منذ مايو 2018 بداية رحلة الانخفاض
رغم مرور عام عليه.. يبدو أن شهر مايو من العام الماضى، والذى بدأت فيه البورصة المصرية موجتها الهبوطية كأنه أمس، فما زالت السوق تواصل التراجع منذ هذا التاريخ، على جميع الأصعدة، فى ظل حزمة من الملابسات المتشابهة محليا وعالميا.
وانعكس ذلك على جميع مؤشرات السوق بشكل عام، وظهر بوضوح على 10 أسهم بالمؤشر الثلاثينى ترمومتر السوق تهاوت بقوة بنسب تراوحت بين 35 و %69 بشكل خاص، وسط تراجعات باقى أسهم المؤشر الأخرى.
وسجلت جميع أسهم EGX30 خلال فترة المقارنة تراجعات متفاوتة بين 9.5 ونحو %30، باستثناء 3 أسهم فقط تمكنت من الصعود والنجاة من مذبحة الأسهم وهى القابضة المصرية الكويتية (مقوم بالدولار) إذ ارتفع بـ %23، من 1.17 إلى 1.44 دولار، والقلعة %13.4 من 2.91 إلى 3.36 جنيه، والتجارى الدولى %3 فقط من 67.65 إلى 69.84 جنيه.
ويقول خبراء لـ«المال» إن الأوضاع لم تتغير كثيرا منذ مايو العام 2018 والذى بدأت فيه السوق تراجعاتها، مدفوعة بأزمة الأسواق الناشئة، والتى اندلعت فى مارس 2018، ومازالت تداعياتها مستمرة حتى الآن، ما يولد مخاوف من عودة موجات نزوح الأموال من الأسواق الناشئة، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتى شهدت جولات عديدة مستمرة حتى الآن، وذلك على المستوى العالمى.
وعلى المستوى المحلى يقول الخبراء: مايو الماضى تم خلاله تطبيق المرحلة الثانية من ضريبة الدمغة، والحالى عاد فيه الحديث عن المرحلة الثالثة للضريبة، قبل التراجع عن تطبيقها، وسط غياب تام للمحفزات، وعدم وضوح للرؤية بشأن صفقة جلوبال تيليكوم، وملف الطروحات الحكومية، عوامل ضغطت على السوق بقوة.
ورصدت «المال» مؤشرات أداء البورصة المصرية منذ مايو 2018، وحتى أول أسبوعين من نظيره فى 2019، ما أظهر تراجعات قوية لـ10 أسهم بالمؤشر الثلاثينى، توزعت على قطاعات مختلفة.
وجاءت ثلاثة أسهم بقطاع العقارات، وهى مدينة نصر، وسوديك، ومصر الجديدة، وسوديك، بنسب تراوحت بين %38 و%47، وشركتى صناعات ثقيلة، وهما حديد عز، والحديد والصلب بواقع %58 و%61 على الترتيب، والسويدى اليكتريك بـ%40، والنساجون الشرقيون %35، وأموك بـ%69، وكيما %40، وجهينة %63.
وفقد رأس المال السوقى خلال الفترة المقارنة 146 مليار جنيه دفعة واحدة ليستقر عند 748 مليار جنيه، نظير 930 مليار جنيه، واتجهت تعاملات الأجانب للبيع بصافى 1.1 مليار جنيه، مقارنة بصافى شراء 11.8 مليار جنيه.
وتراجع المؤشر الثلاثينى %18 إلى 13660 نقطة، من 16760 نقطة، ومؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة egx70 بنحو %27 إلى 609 نقطة، من 834 نقطة، ومؤشر egx100 الأوسع نطاقا بنحو %28 إلى 1546 من 2138 نقطة.
وحول تراجعات قطاع العقارات، قال محمود جاد، محلل قطاع العقارات بشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، بجانب وضع كل شركة إلى تأثر القطاع بشكل عام بضغط وارتفاع الأسعار، وزيادة أسعار الفائدة بالبنوك، وما تردد خلال الأشهر الماضية حول وجود فقاعة عقارية، وتراجع القوى الشرائية للمواطنين، خاصة فى سوق إعادة البيع بسبب ضعف السيولة، مضيفا أن أسهم الشركات العقارية تتداول عند قيم عادلة أدنى كثيرا من القيم الحقيقية بنسب تتراوح بين 30 و %45.
وبشكل عام أرجع المحللون تراجعات الأسهم فى جميع القطاعات لظروف والأوضاع التى شهدتها السوق بشكل عام، بجانب قصة مختلفة لكل سهم، والتى جاءت كالتالى بحسب المحللون فى السطور التالية.
مصر الجديدة.. 39%
يقول عامر عبد القادر، رئيس قسم السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إن سهم مصر الجديدة شهد تذبذبات عالية؛ بسبب استبعاد الشركة من برنامج الطروحات الحكومية، بعد إعلان إدراجها، بجانب وضع السوق بشكل عام.
