تأهيل الجندى المقاتل بالمنشآت التعليمية واستخدام أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى
تمتلك القوات البحرية المصرية سجلا حافلاً بالتضحيات والبطولات ، وتحرص على استمرار التطوير والتحديث لآلياتها بما يواكب متغيرات العصر، ويضمن لها استمرارية التفوق.
حاورت «المال» قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد ، بمناسبة العيد 52 للقوات البحرية المصرية ، والذى تم خلاله تحقيق نصر مبين ومعجزة عسكرية جاءت بعد نكسة 1967.
وإلى نص الحوار:
تطوير امكانيات القوات البحرية لتصبح ضمن الأكبر بالبحر المتوسط
المال: فى البداية نود التعرف على سبب اختيار يوم 21 أكتوبر عيداً للقوات البحرية؟
قائد القوات البحرية: 21 أكتوبر عام 1967 يعد يوماً للعزة والكرامة واستعادة الثقة، ليس للقوات البحرية فقط، ولكن للقوات المسلحة ككل، وكسر غرور العدو حيث قامت فيه القوات البحرية بأول عمل عسكرى مصرى بعد نكسة 1967، وتم تنفيذ هجمة بعدد (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بورسعيد البحرية على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت، وهى المدمرة (إيلات) التى اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى، ونجحت فى إغراقها ولأول مرة فى تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات كبيرة الحجم، ما أدى إلى تغيير فى الفكر الإستراتيجى العالمى.
المال: بالحديث عن الوضع الراهن نرى حرص مصر على تطوير قدراتها العسكرية، فهل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح، وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر؟
قائد القوات الجوية: فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط، وكثرة الصراعات وتأثر الأمن القومى المصرى والعربى بتلك الأوضاع الأمنية، سعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية، وكان آخرها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال)، والفرقاطات الحديثة طراز (فريم وجوويند ، ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا)، والغواصات طراز 209/1400، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط ذات ذراع طويل قادرةً على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج، وتمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية.
التصنيع المشترك ساهم فى رفع القدرات القتالية والقدرة على العمل فى المياه العميقة
المال: قامت القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع مثل الفرقاطة الفاتح والمعز من طراز (جوويند)، التى تم بناءها فى شركة ترسانة الإسكندرية واللنشات (28 متراً) التى تم بناءها فى ترسانة القوات البحرية، كيف ترى مستقبل هذه الصناعات ومدى إضافتها؟
قائد القوات البحرية: التصنيع المشترك ساهم بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية، ما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية، ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح، حيث تتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل لمرحلة التصنيع بأيدى مصرية بنسبة %100.
منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى ولدينا 3 قلاع صناعية
المال: يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنيات القادرة على الابتكار، وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى، كيف يترجم هذا داخل قواتنا البحرية ؟
قائد القوات البحرية: تصلنا رسائل من كبرى بحريات دول العالم تنم عن الإشادة بالتطور الهائل والمتنامى للقوات البحرية، والعمل الجاد والدؤوب والدعم اللامتناهى من القيادة السياسية والعسكرية بالدولة، بالتركيز على أهم مكونات القوة البحرية، وهى أولاً العنصر البشرى الذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية، بدءً من الجندى المقاتل وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات، على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى، وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات مع بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقدة بالخارج، أو المشاركة فى التدريبات المشتركة، وثانيا منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى، حيث تمتلك القوات البحرية ثلاثة قلاع صناعية، هى: ترسانة القوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى، وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقد بدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسى ، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
المال: تم تسليح قواتنا البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية، هل لذلك ارتباط بينها وبين تطوير البنية التحتية والإنشائية التى تشهدها القوات البحرية حاليًا، وماهو الغرض من إنشاء قواعد جديدة ؟
قائد القوات البحرية: إتساقاً مع القيام بزيادة القدرات فى مجال الوحدات البحرية عن طريق تدبير وحدات جديدة، تصنيع مشترك، زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح، ويتم على التوازى إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر عدد من القطع، وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية توفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى (المتوسط / الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن.
