تغير ترتيب أغنى 10 أثرياء فى العالم وفقا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات «BBI» فى العالم الذى يتتبع ثرواتهم الشخصية يوميا على أساس التغيرات فى أسعار أسهم شركاتهم فى البورصات العالمية وفى النمو الاقتصادى فى دولهم، وعلى التقارير التى تنشرها الوكالات العالمية ومدى تأثير وباء كورونا على هذه الشركات ليصبح مؤشرا ديناميكيا يعدل قيمة الثروة فى كل يوم عمل.
وإذا كان إجمالى صافى ثروات أغنى 10 مليارديرات فى العالم يبلغ 1.27 تريليون دولار فإن صافى ثروات أغنى 500 ملياردير فى العالم بلغت 7.6 تريليون دولار بعد أن أضافوا أكثر من 1.8 تريليون دولار فى عام الوباء بزيادة 31 % فى أكبر مكسب سنوى فى تاريخ مؤشر BBI الذى بدأ عمله منذ عام 2012 وبزيادة 3 تريليونات دولار عن المستوى المنخفض الذى هبطت إليه فى مارس من العام الماضى عندما انهارت البورصات بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا وباء عالمى.
9 أمريكيين وواحد فرنسى
ضمت قائمة أغنى 10 مليارديرات فى العالم على مؤشر بلومبرج 9 أمريكيين بقيادة الملياردير جيف بيزوس صاحب شركة أمازون أكبر شركة مبيعات تجزئة أونلاين فى العالم والذى بلغ صافى ثروته 188 مليار دولار، وبعده فى الترتيب مباشرة إيلون ماسك مالك شركة تيسلا للمركبات الكهربائية والذى زاد صافى ثروته بحوالى 4 مليارات دولار لتصعد إلى 164 مليار دولار، برغم أن أسعار أسهم شركته هبطت يوم الأربعاء الماضى بنحو 12 % ليخسر حوالى 20 مليار دولار، لكنها عاودت الارتفاع لتزداد قيمتها 24 مليار دولار فى ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضى.
وجاء فى المركز الثالث برنار أرنو الملياردير ورجل الأعمال الفرنسى مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة لويس فيتون LVMH المتخصصة ببيع السلع والاكسسوارات الفاخرة التى تضم أكثر من 50 من الماركات والعلامات التجارية العالمية الفاخرة، منها لويس فويتون وكريستيان ديور وفيندى والذى يتصدر قائمة أغنياء أوروبا وتقدر ثروته الصافية بحوالى 161 مليار دولار.
هيمنة أباطرة التكنولوجيا
وظهر فى المركز الرابع الملياردير بيل جيتس الذى أسس شركة مايكروسوفت لتكنولوجيا الكمبيوتر مع صديقه بول آلان عام 1975 وقد صنع ثروته بنفسه، ويملك أكبر نصيب فردى من أسهمها ليصل صافى ثروته حاليا إلى 144 مليار دولار، ثم مارك زوكيربرج صاحب شركة فيسبوك أكبر موقع للتواصل الاجتماعى فى العالم والذى يبلغ صافى ثروته أكثر من 118 مليار دولار.
كما حل الملياردير وارن بوفيت أشهر مستثمر أمريكى فى بورصة نيويورك ورئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواى للاستثمار فى العديد من الأنشطة التجارية فى المركز السادس بعد أن كان رابع أغنى أغنياء العالم لسنة 2020، وأغنى رجل بالعالم فى عام 2008 ليبلغ صافى ثروته حاليا مايقرب من 110 مليارات دولار.
أسس لارى بيج وصديقه سيرجى برين فى عام 1998 شركة جوجل أكبر محرك بحثى فى العالم وأدارها الاثنان سويا، ليصبحا من أغنياء العالم، ويحتلا المركزين السابع والثامن على التوالى بصافى ثروة قيمتها 104 مليارات دولار و101 مليار دولار لكل منهما على الترتيب.
واحتل لارى إليسون المركز التاسع وهو المؤسس والمدير التنفيذى لشركة أوراكل، إحدى الشركات العملاقة فى صناعة البرمجيات التى يملك فيها حصة تقدر بحوالى %22.59 ليصل صافى ثروته إلى 91 مليار دولار، وأخير ستيف بالمر الذى شغل منصب رئيس تنفيذى لشركة مايكروسوفت منذ يناير 2000 حتى فبراير 2014 ويملك ستيف بالمر أكثر من 333 مليون سهم فى هذه الشركة لتبلغ ثروته الصافية أكثر من 89 مليار دولار.
رغم انتعاش الثروات .. تسريح مليونى شخص بسبب «كورونا»
وكانت مجلة فوربس نشرت مؤخرا تقريرا عن تداعيات مرض كوفيد 19 على أثرياء العالم، واكتشفت أن صافى ثروات 650 ملياردير أمريكى قفزت بأكثر من 1.2 تريليون دولار منذ الإعلان عن كورونا كوباء عالمى فى مارس من العام الماضى وحتى نهاية أبريل الماضى ليصل إجماليها إلى مايزيد عن 4.6 تريليونات دولار بزيادة %35 عن صافى ثرواتهم الذى بلغ 3.4 تريليون دولار فى بداية يناير 2020، فى الوقت الذى تسبب فيه الوباء فى تسريح أكثر من مليونى شخص باتوا عاطلين عن العمل فى الولايات المتحدة معظم شهور العام.