وأضاف أن السهم حقق قفزة الصعودية فى مايو 2018 جاءت على خلفية إعلان طرح الشركة، وقيام بنوك استثمار بالسوق المحلية بإعلان قيمة عادلة للسهم بين 60 و 45 جنيها، ثم جاءت نتائج أعمال الشركة، وخروجها من برنامج الطروحات الحكومية، لتهوى بالسهم بجانب وضع السوق بشكل عام.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى، تراجعت أرباح مصر الجديدة بـ%67، إلى 39.5 مليون جنيه، مقارنة بـ 120.4 مليون جنيه بالفترة المماثلة العام المالى السابق.
وأوضح محمود جاد، إن مصر الجديدة تأثرت بشكل كامل بالأوضاع السلبية لقطاع العقارات، والمذكورة سابقا، وأوضاع السوق بشكل عام، ما أدى إلى تداول سهم الشركة بأقل من قيمته العادلة بنسبة %35.
وقال محمود أمين، رئيس وحدة البحوث بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن سهم مصر الجديدة يعانى من تبعية مرتفعة بالسوق، ما أدى إلى تراجعها بشدة نتيجة أوضاع السوق مؤخرا، متابعا: «عدم ثقة المستثمرين فى إدارة الشركة، خاصة فيما يتعلق بملف استغلال محفظة أراضى الشركة خلق تخوفا من الاستثمار بالسهم».
مدينة نصر وسوديك.. صفقة لم تتم
أجمع الخبراء على أن فشل صفقة الاندماج بين الشركتين، والتى استمر الحديث عنها لأشهر العام الماضى، أثر سلبا على الورقتين الماليتين بجانب عدد من الأسباب الأخرى، تضاف لضعف أداء السوق.
سوديك.. 47%
يقول عبد القادر إن سهم سوديك مازال متأثرا بإعلان الشركة فى ديسمبر التصالح مع جهاز الكسب غير المشروع مقابل غرامة 800 مليون جنيه.
وكانت «سوديك» أعلنت فى ديسمبر الماضى، عن التصالح مقابل الغرامة المذكورة عبر سداد 250 مليون جنيه دفعة نقدية عند التوقيع على عقد التسوية، وأربع دفعات نقدية بإجمالى مبلغ 550 مليون جنيه حتى ديسمبر 2020.
وقال محمود جاد إن الأداء البيعى السيء لسوديك، وعدم نجاحها فى تحقيق مستهدفاتها البيعية العام الماضى، ووضع السوق المتراجع، وفشل صفقة الاندماج مع مدينة نصر للإسكان والتعمير، وغرامة التصالح مع جهاز الكسب غير المشروع، جميعها عوامل ضغطت على السهم، وتسببت بالتراجع الكبير المحقق، إلا أنه أشار فى الوقت نفسه أن السهم يتداول عند مستوى أقل بنسبة %46 من قيمته العادلة.
وقال محمود أمين، إن إتمام عملية الاندماج كان سيدعم بقوة موقف سوديك، فى ضوء السيولة التى كانت ستتولد من هذه العملية.
وتراجع صافى أرباح سوديك بنحو %24 بالربع الأول من العام الحالى إلى 162.04 مليون جنيه، مقابل 212.11 مليون جنيه أرباح خلال نفس الفترة من العام الماضى.
مدينة نصر %39
يرى عبدالقادر أن هناك عاملين أساسيين أثرا سلبا على سهم مدينة نصر، وهما فشل عملية الاندماج مع سوديك، وأوضاع السوق بشكل عام، وهو ما أكده محمود أمين فى تايكون.
وقال جاد من العربى الإفريقى، إن مدينة نصر كانت ستحقق استفادة قوية من عملية الاندماج، وأن سهمها يتداول أدنى من قيمته العادلة بواقع %53.
وكانت مدينة نصر حققت ارتفاعا بأرباحها نسبته %6 بالربع الأول من العام الحالى لتصل إلى 332.3 مليون جنيه، مقابل 313.5 مليون جنيه أرباح فى نفس الفترة من العام الماضى.
حديد عز .. 58.7%
ويقول عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير ببايونيرز، إن خسائر الشركة، وارتفاع سعر خام البليت عالميا، وركود قطاع العقارات، وبعض التوصيات السلبية من بنوك الاستثمار على السهم، تسببت فى التراجع القوى الذى شهدته السوق.
ويرى محمود أمين، مدير البحوث بتايكون لتداول الأوراق المالية، أن تباطؤ السوق العقارية وبشكل خاص عقب الطفرة التى شهدها قطاع البنية التحتية كان أحد تأثر الشركة، والسهم.
وأنهت حديد عز عامها الماضى بخسائر 1.02 مليار جنيه، مقابل 1.09 مليار جنيه.
