليات الشحن.
وعلق المهندس جمال الشامى، نائب رئيس مجلس الإدارة لقطاع نقل البضائع على الخطاب الذى أرسلته شركة بورسعيد وحصلت «المال» على نسخة منه بقوله : إن الهيئة تعمل على إزالة المعوقات وأنها مستمرة فى التعاون مع الشركة.
على صعيد آخر، نفى أحد العاملين بسكة حديد بورسعيد، رفض ذكر اسمه، اتهامات شركة بورسعيد للعمال الذين يقومون بنقل الرخام إلى حلوان عبر قطار البضائع، مشيرا إلى أن الشركة، أصرت على تحميل القطار بما يزيد عن طاقه عرباته، كما رفضت تأمين البضاعة بالجنازير والوايرات المطلوبة قبل تحرك القطار.
وتابع قائلا: نحن فى أشد الاحتياج لتطوير عربات القطارات، وعودة نشاط البضائع لسابق عهده..وليس من مصلحتنا إعاقة العمل، لأن تعظيم إيرادات السكة الحديد ينعكس علينا بالفائدة.
وأشار عامل آخر بقطاع البضائع لـ«المال» إلى أن هيئة السكك الحديدية تجرى مفاوضات فى الوقت الراهن، مع شركة بورسعيد، لاستئناف رحلات قطار البضائع من خلال التوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف، بما يساعد على استغلال أصول السكك الحديدية.
ومن جانبه، قال عبدالقادر سلطان مدير التخطيط بهيئة موانى بورسعيد، إن عودة حركة شحن البضائع بالقطار تساهم فى زيادة نشاط الحبوب الذى تقلص، وتمنع تكدس ساحات الميناء نظرا لزيادة معدلات الشحن والتفريغ.
ووفقًا لمصدر مسئول بهيئة السكك الحديدية، فإن أسطول عربات نقل البضائع تبلغ 10649 عربة.