كشف استطلاع شركة فيناسترا أن البنوك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ترى في شراكات التقنية المالية عاملًا مهمًا للنمو والابتكار؛ حيث يطمح المستطلعون إلى التواصل مع اثنين، في المتوسط، من مزودي حلول خلال فترة 12-18 شهرًا المقبلة.
وترغب النسبة الأكبر من المستطلعين بالدخول إلى منصة حلول التقنية المالية المتكاملة (63%)، فيما يفضل7% فقط بناء القدرات داخل شركاتهم.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة “إيست أند بارتنرز (East & Partners أن الدوافع الأساسية للمستطلعين وراء دمج حلول التقنية المالية تتمثل في تقليل التكاليف التشغيلية (53%)، والاستفادة من الخبرة التقنية الأوسع نطاقًا من تلك التي لديهم (51%)، والتوافق بشكل أقرب مع احتياجات الامتثال دائمة التغير (46%).
وعندما يتعلق الأمر بالتقدم المحرز في اتجاهات التحول الرقمي نجد أن البنوك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا متأخرة عن اللحاق بالركب. فقد أفاد 29%، في المتوسط، من المستطلعين بأنهم قاموا بتحويل عملياتهم إلى التقنية الرقمية، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 47%.
وبالمثل، يرى 12% فقط من الذين شملهم الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أنهم متقدمون في رحلة تحولهم الرقمي، وتفيد النسبة الأكبر (62%) بأنهم متأخرون عن نظرائهم.
العوائق والتحديات
وتشير أربعة من بين كل خمسة بنوك إلى أن الاختلافات الإقليمية في المتطلبات القانونية والامتثال تشكل أكبر عائق أمام تبني وتطبيق التقنية الجديدة، وتفيد ثلاثة من بين كل أربعة بنوك تقريبًا بأن هذا يُحدث تباطؤًا في عملية التبني بأكملها.
ويدل هذا بحسب استطلاع شركة فيناسترا على أن البنوك ستعطي الأولوية للتواصل مع شركات التقنية المالية التي لديها خبرة عميقة في الممارسات المصرفية والتنظيمية المحلية.
وأجري الاستطلاع العالمي بمشاركة 783 شخصًا تمت مقابلتهم في 260 بنكًا في المملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا المحيط الهادئ والأمريكتين، إضافة إلى 393 مقابلة أجريت مع بنوك الأسواق المحلية والمؤسسات المالية في أمريكا الشمالية.
وتستكشف النتائج الاتجاهات الحالية في السوق للاستثمار والتكامل مع التقنية المالية، وكذلك الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG).
أبرز النتائج
وتشمل أبرز النتائج شركة فيناسترا ما يلي:
تستخدم البنوك التقنيات المالية لتحسين تجربة العملاء، عند البحث عن شريك جديد في مجال التقنية المالية لتحسين العروض والمزايا التي تقدمها إلى عملائها، تمنح البنوك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الأولوية للتكامل الحقيقي مع المنصات متعددة المنتجات (57%)، والبوابات الإلكترونية/ القنوات المصرفية (56%)، والبيانات الفورية، على سبيل المثال.
وتمكين العملاء من الاطلاع على رصيدهم وإجراء عمليات الدفع والتسويات في الوقت الفعلي (43%).
لاتزال التغييرات التنظيمية المرتبطة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) تشكل أولوية؛ إذ إن تقليص انبعاثات الكربون الناتجة عنها، يمثل الهدف الأساسي للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لنسبة 51% من بنوك الشرق الأوسط وأفريقيا، يليها مواءمة مجلس الإدارة أو الإدارة أو الحوكمة مع مبادرات الاستدامة (49%). وهذه النتائج مماثلة للمتوسط العالمي.
الإقبال على الإقراض الأخضر يستمر في كسب مزيد من الزخم؛ إذ أن هناك ما يقرب من ثلثي (63%) بنوك منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تخطط لزيادة انفتاحها على الإقراض الأخضر بأكثر من 12% في المتوسط خلال الفترة من 12 – 18 شهرًا القادمة أو ما بعدها.
تحديات البنوك
وتتمثل العوائق الرئيسية التي تواجهها البنوك فيما يتعلق بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في: الافتقار إلى منتجات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية التي تقدمها شركات التقنية المالية، بحيث تتمكن البنوك من تقديمها إلى الشركات (53%) ، مراقبة وتتبع أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (18%).
قالت إيزابيل فرنانديز، نائب رئيس تنفيذي لأعمال الإقراض في فيناسترا، “في ظل بيئة تشهد حالة من عدم اليقين والتضخم المرتفع وتقلب أسعار الفائدة ومخاطر الركود، تتعرض البنوك لقدر أكبر من الضغط الذي يدفعها إلى خفض التكاليف التشغيلية مع الاستمرار في تحسين طريقة تقديم الخدمات إلى عملائها”.
وأضافت “يُظهر الاستطلاع الذي أجريناه اعتراف البنوك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأنها غير قادرة على خوض هذه التجربة بمفردها. وبأنها، بدلًا من ذلك، تختار التعاون مع شركات التقنية المالية وتفضل الارتباط بإحدى المنصات التي توفر حلول التقنية المالية المتكاملة، لمساعدتها على سرعة التكيف وتقليل التكاليف”.
وتابعت: “يُظهر الاستطلاع أيضًا أن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تواصل التوسع في عمليات البنك الداخلية وعروضه الخارجية. نحن في فيناسترا، نتبنّى مبدأ التمويل المفتوح. كما أننا، من خلال منصتنا المفتوحة للتعاون والابتكار – FusionFabric.cloud – أو إيماننا الراسخ بالتقنية والعقلية والثقافة المفتوحة، نساعد البنوك على طرح عروض ومزايا خدمية قادرة على إثبات حضورها والتكيف مع المطلبات دائمة التغير وتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات التي تعمل فيها.”
من جهته، قال مارتن سميث، الرئيس العالمي لتحليل الأسواق في شركة “إيست أند بارتنرز” ( East & Partners)، “لقد كان للتطورات الحاسمة وغير المسبوقة التي شهدناها في السنوات الأخيرة، ولايزال لها، تأثير كبير على كيفية تطور الخدمات المالية. وهذا بدوره، يدفع المؤسسات على إعادة النظر في كيفية إدارتها للمخاطر وزيادة قدرتها على التكيف مع المتغيرات المستجدة وتسريع وتيرة الابتكار لمواكبة المتطلبات الجديدة.
لقد أبرمنا شراكة مع شركة فيناسترا لاكتساب فهم أفضل واستعراض كيفية تمكن البنوك من التأقلم مع هذه البيئة بشكل أفضل”.
وأضاف: “نعتقد بأنه على الرغم من التحديات التي تواجه البنوك العالمية، فإن تركيز القطاع على التعاون ودفع عجلة مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية نحو الأمام، والتي تم إبرازها؛ من خلال هذا الاستطلاع، سيعود بالنفع الكبير على المؤسسات المالية وعملائها، اليوم وفي المستقبل”.