أيضا انتعش صافى ثروات المليارديرات الأمريكيين الذين يملكون حصصا بنسب كبيرة فى شركاتهم مع ارتفاع مؤشرات البورصات فى نيويورك برغم الإغلاقات التى دامت أكثر من عام لدرجة أن مؤشر ستاندرد اند بورز 500 S&P قفز بحوالى %29 منذ أول يناير 2020 وحتى الآن، ورغم صدمة الفيروس فى مارس من نفس العام صعد مؤشر داوجونز الصناعى بأكثر من 19 %.
زيادة ثروات %75 من إجمالى أثرياء أمريكا
زادت ثروات %75 من إجمالى أثرياء الولايات المتحدة البالغ عددهم 724 مليارديرا وأصبحوا أكثر ثراء عما كانوا عليه قبل ظهور الوباء، لدرجة أن من بينهم من كسب عشرات المليارات، أو حتى أكثر من 100 مليار لأن ثرواتهم مرتبطة بالشركات التى يملكونها، أو يعملون فيها، ولديهم محافظ استثمارية فيها وفى صناديق تحوط أو استثمارات خاصة وهذه الامتيازات ليست متاحة للأمريكيين العاديين.
كما بلغت المكاسب التى حققها أعلى 20 ملياردير أكثر من نصف الزيادة التى سجلها جميع المليارديرات الأمريكيين بقيادة إيلون ماسك صاحب شركتى تيسلا وسبيس إكس الذى ارتفع صافى ثروته بأكثر من 540 % من 27 مليار دولار فى بداية العام الماضى إلى أكثر من 164 مليار دولار حاليا بفضل ارتفاع أسعار أسهم شركة تيسلا بحوالى 700 % خلال نفس الفترة.
جيف بيزوس أول من يتجاوز200 مليار دولار
يتوقع المحللون فى مجلة فوربس أن يصبح جيف بيزوس أغنى أثرياء العالم أول شخص فى التاريخ يتجاوز صافى ثروته 200 مليار دولار مع نهاية العام الجارى بعد أن زادت ثروته بحوالى 86 مليار دولار مع ارتفاع أسعار أسهم شركة أمازون بأكثر من 87 % خلال ال15 شهرا الماضية، بفضل تدفق معظم الأمريكيين المفروضة عليهم قيود البقاء فى البيوت لمنع انتشار العدوى بالفيروس، وكذلك المستهلكين المحبوسين فى الحجر الصحى سواء فى المراكز الصحية أو فى بيوتهم، على شراء احتياجاتهم أونلاين من شركة أمازون التى انتعشت مبيعاتها طوال عام الوباء وحتى الآن.
كما ارتفع صافى ثروة مارك زوكيربرج 8 مليارات دولار لارتفاع أرباح شركة فيسبوك التى كانت مواقعها الاجتماعية من أفضل الوسائل لاتصال الناس من خلالها أثناء قيود البقاء، والعمل فى البيوت، والإغلاقات التى تعرضت لها المصانع والشركات خلال عام الوباء.
وكسب مؤسسا شركة جوجل لارى بيج وسيرجى برين أكثر من 40 مليار دولار لكل منهما خلال شهور الوباء لينضما إلى 15 مليارديرا فى مجال التكنولوجيا ضمن أكثر 25 مليارديرا حققوا أكبر مكاسب منذ ظهور الفيروس بفضل انتعاش أسعار أسهم شركات التكنولوجيا.
«كوفيد 19» يعجل بظهور 493 مليارديرا
أدى الوباء إلى ظهور 493 مليارديرا جديدا انضموا لقائمة مجلة فوربس هذا العام فى أكبر زيادة سنوية فى التاريخ على مستوى العالم بمعدل ملياردير كل 17 ساعة منذ مارس 2020 وحتى مارس الماضى، منهم 98 مليارديرا جديدا من الولايات المتحدة، ومنهم شخصيات مشهورة مثل الممثلة وسيدة الأعمال «كيم كارداشيان» والمخرج تيلور بيرى، و تيم كوك الرئيس التنفيذى لشركة أبل لتكنولوجيا الكمبيوتر والموبايل.
وهناك أصحاب شركات فى القطاع الطبى حققوا ثروات من مكافحة كوفيد 19 مثل أوجاست تروندل رئيس شركة ميدبيس الذى ساعد شركات الأدوية على إجراء تجارب إيكلينيكية بالأدوية التى تستهدف مكافحة الفيروس وعلاج هذا المرض، وتيموثى سبرينجر ونوبار افيان وروبرت لانجر الذين ساعدوا شركة موديرنا على تطوير لقاحات الوقاية من كورونا.
