Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

قراءة في آخر قصائد عبد الرحمن الأبنودى

 قراءة في آخر قصائد عبد الرحمن الأبنودى

قراءة في آخر قصائد عبد الرحمن الأبنودى
جريدة المال

المال - خاص

4:42 م, السبت, 16 مايو 15

علي راشد:

 

وكأن الموت يناديه ليكتب آخر قصائده ، تحدث الأبنودى عن تشييع جثمانه ووضع في قصيدته التي نشرت الخميس الماضى بصحيفة المصرى اليوم، طريقة دفنه والمكان في قريته العارية من الإعلام ليموت كباقي جيرانه، إلا أن رؤيته لم تكن كما حدث لأن الآلاف شيعوا جثمانه وسافروا حيث مقر دفنه بالإسماعيلية، وسلط الإعلام الضوء بشكل كبير على تلك الجنازة المهيبة، كما يوجه خلال هذه القصيدة رسائل إلى من هاجموه وإلى محبيه الحقيقيين.

 
وتقدم “المال” قراءة لقصيدته الأخيرة التي قدمها الأبنودي وتبدأ القصيدة بحديثه عن عزائه ليقول “ولا اطلع من عمر مكرم.. ولا أتلف بالأعلام.. حاموت في قرية.. عريانة من الإعلام.. مواطن زى جيرانى.. وحامشيها على كتافهم.. فدول أطيب ودول أكرم.. وروح الحب في قلوبهم.. لا مهرجانات ولا أفلام” وفي هذا المقطع يتوجه بالحديث إلى أهل قريته التي يعيش معهم واصفا الطيبة والروح الصافية التي يتسمون بها بعيدا عن بهرجة الإعلام أو المزايدة، في تلميح منه لمن كانوا ضده في اختلافهم بالرأي معهم لدرجة محاربته وسبه على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويستطرد “الخال” في وصف أهل قريته في المقطع الأول من القصيدة وهو أطول مقاطعها راصدا فيه حالة الفقراء والبسطاء بتلك القرية والذين لا يعرفون النفاق ولا البكاء المزيف، فحينما يبكون يكون صدقا وحينما يضحكون يكون خارجا من قلوبهم كما قال :” وضحكتهم شديدة الصدق .. ودمعتهم أصيلة الحزن.. دموع ماتعلمتش تكون كده وكده.. وكدابة … ومش راح يطلعوا في شاشات … حزانى بدمعة كدابة”، هؤلاء الذين تحدث عنهم كثيرا وكثيرا هم من يهمونه بعد موته وهم من أثبتوا بالفعل حبهم له دون ضجيج الشاشات ودون بكاء في الإعلام وفضلوا أن يسيروا وراءه في حزن صادق قارئين على روحه الفاتحة كما قال :” يساهموا في قفلة الفتحة …ويقروا عليا ميت فاتحة … ولما يعودوا يتلموا.. يجيبوا السيرة.. يفتكروا .. حكايات المعيشة معاى .. وم البيت دا وم البيت دا .. صنية شاى.. ودا يحكى ودا يسمع … ومنهم برضه ناس يترحموا .. يقولوا: كان مونسنا.. وكان طيب”.

في مقابل هذه الحالة التي يسرد فيها الصفات الجميلة لأهل قريته لم يستطرد الأبنودي في أحوال غيرهم ممن سيفرحون أو لا يؤثر فيهم موته ليقول :” وعكس اللى انتو راح تقولوه .. وكان دايماً بيتعسنا … لا دول شعرا ولا كتاب .. ولا سديت عليهم باب .. سنين بينهم ما فيش كلمة .. لئيمة تنشر الضلمة.. ولا تشنيع من الشعرا … ولا واحدة بتحسدنى .. لإن أبوها مات قبلى .. ولا شاعر ما هوش شاعر … يا إما تشيله فوق كتفك … يا إما تشيل قاذوراته ليوم حتفك .. أنا لا كتبت سيرتى كدب .. ولا لبستش قميص زايف … ولا في سجنى لقانى الظابط الهايف .. في يوم خايف”.

 

وفي المقطع الثاني من القصيدة يقول إنه اختار لنفسه مقبرة بعيدة عن الزيارات خائفا من أن يحسده أحد حتى في الموت الذي كان يتمناه في عمر قصير حتى لا يزداد الناس في نهشه كما يقول  :” وكان نفسى – كما أصحابى –يقصر ربنا عمرى .. لأن اللى يعيش أكتر .. أكيد أعداؤه بينالوا.. من الجسد الهزيل أكتر … لشاعر وسط ما احتدمت …عمره ما قص مواله”.

 

وفي المقطع الثالث والأخير يودع الأبنودي الحياة واصفها بميدان الموتى معربا عن سعادته بالابتعاد عن هذا العالم ليقول :”وداعا يا ميدان الموتى مش جايلك … ولا حاتلف بالألوان.. كما العادة…. فهمت اللعبة بزيادة … وشيلتى في عزاك بفلوس … هنا مجان.. هنا الناس غير .. نفوس ونفوس … ومش حاظلم جميع الناس … لأنى مازلت لى أحباب .. حيحزنهم … وبالعلم اللى لفوا بيه … كتير أبدان ما تستاهلوش … تغطيهم وتسترهم.. ما يتستروش ..ولا يفضلش م السيرة”.

جريدة المال

المال - خاص

4:42 م, السبت, 16 مايو 15