الارتقاء بالفرد المقاتل وتأهيله فنياً ولغوياً وتدريبياً
المال: فى ظل التقدم المستمر فى تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة، كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى قواتنا البحرية، وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات ؟
قائد القوات البحرية: سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا – تخصصيًا – لغويًا – تدريبيًا) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لآداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسى على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة، وطبقًا لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظرى والعملى من خلال المدارس المتخصصة فى العلوم البحرية لتأهيلهم فى المناهج التخصصية المتطورة، والتى تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية إحتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور فى منظومة التسليح البحرى العالمى من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال.
إيفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم
أما بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم فى الكلية البحرية ومعهد الدراسات العليا البحرية، كما يتم ايفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم.
وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهى عند هذا الحد، وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملى داخل التشكيلات والوحدات البحرية ونقل خبرات القادة السابقين، بما يمكنهم من استلام الراية، وتولى دفة القيادة فى القوات البحرية مستقبلاً.
التنسيق مع جميع الأفرع الرئيسية لتنفيذ هدف القيادة العامة من العملية الشاملة بسيناء
المال: مع استمرار العملية الشاملة بسيناء والذى كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية، ما هو الدور الذى تقوم به قواتنا البحرية فى هذه العملية؟
قائد القوات البحرية: البحرية فرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية، وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الإستراتيجية / التعبوية / التكتيكية على جميع الإتجاهات والمحاور المختلفة، كما تقوم بآداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصرالإرهابية من جهة البحر، وكذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى، وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة، ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل، وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء.
وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة، بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
التعاون الكامل مع الجهات المعنية بالدولة لتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية
المال: لقواتنا البحرية دوراً مهماً فى حماية الأمن القومى المصرى، ما هو الدور الذى تقوم فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية وإحباط العديد من عمليات التهريب؟
قائد القوات البحرية: تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصرى، وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، فقد قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة، وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد هجرة غير شرعية إلى أوروبا، واعتباراً من سبتمبر 2019 لم تنجح أى عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا طبقا لتقارير الاتحاد الأوروبى.
إحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات مطلع 2019
وفى مجال مكافحة التهريب (مخدرات – سلاح – بضائع غير خالصة الجمارك)، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها قامت الوحدات البحرية فى قاعدة برنيس البحرية بإحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات مطلع 2019 بكمية 2 طن من الهيروين، 99 كجم من مادة الأيس، وهذه تعتبر إشارات على عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب.
تأمين أكثر من 45 مليون طن بترول خام.. وحراسة ما يتجاوز 450 سفينة
المال: قامت قواتنا البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومى المصرى والعربى، ويظهر ذلك من خلال عملية (إعادة الأمل)، حدثنا عن الدور الذى تشارك به قواتنا البحرية فى تلك العملية؟
قائد القوات البحرية: لدينا حالياً (4) وحدات تقوم بتأمين حركة الملاحة البحرية فى جنوب البحر الأحمر وباب المندب، باعتباره المدخل الجنوبى لقناة السويس، ويقوم رجال القوات البحرية بتأدية واجباتهم بكل بسالة فى ظروف صعبة للغاية فى ظل تهديدات وتحديات عديدة، وقد قامت تلك الوحدات بتأمين أكثر من 45 مليون طن من البترول الخام، وحراسة أكثر من 450 سفينة، واعتراض أكثر من ألفى سفينة، وتجاوزت ساعات الإبحار لتلك الوحدات 70 ألف ساعة خلال الأربع سنوات الماضية.
