Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

قبل أن تُغيّب الجامعة العربية للأبد

تعرضت جامعة الدول العربية فى غضون العقد المنصرم- بصفة خاصة - للعديد من الانتقادات، ليس فحسب للتقليل من شأن قدرتها على تفعيل العمل العربى المشترك، إنما إسقاطاً غير مجهولة دوافعه- ربما- على التهافت القومى الهش لدى جُلّ أعضائها.. يراد من خلاله تحميل منظومتها أوجه القصور.. دون حتى الاعتراف بمسئولية أطرا

قبل أن تُغيّب الجامعة العربية للأبد
جريدة المال

المال - خاص

10:02 ص, الأحد, 22 يناير 17

تعرضت جامعة الدول العربية فى غضون العقد المنصرم- بصفة خاصة – للعديد من الانتقادات، ليس فحسب للتقليل من شأن قدرتها على تفعيل العمل العربى المشترك، إنما إسقاطاً غير مجهولة دوافعه- ربما- على التهافت القومى الهش لدى جُلّ أعضائها.. يراد من خلاله تحميل منظومتها أوجه القصور.. دون حتى الاعتراف بمسئولية أطراف الحرب الباردة العربية عن ذلك، خاصة من بعد أن تحولت إلى تصادم عسكرى، بالوكالة أو مباشرة، فى أكثر من موقع فى أنحاء العالم العربى، ما أشاع انطباعات سلبية عنها واسعة الانتشار فى أوساط الرأى العام ولدى المعنيين بشئون المنطقة ومستقبلها على السواء، لم يغب عن القوى الدولية والجارات الإقليميات غير العربيات العمل على توظيفها من أجل الترويج لمشاريع بدائل مقترحة عن المنظومة العربية، ليس من المستبعد أن يترتب عليها حال قيامها.. وضعية عربية قد تكون بحكم موازين القوى القائمة حالياً.. أقرب إلى مرتبة «التابع الذليل»،، وبالرغم من وضوح النوايا المباشرة لهذه المشاريع البديلة- فإنها تلقى بين الحين والآخر من داخل المنظومة العربية- ربما عن غير عمد- من يقوم بالترويج لما يسمى «روابط الجوار» أو ما إلى ذلك من آليات مقترحة قد تمهد للتشويش على فاعلية الجامعة العربية، لولا أن تصدت لها- للمفارقة- أطراف عربية بعينها.. ليس عبر دافع قومى ذاتى بقدر الرغبة فى استمرار انفرادها لنحو نصف قرن- بالإمساك بزمام المنظومة العربية، من بعد أن أهّلها لذلك انشغال مصر بتعقيدات حالة الحرب والسلم منذ 1967، وحماقة العراق فى غزو الكويت 1990، وما ترتب على هذين التطورين الكبيرين فى المسيرة العربية.. من آثار وردود أفعال فتّت من عضد الجامعة العربية- وأمانتها العامة- إلى حد كبير.. وفى قدرتها على الإمساك بمصير المنطقة، ليس أقله تحييد فاعليتها منذ العام 2011 فى كل من غزو قوات «الناتو» ليبيا.. كذا بالنسبة للشأن السورى منذ سنوات بعيدة تسبق أزمتها المأساوية الحالية.. ليحل محلها- طوعاً- منظمة الأمم المتحدة، ناهيك عن تفضيل القمة العربية أغسطس 1990 التدخل الخارجى لتحرير الكويت عن تجريب محاولات عربية لتسوية الأزمة بين عضوين من أعضائها، ذلك ومن دون استثناء استباحة الجيوش والأساطيل الأجنبية لأراضى ومياه وأجواء العالم العربى حالياً.. فضلاً عن جيوش من المرتزقة من مختلف أنحاء العالم، وليس آخراً ما يتصل بمسألة القدس الشرقية التى توشك على الضياع- بمقدساتها- لولا الموقف الحازم حتى الآن من دولة الفاتيكان التى ينبغى تضافر الخطوات العربية معها.

إلى ذلك، تبدو جامعة الدول العربية.. التى سبق أن وصفها سياسى عربى بأنها «جامعة بالاسم وعربية باللفظ» تبدو أشبه ما تكون للقيام بدور «المحلل الشرعي»- لو جاز التعبير- لعدم تكريس حالة الانفصام العربى، ذلك من خلال تمريرها قرارات تحظى بتأييد بعض أعضائها- وفق أهدافهم- دون غيرهم ممن تهمشت أدوارهم لسبب أو آخر.. لكن ليس إلى ما لا نهاية، حال تعافت الدول المؤسسة للنظام العربى 1945، وإلى أن يتم ذلك.. تقع على الأمانة العامة للجامعة العربية- وأمينها العام- مسئولية الحفاظ ولو على الحد الأدنى من فاعليات التضامن العربى، وإبقائها على قيد الحياة.. فى مرحلة تقترب فيها المنطقة من لحظة انعطاف مهمة وتاريخية.. إذ لا بديل لذلك- فى ظل تقاعس جُلّ أعضائها عن تحمل مسئولياتهم.. الأمر الذى سبق لها أن باشرته فى صد الهجمة الصهيونية أو بأقله تحجيم مخاطرها، كما أن من واجبها اليوم- وعلى نفس القياس – الحيلولة دون مساعٍ لخلق بديل تنظيمى إقليمى لها.. يُغَيّب الجامعة العربية إلى الأبد.

جريدة المال

المال - خاص

10:02 ص, الأحد, 22 يناير 17