أكد وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي أن كل أجهزة الدولة في مصر تعمل على متابعة ملف سد النهضة الإثيوبي ، مؤكدا ان مصر لن تقبل بأي اتفاق يبخس حقوق شعبها في مياه النيل.
وقال عبد العاطي في مقابلة مسجلة مع الإعلامي رامي رضوان على قناة دي إم سي ، أن لجوء مصر لعرض ملف سد النهضة على مجلس الأمن جاء بعد 10 سنوات من المفاوضات غير المجدية ، وليس الهدف منه صنع مشكلات وإنما إشراك المنظمة الدولية في تلك القضية الهامة التي تعني بأمن واستقرار المنطقة ، وللضغط على الأطراف جميعا لمواصلة المفاوضات دون اللجوء لأي إجراءات أحادية.
وردا على موقف مصر في حال استمرار فشل مفاوصات سد النهضة قال عبد العاطي : “فيه دولة ودولة عفية وكل أجهزة الدولة شغالة ..لازم نبقى قلقانين لكن قلق صحي وليس قلق مرضي .. القلق الصحي إن الدولة تبقى عارفة بتعمل ايه ولن نقبل باتفاق يبخس حقوقنا أو يؤثر على حياة المصريين”.
أشار الوزير إلى أن مصر أعدت مجموعة من الأطروحات المرنة لعرضها خلال الاجتماع المقبل من مفاوضات سد النهضة، ستحقق مصالح جميع الأطراف.
وعن قلق عموم المصريين من عدم وجود أي تطور في مفاوضات سد النهضة قال عبد العاطي : الدولة حريصة على ألا تتأثر حياة الناس .. من الناحية الثانية القلق الصحي ده يجب أن يترجم بأفعال على الارض واجب على كل مواطن انه يعمله.. عندنا زيادة سكانية ومتطلبات إضافية للمواه لازم ندبرها.
وردا على ادعاءات الجانب الاثيوبي عن أن مصر تتعنت في المفاوضات وتريد احتكار مياه النيل لصالحها ، أكد عبد العاطي أن مصر وافقت على مشروعات عديدة أقامتها أثيوبيا على النيل الأزرق من قبل.
وأشار إلى أن اثيوبيا حجزت كميات ضخمة من المياه في سدود وبحيرات أخرى نفذها ولم تتهمها مصر بالخصم من إيرادها من النيل.
وقال وزير الري : إثيوبيا عملت سد خزنت فيه 10 مليار متر وبحيرة خزنت 50 مليار أخرى .. كل ده من إيراد النيل
وردا حول تأثر مصر من بدء ملء سد النهضة، قال: “بنتمنى من ربنا إن لما يملوا السد يبقى الفيضان عالي مش هتحصل مشكلة كبيرة فالمشكلة في مراحل الجفاف وأي كمية مياه هيملاها هتنقص من عندي، ده بيمثلي جفاف صناعي.. المشكلة لو اقترن الجفاف الطبيعي مع فترة ملء خزان السد”.
وفي 30 يونيو الماضي، أعلن وزير سامح شكري أن مصر تقدمت بشأن حث أطراف سد النهضة على عدم اتخاذ إجراءات أحادية، عقب انعقاد جلسة أممية في هذا الصدد.
وفي 19 يونيو الجاري، تقدمت مصر بطلب لمجلس الأمن لمناقشة سد النهضة، بسبب تعنت إثيوبيا.
وفي 25 يونيو الجاري، نشرت سكاي نيوز عربية نص الخطاب الذي أرسلته وزيرة الخارجية السودانية، أسماء عبد الله، إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة المتعثرة.
والجمعة الماضية شارك ، عبر الفيديو كونفرانس، في قمة إفريقية مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الإفريقي لمناقشة قضية سد النهضة ، برئاسة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد، وبمشاركة السودان وإثيوبيا.
وعقب الاجتماع ، قال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إنه تم على تشكيل لجنة فنية حكومية من الدول الثلاث (فنيين وحقوقيين)، ومن الأطراف الدولية التي شاركت في المفاوضات تكون مهمتها جمع الأطراف في عملية تفاوض مركزة جدًا خلال الأسبوعين.
وأكد أن من ضمن مهمتها الانتهاء من الموضوعات العالقة، وأهمها أن يكون هناك التزام قانوني لأي اتفاق يتم الوصول إليه، وكذلك الاتفاق على عدم ملء السد قبل الوصول إلى هذا الاتفاق
وفي مارس الماضي، أعلن وزير الخارجية الإثيوبي غيتداحشو اندراجو، أن بلاده ستبدأ في سد النهضة اعتبارا من يوليو (الحالي)، بحسب ما نقلته قناة العربية السعودية.
وقال في مؤتمر صحفي، آنذاك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: “الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه”