في زمن «الكورونا».. اقتصاديون يراهنون على عملات وأسهم الأسواق الناشئة (جراف)

شراء هذه الأصول الآن سيجلب مكاسب للمستثمرين لاحقا

في زمن «الكورونا».. اقتصاديون يراهنون على عملات وأسهم الأسواق الناشئة (جراف)
أيمن عزام

أيمن عزام

1:33 م, السبت, 11 أبريل 20

يرى اقتصاديون أن عملات الأسواق الناشئة تشكل حاليا أفضل فرصة للشراء خلال أكثر من عقدين، وأن أسهم الأسواق الناشئة ستكون لها جاذبية على الأمد الطويل خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد عالميا. 

وقال تشارلي ربرتسون الخبير الاقتصادي لدى بنك رينسانس كابتل أنه يفضل عملة جنوب افريقيا الراند والبيزو المكسيكي والريال البرازيلي، حسب تقرير لوكالة بلومبرج. 

ولحقت بالعملات الثلاثة أكبر الأضرار خلال العام الجاري، وتستند توقعات ربرتسون إلى أن هذه العملات بلغت مستويات رخيصة تاريخيا.

دعم من جهات الإقراض

وتستند كذلك إلى ظهور تقديرات بتلقيها الدعم من جهات الإقراض متعددة الأطراف وتوقعات بضعف الدولار الأمريكي. 

وأضاف ربرتسون أن أسعار البترول ربما تتعافى لتصل إلى 45 أو 50 دولار للبرميل على المدى المتوسط ما ينعش الأصول المقومة بعملات  مثل الروبل الروسي. 

وأضاف: “الوقت الراهن هو الأفضل لشراء عملات الأسواق الناشئة خلال ما يزيد على خمسين عاما، هذه أرخص فرصة منذ كراهية المستثمرين للأسواق الناشئة بعد الأزمة الآسيوية وأزمة تعثر روسيا في سداد ديونها”. 

نال ربرتسون الإشادة لثبوت ربحية رهانه على السندات الرومانية في أواخر التسعينات من القرن الماضي بجانب رهانه على الراند الجنوب أفريقي في عام 2016. 

تحذيرات من البعض

ومقابل هذا، يحذر البعض من كبار مدراء الأموال في العالم من شراء أصول الأسواق الناشئة. 

وبلغ مؤشر مورجان ستانلي لعملات الدول النامية الشهر الماضي أقل مستوياته خلال ثلاث سنوات.

وتسجل حاليا عملات الأسواق الناشئة التي اختارها ربرتسون أضعف مستوياتها على الإطلاق. 

ويرى ربرتسون أن الاتجاه لبيع عملات الأسواق الناشئة سينتهي ليحل محله موجة شرائية عندما يتدخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الكثير من البلدان النامية.

ويقترن هذا باتجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض قيمة الدولار. 

مراهنات على أسهم الأسواق الناشئة

أما أسهم الأسواق الناشئة فيراهن عليها شركة ريرستش افلييت التي تقدم خدمات استشارية لمدراء أموال مثل شركة بيمكو لإدارة الاستثمارات. 

وقالت شركة نيوبورت بيتش التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها أن أسهم البلدان النامية ستحقق متوسط عائد يصل إلى 11% سنويا خلال العقد القادم ما يعني تفوقها على أية فئة أصول أخرى.

وذلك صعودا من توقعات صدرت في مارس الماضي بتحقيقها عائد لا يتجاوز 9%. 

وكانت شركة ريسرتش افليت قد توقعت في فبراير 2016 أن تصبح الأسواق الناشئة هي ” تجارة العقد” ما يعني أنها ستحقق أكبر العوائد للمستثمرين.

صعود بنسبة 75%

وثبتت صحة توقعات الشركة بعد صعود أسهم الأسواق الناشئة بنسبة 75% خلال العامين الماضيين.

وهوت هذه الأسهم منذ ذلك الحين جراء اندلاع الحرب التجارية الأمريكية الصينية.

وكذلك في الوقت الراهن مع ظهور جائحة فيروس كورونا حاليا ونشوب حرب أسعار البترول ما قلص شهية المخاطرة لدى المستثمرين. 

وهبط مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 23% العام الجاري.

وذلك بسبب الجولات البيعية التي شهدتها أسهم العديد من الأسواق الناشئة بداية من البرازيل حتى الهند وبولندا. 

ويوضح الجراف التالي أداء مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بالدولار الأمريكي:

وقال جيم ماسترتسو رئيس قسم مخصصات الأصول لدى شركة ريسرتش افليت:” ستخسر الكثير من الشركات وستتقلص التوزيعات النقدية وسيتم تخفيض التصنيف الائتماني للكثير من السندات.

وربما يتعثر المقترضين الاجانب في سداد ديونهم المقومة بالدولار.” 

فرص أفضل للناجين

لكنه أضاف أن الشركات التي ستنجو من الأزمة الحالية ” ستواجه منافسة أقل وسيصبح الطريق معبدا أمامها للإنطلاق بعد انتهاء الأزمة.” 

وبرغم النظرة التفاؤلية طويلة الأجل يرى ماسترتسو أن العديد من المخاطر المحتملة ستظهر خلال الأشهر القادمة.

و إقبال المستثمرين مثلا على شراء السندات عالية العائد ربما لا يكون أمرأ مأمون الجانب بسبب تزايد احتمالية تعثر بعض الشركات مثل شركات الطاقة. 

محاذير من الشراء بأموال المحفزات المالية

وحذر ماسترتسو من إقبال الأمريكيين على شراء سلع متشابهة بأموال المحفزات النقدية التي قدمتها الحكومة الأمريكية.

وذلك لأن هذا المسلك ربما يؤدي إلى صعود الطلب والتسبب بالتالي في صعود الأسعار. 

وتتزايد كذلك مخاطر تعثر بعض الشركات غير الأمريكية التي أصدرت ديونا مقومة بالدولار جراء عجزها على سداد المدفوعات.