المال: شاركت قواتنا البحرية فى العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة فى المنطقة، ما هى أوجه الاستفادة من تلك التدريبات لكلا الجانبين؟
قائد القوات الجوية: الجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيد وتعميق أواصر التعاون مع كافة الدول الصديقة والشقيقة ودول الجوار، والمتزامنة مع التطور غير المسبوق (كماً ونوعاً) فى القوات البحرية، وتحولها من بحرية ساحلية إلى أحد كبريات البحرية الزرقاء بالإقليم، أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، وهو الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين لمواكبة التطور فى التكتيكات البحرية الحديثة بمختلف اتجاهاتها (شرقية / غربية) وتكنولوجيا التسليح البحرى، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير على الأمن القومى المصرى، وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسه وبقواته البحرية، لما تتميز به من ميزات تنافس كبرى بحريات العالم، وكذا تبادل الخبرات فى التدريب على عمليات الأمن البحرى، وكيفية الحد من الأنشطة غير المشروعة بالبحر ترتيباً على الإنجازات غير المسبوقة فى القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، والإشادة الدولية بذات الشأن، مع الاحتفاظ بعلاقات متميزة مع كافة الأطراف الدولية، كم أن تعايش أطقم القوات البحرية لمختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلك التدريبات، بما يمثل تقوية علاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلاً، وبما يدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسى والعسكرى على الساحة الدولية.
تعاون وثيق بين البحرية المصرية وقوات دول القارة الإفريقية
المال: فى ظل رئاسة جمهورية مصر العربية للاتحاد الإفريقى، هل هناك أوجه تعاون بين القوات البحرية المصرية وبين بحريات الدول الإفريقية الشقيقة سواء فى مجال التدريب أو فى مجــال التسليح ؟
قائد القوات الجوية: يوجد تعاون وثيق بين القوات البحرية المصرية وبحريات دول القارة الإفريقية، باعتبار التعاون العسكرى البحرى أحد أهم أوجه التقارب المنشود مع دول القارة، وبما يتماشى مع الدور التاريخى للدولة المصرية فى ريادة القارة الإفريقية، كونها منارة التقدم الحضارى بإفريقيا على مر العصور، والذى تم تتويجه بالتوجيه الرئاسى بتسخير كافة إمكانات الدولة لدعم جهود التنمية فى مختلف المجالات بدول القارة الإفريقية، فيما يخص القوات البحرية تدعم القوات البحرية تعزيز أواصر التعاون العسكرى البحرى المشترك، ودعم بناء القدرات البحرية لدى البحريات الإفريقية، من خلال تأهيل وتدريب أطقم بحريات الدول الإفريقية (ضباط / طلبة / ضباط صف) بتقديم منح دراسية بالمعاهد العسكرية، ويتم ذلك باستخدام أحدث المناهج التعليمية المطورة، وبمعرفة معلمين / مدربين أكفاء ومؤهلين على أعلى مستوى، وبما يضاهى المتبع بأرقى المعاهد
البحرية العالمية، كما يتم دعوة ضباط من بحريات الدول الإفريقية سنوياً للمشاركة (بصفة مراقب) فى التدريبات المشتركة التى تجرى بجمهورية مصر العربية.
كما نقدم الدعم الفنى اللازم للوحدات البحرية من خلال ترسانات إصلاح السفن للقوات البحرية، والترسانات التابعة لجهاز الصناعات البحرية.
وكذا يتم تبادل تنفيذ زيارات الوفود العسكرية البحرية بغرض تبادل المعلومات والخبرات فى مكافحة ( الإرهاب / القرصنة / التهريب/ الهجرة غير الشرعية / التلوث)، والتى يتم من خلالها تحديد مطالب الدول الإفريقية فيما يتعلق ببناء القدرات من خلال ايفاد خبراء متخصصين إلى تلك الدول.
المال: يقام سنويًا عدداً من المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية والتى يتم من خلالها استضافة العديد من قادة البحريات العظمى، ومن ضمنها القوات البحرية المصرية، كيف تحقق البحرية المصرية أقصى استفادة من خلال مشاركتها فى مثل هذه المؤتمرات؟
قائد القوات البحرية: نظراً لثقل مصر السياسى والعسكرى وتصدرها المشهد السياسى بالمنطقة الناتج عن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية، وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية، ما ترتب عليه اهتمام الدول الكبرى بدعوة مصر للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى التى تعنى بصناع القرار (قادة القوات البحرية للدول العظمى – رؤوساء المنظمات البحرية الدولية – رؤوساء ومدير ى الإتحادات والشركات الدولية العاملة فى مجال النقل البحرى) ببحريات الدول الفاعلة بالساحة الدولية وبصفتها كأحد القوى المؤثرة فى المنطقة.
