يتوقع مسئولى شركات سياحية مقيدة فى البورصة المصرية، ومحللون ماليون أن يُحدث قرار عودة السياحة الروسية لمصر خلال العام الجاري، استفادة كبيرة للقطاع.
يُذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس روسيا فلاديمير بوتين اتفقا منذ أيام على عودة الرحلات الروسية الجوية إلى مصر بشكل كامل، وسيشمل ذلك مطارى الغردقة وشرم الشيخ.
كانت روسيا حظرت السفر إلى منتجعات البحر الأحمر المصرية فى أعقاب حادث تحطم طائرة روسية فى سيناء بعام 2015 كانت تقل أكثر من 224 شخص متوجهة من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبرغ الروسية.
وأشار الخبراء إلى أن كافة الشركات العاملة بالقطاع السياحي تأثرت سلبًا بشكل كبير خلال الفترات الماضية، جراء أزمة الفيروس والتى وصلت خلالها الاشغالات للمعدلات الصفرية بفترات الموجة الأولى.
ولفتوا إلى أن عودة السياحة الروسية للسوق المصرية، بعد توقف أستمر أكثر من 5 أعوام سيؤدى إلى انتعاشة فى القطاع ككل بشكل مباشر للشركات التى تستقبل السياح الروس وبشكل غير مباشر للأخريات من خلال تحسين أسعار الغرف الفندقية.
عمرو عطية: شركتنا مستفيدة من خلال فندقها التابع «دهب ريزورت»
بدايةً قال عمرو عطية رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة «مصر للفنادق»، إن قرار عودة السياح الروس لمصر سيخلق إستفادة كبيرة لكافة شركات السياحة العاملة.
ورجح استفادة «مصر للفنادق» بدعم القرار بشكل كبير، من خلال فندقها التابع «ريزورت دهب» والذى من المخطط أن يتم افتتاحه خلال شهر يونيو المقبل عقب إنهاء عمليات التجديد.
وأشار عطية إلى أن السياحة الروسية كانت تُمثل نسبة جيدة من إجمالى السياحة الخارجية الوافدة لمصر فى فترات ما قبل التوقف خلال أكتوبر لعام 2015.
وبشكل عام قال إن حركة السياحة بدأت فى التحسن على الصعيد المحلى منذ بداية العام الجاري، بدعم هدوء تداعيات الجائحة السلبية ووجود لقاحات مضادة للعدوى وفتح خطوط الطيران بين الدول.
ولفت عمرو عطية أنهُ على الرغم من تلك الحركة إلا أن شركات السياحة لا زالت فى مرحلة تسجيل خسائر وخاصة أنها تعمل بحوالى %50 من طاقاتها وفقًا لقرارات الحكومة المصرية، وذلك على الرغم من ثبات كافة التكاليف التى تتحملها.
وأضاف، أنهُ يجب إجراء مفاوضات دورية مع مسئولى الدول الخارجية لجذب مزيد من الجنسيات الأخرى بشكل أكبر للسوق المصرية، إلى جانب تدشين العديد من الحملات الترويجية.
وقال إن الحكومة بذلت جهدًا كبيرًا خلال الفترات الماضية فى تحسين البنية التحتية والتى تُعد مهمة بالنسبة لحركة السياحة، هذا إلى جانب كافة الجهود بالنسبة للمواقع الأثرية والتجديدات التى شهدتها.
وعلى صعيد «مصر للفنادق»، كشف رئيس مجلس الإدارة أن الشركة تمكنت خلال شهر مارس الماضى من تحقيق مكاسب جيدة، ورجح استمرار ذلك التحسن خلال الفترات المقبلة فى ظل قُرب قدوم الفترة الموسمية لعيد الفطر.
يُذكر أن مصر للفنادق تحولت للخسارة خلال عام 2020، بضغط تأثيرات الجائحة السلبية على القطاع السياحي، وحققت خسائر بقيمة 106 مليون جنيه مقابل ارباحًا بقيمة 117 مليون جنيه.
على نصحي: إحتلت الصدارة خلال العشر سنوات الأخيرة قبل التوقف
من جهته قال على نصحى مدير علاقات المستثمرين بشركة «جولدن كوست للاستثمار السياحي»، إن قرار عودة السياحة الروسية إلى مصر يؤكد إهتمام الرئيس والحكومة بالقطاع وخاصة عقب الأزمات المتلاحقه التى شهدها.
وأوضح أن ذلك القرار له أثر إيجابى على مصر كون السياحة الروسية أحتلت الصدارة خلال العشر سنوات الأخيرة قبل التوقف فى عام 2015، حيث كانت تتصدر السياحة فى مصر وكانت الأعداد تتخطى 3 ملايين سائح روسى لمصر سنويا.
وأشار نصحى إلى أن القرار يؤكد ثقة الجانب الروسى فى مدى استقرار الوضع المحلى وذلك بعد أزمة وقوع طائرة الركاب الروسية عام 2015.
بحوث برايم: عائدات السياحة انخفضت بنحو %68 على أساس سنوى إلى 987 مليون دولار أمريكي فى الربع الثانى
فيما قالت وحدة بحوث شركة «برايم القابضة»، إن السياحة الروسية متوقفة منذ أكثر من 5 أعوام، متوقعة أن تُستأنف الرحلات الجوية الروسية فى مايو فى كلا المطارين.
