هبط سعر الليرة التركية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء في حدود 0.8% نزولا إلى مستويات 13.533 ليرة دولار، بينما سجلت أعلى سعر عند مستويات 13.44 ليرة دولار.
وكان سعر الليرة التركية قد نجح في تجاوز بيانات الموازنة العامة التي جاءت سلبية أمس الإثنين، حيث سجل أداءً إيجابيًا. لكن يبدو أن القرارات التأديبية من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن قضية رجل الأعمال التركي عثمان كافلي عادت لتثير مخاوف المستثمرين بشأن تجدد الأزمة التي بلغت ذروتها حينما أمر الرئيس أردوغان بطرد السفراء الأوروبيين، حسبما ذكر موقع “إنفيستينج دوت كوم”.
وارتفع سعر الليرة التركية أمس الإثنين في حدود 0.5% رغم ارتفاع عجز الموازنة التركية إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 145.7 مليار ليرة (10.8 مليار دولار)، بنهاية ديسمبر الماضي مقابل تسجيل فائض بقيمة 32 مليار ليرة بنهاية نوفمبر 2021.
وتترقب الليرة التركية قرارا هاما من المركزي التركي الخميس المقبل بشأن أسعار الفائدة تزامنا وارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته خلال 20 عاما عند 36.5%.
قرارات تأديبية
واتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءا تأديببا ضد تركيا، على خلفية رفضها الإفراج عن رجل الأعمال الناشط المدني، عثمان كافالا، في خطوة لم يسبق أن استخدمت إلا مرة واحدة في تاريخ المنظمة ضد أذربيجان. واعتبر المجلس أن “تركيا ترفض الالتزام بحكم المحكمة الأوروبية النهائي بضمان الإفراج الفوري عن كافالا”.
وأكد المجلس حينها أنه “لدى تركيا مهلة أقصاها 19 يناير لتعرض فيه رأيها بشأن ما إذا كانت قد ارتكبت انتهاكًا أم لا”.
وقالت لجنة مجلس الاتحاد الأوروبي أنها ستحيل القضية مجددًا إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في اجتماعها المقبل في 2 فبراير.
ومن المتوقع أن يصبح الإجراء التأديبي الذي أعلنه الاتحاد الاوروبي بحق تركيا ساريا، إذا لم تنفذ القرار الصادر بحق عثمان كافالا من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ورغم أن المحكمة الاوروبية أمرت بالإفراج عن كافلي، إلا أن محكمة إسطنبول قررت تمديد حبس رجل الأعمال التركي وناشط حقوق الإنسان. وقال أوزجور أوزيل، نائب رئيس كتلة حزب “الشعب الجمهوري”، عن عثمان كافالا: “إذا فرض مجلس أوروبا عقوبات، فسيكون ذلك في غاية الخطورة بالنسبة لـ تركيا”.
وأضاف أوزجور أوزيل: “القضاء التركي برأ كافالا من قبل في قضية احتجاجات حديقة جيزي، ولكنه لم يستطع الحصول على حريته”.
وتابع أوزيل “رفعت قضية جديدة ضد كافالا بنفس الأدلة، وقيل في لائحة الاتهام إنه على اتصال مكثف بالضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية هنري باركي، وتم اعتبار ذلك دليلًا ضده، ووُصِف بالجاسوس”.
موقف أردوغان
قال الرئيس، رجب طيب أردوغان، مؤخرا في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة: “إن تركيا التي تعد جزءا من القارة الأوروبية جغرافيا وتاريخيا وإنسانيا، ملتزمة بالطبع بهدف الوصول إلى العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من كل الظلم الذي نتعرض له، إلّا أننا نواصل وضع مسألة الاتحاد الأوروبي على رأس أولوياتنا الاستراتيجية”.
وأضاف أردوغان: “لقد رأيت شخصيًا وشهدت كيف تم وضع العراقيل أمام الخطوات التي اتخذناها في طريقنا إلى العضوية الكاملة وكيف تعرض بلدنا لمعايير مزدوجة في هذا الصدد. مستعدون لفتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، ويجب منع تخريب العلاقات التركية الأوروبية بالاختباء وراء ذريعة التضامن (الأوروبي) داخل الاتحاد.”