وتأتى مشاركة القوات البحرية فى تلك المحافل الدولية الكبر ى فى سياق متصل مع جهود الدولة فى إبراز الدور المصرى فى الحفاظ على الأمن البحرى فى المنطقة، ومجهودات الحد من ومكافحة الهجرة غير الشرعية والذى أدى بدورة إلى عدم وجود أى محاولة هجرة غير شرعية ناجحة من سواحلنا اعتباراً من سبتمبر 2016، إلى إشادة الاتحاد الأوربى لمجهودتنا ما انعكس بدورة على حجم التعاون الدولى مع الاتحاد الأوروبى، وكما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى، وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون، كما تعتبر أيضاً فرصة للإطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليه تلك الدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب.
وتعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية، بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك (إقليمياً ودولياً)، ما يفسح المجال للقرار المصرى بأن يمثل ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.
المال: ما هى التهديدات والتحديات التى تواجهها القوات البحرية فى ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ؟
قائد القوات البحرية: هناك العديد من التهديدات والتحديات التى تستهدف بالدرجة الأولى مصرنا الحبيبة، فى ظل تنامى قوى الشر بالمنطقة والتى تتمثل فى الهجمات الشرسة غير المسبوقة على الجبهتين الداخلية والخارجية، وما تتعرض له مصر من إرهاب فى سيناء وأعمال تهريب المخدرات والسلاح والبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية، ومحاولات الهجرة غير الشرعية، ودخول العناصر المتطرفة إلى البلاد، بالإضافة إلى ما يتم استخدامه من تكنولوجيا متطورة فى مجالات عدة أهمها مجال الاتصالات، وكذا ما يتطلبة الموقف الحالى بالمنطقة من حماية لثروات شعبنا ومصالحه الاقتصادية، ومواجهة مطامع دول أخرى بالمنطقة.
كل هذه التهديدات وغيرها فرضت على قواتنا البحرية تحديات عظيمة أهمها على الإطلاق مواكبة التطوير المستمر والنوعى فى التسليح، بما يضمن لنا القدرة على تنفيذ العديد من المهام فى عدة اتجاهات فى نفس التوقيت، وعلى سبيل المثال وليس الحصر مهام تأمين حقول الغاز بما تشمله من بعد مسافاتها عن الساحل المصرى، والتى تصل إلى 100 ميل بحرى، وهو ما يتطلب توفير وحدات بحرية قوية بمواصفات خاصة، وكذا حماية سواحلنا ضد أعمال التهريب بأنواعه فى البحر المتوسط والبحر الأحمر وتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، وهو ما يتطلب معه الحفاظ على الحالة الفنية للمعدات والأسلحة، والتطوير المستمر والتدريب الجيد للأطقم على جميع هذه المهام، حتى تتمكن قواتنا البحرية من تحقيق أهدافها فى حماية وطننا العزيز، ومقدرات شعبه الأبى.
السيرة الذاتية للفريق أحمد خالد حسن سعيد
قائد القوات البحرية المصرية من مواليد 1 يناير 1958، تخرج فى الكلية الحربية عام 1978، وترقى إلى رتبته الحالية فى 27 إبريل 2017.
ويمتلك الفريق أحمد خالد حسن سعيد، عدداً من المؤهلات العسكرية، فهو حاصل على بكالوريوس الدراسات البحرية، الفرقة الراقية تنفيذيين، ودرجة الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
تقلد العديد من المناصب القيادية الرئيسية، وهى قائد قاعدة مطروح البحرية، وقائد قاعدة البحر الأحمر البحرية، وقائد قاعدة إسكندرية البحرية، ومساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس أركان القوات البحرية.
وحصل الفريق أحمد خالد حسن سعيد، على العديد من الميداليات والأوسمة، وهى نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثالثة «4 مرات»، ونوط الخدمة الممتازة، ونوط التدريب، وميدالية الخدمة الطويلة، وميدالية القوات البحرية، وميدالية 25 أبريل، وميدالية اليوبيل الفضى لنصر أكتوبر، وميدالية تحرير سيناء، وميدالية اليوبيل الذهبى لثورة 23 يوليو، وميدالية اليوبيل الفضى لتحرير سيناء، وميدالية ثورة 25 يناير، وميدالية ثورة 30 يونيو.