محمد رجب
يستعد موقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيسبوك Facebook» لإطلاق خدمة جديدة خلال الفترة المقبلة، تسمح للمستخدمين بتحويل الأموال واستقبالها بشكل سريع عبر تطبيق المحادثات «الماسنجر Messenger»، دون وجود أى تكاليف يتم تحميلها على المستخدمين لها.
ومن المفترض أن تبدأ تنفيذ الخدمة الجديدة بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، لكن لم يتم الإعلان حتى الفترة الحالية عن إتاحتها للمستخدمين فى مناطق ودول أخرى، ومن المحتمل أن تكون فى مراحل لاحقة.
ومع تعدد المزايا التى تتيحها الخدمة، مقارنة بمثيلاتها التقليدية والإلكترونية مثل تحويلات الأموال عبر الهاتف المحمول، من المتوقع أن تجذب عددًا واسعًا من الأفراد والمستخدمين لها، حيث تتميز خدمة التحويلات عبر الفيسبوك بالسرعة فى عملية التحويل وعدم وجود أى تكاليف مرتبطة بها، بالإضافة إلى بساطة التطبيق وسهولة الاستخدام وقدرتها على توفير الوقت.
ويستطيع المستخدمون البدء فى إرسال واستقبال الأموال والمدفوعات، عبر ربط بطاقات الخصم الخاصة بهم، بحسابهم الشخصى على الموقع الأزرق “فيسبوك”، حيث يقوم المستخدم بالضغط على علامة الدولار الأمريكى بلوحة المفاتيح Keyboard ليتم فتح شاشة الدفع فى تطبيق المحادثة الخاص بالموقع الأزرق، ويتم إدخال قيمة الأموال المراد تحويلها، ثم الضغط على كلمة إدخال Enter.
وصرّح ستيف ديفيس Steve Davis، مدير المنتجات فى “فيسبوك”، فى وقت سابق، أنه بمجرد إرسال الأموال عبر تطبيق المحادثات، يقوم الموقع بالتحفظ عليها لثوان معدودة؛ للتأكد من وجود حساب بنكى للمستخدم الآخر مربوط بحسابه على الموقع، وفى حال عدم تفعيل مستقبِل الأموال خدمة الدفع عبر «فيسبوك»، يقوم الموقع بالتحفظ على الأموال والمدفوعات، لحين قيام المستخدم بربط خيار الدفع بحسابه.
ويؤمِّن الموقع الأزرق “فيسبوك” بيانات المستخدمين فى عمليات التحويل المالى، من خلال الرقم السرى، أو من خلال استخدام بصمة اليد للمستخدِم، وهو ما يعطى الأمان للعملاء وعدم تعرضهم لعمليات السرقة الإلكترونية.
ورغم الإقبال المتوقَّع على استخدام تلك الخدمة الجديدة فإن هناك تساؤلات تطرح نفسها تتعلق بالتأثير المحتمل على الوسائل الأخرى التى تمكِّن العملاء من القيام بعملية التحويلات والمدفوعات، بالإضافة إلى كيفية الرقابة عليها، والتأكد من عدم وجود عمليات مشبوهة تتم من خلالها، فى حال لجوء “فيسبوك” لتفعيلها بشكل دولى، وعبر مناطق متعددة، دون الاقتصار على الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال عماد عدلى، رئيس قطاع القنوات البديلة والصيرفة الرقمية ببنك كريدى أجريكول، إن الخدمة تعتبر جيدة، ومن المتوقع لها تحقيق الانتشار والنمو، وتشجيع عمليات إصدار البطاقات البلاستيكية بالبنوك، فى حال إتاحتها بشكل دولى وعدم الاقتصار على السوق الأمريكى فقط.
وأضاف عماد أنه رغم أن التنافسية فى مجال المدفوعات والتحويلات الإلكترونية أصبحت مرتفعة، فإنه ليس هناك أى تخوفات من تأثير الخدمة الجديدة، فى حال دخولها مصر على تحويلات الأموال عبر الهاتف المحمول، خاصة أن السوق ما زالت فى بدايتها ولم تصل إلى مرحلة التشبع.
وتابع: كما أن الأفراد داخل مصر يفضلون التعامل مع الخدمات المصدرة من جانب البنوك بشكل أكبر، حيث توفر لهم أمانًا أكبر، على عكس المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعى، مستدلا بعدد العملاء المستخدمين لخدمة تحويل الأموال عبر المحمول، التى تقدمها إحدى شركات المحمول، مقارنة بنفس الخدمة التى توفرها بعض البنوك.
وتوقع أن تجذب الخدمة الجديدة عبر “فيسبوك” شريحة الشباب، خاصة أن تلك الفئة تفضل التعامل مع الوسائل والمنتجات الإلكترونية، وتبتعد عن مثيلاتها التقليدية.
من جانبه قال تامر يوسف، رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك الأجنبية، إن خدمة تحويلات الأموال التى أعلن عنها «فيسبوك»، من المتوقع أن تجذب شريحة واسعة من الأفراد، خاصة إذا تم تطبيقها بشكل دولى، دون الاقتصار على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توفر مزايا جيدة تشمل سهولة استخدامها، وعدم وجود أى تكاليف مرتبطة بها.
وأضاف أن تطبيق تلك الخدمة بشكل دولى ودخولها مصر، من المتوقع أن تؤثر على القطاع المصرفى ككل، ولن تقتصر فقط على خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، خاصة إذا كانت الحدود التمويلية المسموح بتحويلها عبر الخدمة الجديدة كبيرة، والتى لم يتم الإعلان عنها حتى الفترة الراهنة.
وتابع: فى حال ارتفاع الحدود التمويلية والمبالغ التى يمكن للعميل تحويلها عبر تطبيق المحادثة الخاص بالفيسبوك، فإن التأثير سيمتد إلى خدمات التحويل المالية التقليدية (السويفت)، ومن ثم ستكون لديها القدرة على جذب شريحة أوسع من الأفراد، مثل التجار والعاملين فى الخارج، سواء فى الدول الخليجية أو الأوروبية.
وأوضح يوسف أنه لا توجد أى تخوفات فى حال دخول الخدمة للسوق المصرية، من حيث عمليات غسيل الأموال، وأن البنوك لديها إدارات رقابية والتزام «Compliance» التى تقوم بالفحص والتأكد من أى تحويلات مالية ومقارنتها مع المعلومات المتاحة عن العميل، وفى حال وجود شبهات أو أسباب غير مقنعة بشأن المبالغ المحوّلة، يتم رد الأموال مرة أخرى، مع إرسال معلومات عن العملية للبنك المركزى.
وأكد يوسف أن الخدمة الجديدة من جانب “فيسبوك” تعطى إشارة واضحة أن المستقبل من نصيب الصيرفة الرقمية والخدمات البنكية المعتمدة على التكنولوجيا، على حساب مثيلاتها بالبنوك التقليدية، خاصة أنها تتمشى مع الفئات ذات الأعمار الصغيرة.