الحديد والصلب .. 61%
قال عبد القادر عن أسباب تدهور سهم الحديد والصلب خلال الفترة المذكورة، إن الشركة تسجل خسائر منذ عام 2018، وتحاصرها المشاكل، والمديونيات، بجانب فشل مناقصة التطوير أكثر من مرة وعدم النجاح فى اختيار شركة لتنفيذ هذه العملية.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالى الحالى (يوليو 2018 – مارس 2019) ارتفعت خسائر الحديد والصلب بـ %16.3 على أساس سنوى، لتبلغ 531.28 مليون جنيه، مقابل 456.62 مليون جنيه خسائر الفترة المثيلة بالعام الماضى.
السويدى إليكتريك.. 40%
يقول عبدالقادر إن ارتفاع أسعار الطاقة، ونفاذ المخزون الرخيص الذى كان متوفرا لدى الشركة، وزيادة أسعار مدخلات الإنتاج عالميا (خام النحاس) أثر سلبا على أداء سهم الشركة.
ويقول محمود أمين، رئيس بحوث تايكون لتداول الأوراق المالية، إن تراجع أرباح الشركة فى 2018 أثر على حركة السهم، بجانب أوضاع السوق، وتراجع صافى أرباح السويدى إليكتريك المجمع فى 2018 إلى 5.11 مليار جنيه، نظير 6.5 مليار جنيه فى العام 2017.
النساجون الشرقيون .. 35%
«جاء تراجع النساجون تأثرا بتراجعات السوق فى الفترة المذكورة، وليس بأوضاع الشركة بشكل خاص» وفقا لعامر عبدالقادر، رئيس قسم السمسرة للتطوير ببايونيرز.
وأكد أمين، من تايكون رأى عبدالقادر، بأن الشركة تتمتع بمؤشرات جيدة، وأن سبب التراجع الأساسى ضغوط الأوضاع السيئة للسوق بالفترة المذكورة.
وبنهاية العام الماضى حققت النساجون الشرقيون صافى أرباح مجمعة 550 مليون جنيه، مقارنة بـ 741.5 مليون جنيه.
أموك .. 69%
ويقول عامر عبدالقادر، إن أموك واجهت مشاكل أثرت عليها بقوة، الأولى توقف الحكومة عن الحصول على المازوت من الشركة، وهو ما كان يمثل نسبة كبيرة من مبيعاتها، وارتفاع أسعار المواد الخام بقوة، وتأثر مبيعاتها بقوة بسبب ذلك.
وأكد محمود أمين، رئيس قسم البحوث بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية رأى عبدالقادر، مؤكدا أن تأثر مبيعاتها وأرباحها انعكس على سهم الشركة بقوة.
وتراجع صافى أرباح أموك %69 خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالى الحالى (يوليو 2018 – مارس 2019) إلى 329.3 مليون جنيه منذ بداية يوليو حتى نهاية مارس الماضى، مقابل 1.05 مليار جنيه أرباح خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
كيما ..40%
أشار إبراهيم منصور، رئيس قسم البحوث بشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، إلى أن تكلفة مشروع كيما 2 البالغة 11 مليار جنيه، بجانب تأخر افتتاح المشروع أكثر من مرة نتيجة الظروف التى تشهدها البلاد ضمن أسباب الهبوط.
ويرى منصور أن افتتاح المصنع الجديد سيؤثر إيجابيا على الشركة فى ظل تبنيها نمطا مختلفا للأعمال، وهو ما سينعكس على السهم مستقبلا.
ويقول عامر عبدالقادر إن نتائج الشركة وتراجعاتها أثرت سلبا على السهم، وتسببت فى التراجعات التى شهدها خلال فترة المقارنة.
وأشار محمود أمين، رئيس قسم البحوث بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن التكاليف المرتفعة لمشروع كيما 2، وإعلان بدء العمل فيه أكثر من مرة أثر سلبا على سهم الشركة.
وأظهرت المؤشرات المالية لشركة «كيما» تحولها للخسائر على أساس سنوى خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالى الحالى (يوليو 2018 – مارس 2019) بقيمة 17.7 مليون جنيه، نتيجة تراجع المبيعات، مقارنة بأرباح 97.2 مليون جنيه الفترة المماثلة من العام المالى السابق.
جهينة .. 63%
أجمع المحللون على أن أوضاع شركة جهينة الجيدة، لم يكن لها أى يد فى تراجعات سهم الشركة خلال الفترة المذكورة، ولكن أوضاع السوق، والموجات البيعية التى شهدها السوق فى بعض الأوقات هى السبب الأساسى للتراجع القياسى للورقة المالية الخاصة بالشركة.
وشهدت أرباح جهينة العام الماضى، قفزة فى أرباحها بنسبة %107 على أساس سنوى، مدعومة بطفرة فى مبيعاتها لتسجل 408.24 مليون جنيه، مقابل أرباح بلغت 197.7 مليون جنيه فى 2017.