انتعاش قطاع «الفيديو كونفيرانس»
من القطاعات الأخرى التى انتعشت أنشطتها بسبب قيود كورونا قطاع «الفيديو كونفيرانس» أو المؤتمرات عن بعد بسبب توقف الناس عن الذهاب للعمل ومنها شركة زوم فيديو كوميونيكيشنز التى يملكها المهاجر الصينى إيريك يوان الذى اشتهر خلال العام الماضى ودخل قائمة أغنى 500 ملياردير فى العالم.
وانضم جون فولى المدير التنفيذى لشركة بيلوتون انتراكتيف للتدريبات الرياضية التفاعلية إلى قائمة المليارديرات فى عام الوباء مع تدفق المستهلكين على شراء برامجه الإلكترونية المتخصصة فى التمارين الرياضية التفاعلية على الانترنت للتدريب فى بيوتهم بعد إغلاق النوادى والمراكز الرياضية والجمنازيوم.
أيضا اتجه الأمريكيون إلى شراء السيارات الخاصة وابتعدوا عن المواصلات العامة والسيارات بالمشاركة للحد من العدوى لتنتعش مبيعات السيارات المستعملة الأرخص من الجديدة ليصبح الأب وابنه اللذان يملكان موقع كارفانا دوت كوم لبيع السيارات المستعملة أونلاين من أغنى العائلات على كوكب الأرض، كما أصبح التوأم وينكيلفوس من المليارديرات بفضل العملات الديجيتال التى بلغ حجم التعاملات فيها حوالى تريليون دولار.
ارتفاع ثروات أغنياء الصين
انتعشت البورصات العالمية وصفقات الاكتتابات العامة ولاسيما فى الصين التى استطاعت احتواء فيروس كورونا منذ أبريل من العام الماضى لتتقوق على جميع دول العالم بفضل إجراءاتها الاحترازية وجهودها القوية فى منع تفشى الوباء، وبالتالى ساهمت فى زيادة ثروات أغنياء الصين الذين أضافوا لصافى ثرواتهم 569 مليار دولار أكثر من أى دولة أخرى فى العالم باستثناء الولايات المتحدة.
وتصدر قائمة أثرياء الصين زونج شانشان الملقب «بالذئب الوحيد» لعدم اختلاطه بمجتمع رجال الأعمال، وعدم ظهوره فى الميديا ووسائل الإعلام والذى يملك مجموعة شركات للمياه المعدنية، ورغم ذلك استطاع زيادة صافى ثروته العام الماضى بحوالى 70.9 مليار دولار لبيعه أسهم شركتين فى طرح عام ليصبح أغنى رجل فى قارة آسيا ليتفوق على «جاك ما» مالك مجموعة على بابا عملاق التجارة الإلكترونية الذى هبط صافى ثروته العام الماضى بسبب إلغاء حكومة بكين للاكتتاب العام الذى كان يعتزمه بعد أن انتقد الهيئات الرقابية الصينية ليخسر معه العديد من أباطرة التكنولوجيا فى الصين.
لقاح «بايونتيك»يضع عالم ألمانى فى قائمة المليارديرات
وتمكن العالم الألمانى أوجور شاهين الذى ينحدر من والدين مهاجرين من تركيا من تطوير لقاح فى شركة بايونتيك بالتعاون مع زوجته أوزليم توريشى التى ترأس الفريق الطبى فيها ليصبح أول لقاح توافق عليه الهيئات الصحية الأمريكية لترتفع قيمة الحصة التى يملكها شاهين فى الشركة ويتحول إلى ملياردير ليزداد صافى ثروته إلى 3.6 مليار دولار .
وقال المحللون فى مجلة فوربس فى نسختها الـ 35 للقائمة السنوية لأغنى أثرياء العالم إن عام الوباء شهد ارتفاعا فى إجمالى عدد المليارديرات على مستوى العالم ليصل هذا العام إلى 2755 شخصا مسجلاً أعلى مستوى فى تاريخها وبزيادة أكثر من 660 ملياردير مع ارتفاع ثرواتهم من 8 تريليونات دولار فى قائمة 2020 إلى ما يزيد عن 13 تريليون دولار فى قائمة العام الجارى.
كما تصدرت الولايات المتحدة دول العالم التى بها أكبر عدد من المليارديرات حيث ارتفع هذا العام إلى 724 شخصا، وبعدها الصين التى تضم 698 مليارديرا، ثم الهند 140 مليارديرا، وتأتى ألمانيا التى بها 136 مليارديرا فى المركز الرابع، وأخيرا روسيا التى يوجد بها 117 مليارديرا.
وقفز عدد مليارديرات العالم وثرواتهم خلال العشرين سنة الماضية من 565 شخصا وأكثر من 881 مليار دولار فى عام 2001 إلى 1209 مليارديرات، ومايزيد عن 2.9 تريليون دولار فى عام 2011 وحتى حوالى 2100 ملياردير بثروات تتجاوز 9.2 تريليون دولار فى بداية العام الجارى.