وأوضحت أن السياحة الروسية كانت قد بلغت ذروتها فى 2014 لتصل إلى 3.1 مليون سائح سنويًا إلى مصر لكنها انخفضت إلى 2.3 مليون سائح فى 2015 بعد تحطم الطائرة.
وقالت فى تقريرها البحثى إن قرار عودة السياحة الروسية لمصر يعد أمراً جيداً لوضع مصر الخارجى وخاصة بعد تضرر السياحة فى أعقاب تفشى جائحة كوفيد- 19.
وأشارت «برايم» إلى أن عائدات السياحة انخفضت بمقدار %68 على أساس سنوى إلى 987 مليون دولار فقط فى الربع الثانى من العام المالى 2020-2021 والأخير من 2020.
وقالت إن استئناف السياحة الروسية سيساعد فى تخفيف التحديات التى واجهها القطاع مؤخراً، متوقعة أن تؤثر تلك الأحداث ايجابيًا على جميع أسهم القطاع السياحى وخاصة الشركات التى تعمل فى سيناء بما فى ذلك الشركة المصرية للمنتجعات السياحية ومصر للفنادق وبيراميزا للفنادق والقرى السياحية ورمكو لإنشاء القرى السياحية.
ساندى إسكاروس : رواج الحركة مرتبط بهدوء تأثيرات «كورونا» السلبية
وفى سياق متصل أشادت ساندى أسكاروس محلل الاقتصاد الكُلى ببنك الاستثمار «فاروس»، بقرار عودة حركة الطيران ما بين مصر وروسيا.
وأوضحت أنهُ على الرغم من ايجابية القرار إلا أن مدى الاستفادة وعدد السُياح الروس القادمين إلى مصر مرتبط بهدوء أزمة كورونا وهدوء أعداد الاصابات سواء على المستوى المحلى أو العالمى.
ولفتت ساندي إلى أن وجود لقاح مضاد لفيروس «كورونا» قد يعمل على بعث رسالة طمأنينة لكافة الدول على مستوى العالم، وبدء فتح أنشطتها وبالتالى استفادة حركة السياحة.
وأشارت إلى أن السياحة الأوروبية عامة تُمثل حجم لابأس بها من حجم السياحة الخارجية لمصر.
وأوضحت محلل الاقتصاد الكُلى بـ«فاروس»، أنهُ وفقًا لبيانات وزارة الصحة المصرية، فقد استقبلت مصر خلال شهرى يناير وفبراير المنقضيين حوالى 500 ألف سائح.
وأضافت أن الأرقام لا تزال متأثرة بضغط أزمة الجائحة، مشيرة ان مصر كانت تستقبل سابقًا حوالى 900 ألف سائح شهريًا، وأحيانًا كانت تصل إلى مليون سائح فى الشهر ببداية فضل الشتاء أى خلال شهرى نوفمبر وديسمبر من كل عام.
فيما توقعت استمرار تحسن الأعداد الوافدة من السياح الخارجيين لمصر تدريجيًا خلال الفترات المقبلة.
محمود جاد : نُرجح تحقيق «اوراسكوم للتنمية مصر» لمكاسب من خلال فنادق طابا
ومن جانبه قال محمود جاد محلل القطاع العقارى بشركة «العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية»، إن شركات السياحة العاملة بالسوق المحلية إما ستستفيد بشكل مباشر من خلال استقبالها للسُياح، أو بشكل غير مباشر بدعم أسعار الغرف الفندقية.
وأوضح أن رواج الحركة السياحية بشكل عام يعمل على تحسين أسعار الغرف الفندقية لكافة الشركات العاملة.
وعلى صعيد شركة «أوراسكوم للتنمية مصر»، قال جاد إنها مستفيدة من خلال فنادقها العامة بمدينة طابا فى سيناء، مع إمكانية استفادة فنادق الجونة بزيادة أسعار الغرف مقارنة بالأسعار الحالية.
يُذكر أن «أوراسكوم للتنمية مصر» تمكنت خلال 2020 من زيادة ايراداتها بنحو %7 بدعم مبيعات القطاع العقاري، فى حين تراجعت ربحيتها خلال العام ذاتهُ وسجلت 532 مليون جنيه مقارنة مع 678.6 مليون جنيه خلال عام 2019.
ميار العشرى : مجموعة «طلعت مصطفى» ستكون ضمن الرابحين
فى حين رأت ميار العشرى المحلل المالى لقطاع العقارات ببنك الاستثمار «فاروس»، أن توقيت اتخاذ القرار مناسب وخاصة فى ظل الظروف التى تشهدها الشركات العاملة.
وقالت إن أى رواج بالحركة السياحية فى مصر، من شأنهُ دعم أداء كافة الشركات العاملة، وعلى صعيد الشركات محل التغطية لدى «فاروس»، رجحت استفادة شركة «طلعت مصطفى» بدعم القرار وما سيكون لهُ من أثر ايجابى على الحركة السياحة ككل على الصعيد المحلي، وايضًا شركة «أوراسكوم للتنمية مصر».
يُذكر أن القطاع السياحى كان من أكثر القطاعات التى تأثرت سلبًا بأزمة «كورونا» الحالية، إذ وصلت اشغالات الفنادق بفترة الفيروس الأولى لمعدلات الصفرية، واستمرت هذه الأوضاع إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قراراها خلال شهر يوليو لعام 2020، بفتح كافة الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي، هذا إلى جانب فتح الباب للسياحة الداخلية ولكن بنسب اشغالات محددة بحوالى %25 ثم تم رفعها عقب ذلك لحوالى %50.