فيروس «كورونا» يزيد أوجاع شركات الحلول الطبية

القطاع الصحى فى مصر تأثر بالسلب جراء تداعيات أزمة «كورونا»

فيروس «كورونا» يزيد أوجاع شركات الحلول الطبية
أحمد عوض

أحمد عوض

11:04 ص, الأثنين, 6 يوليو 20

ضربت جائحة «كورونا» خطط ومستهدفات شركات حلول الرعاية الطبية عرض الحائط لاسيما مع انخفاض معدل اقبال المستهلكين على العيادات ومراكز الأشعة ومعامل التحاليل خلال الشهور الثلاث الماضية بنسب تراوحت بين 50 و%70.

وأكد عدد من خبراء ومسؤولى شركات حلول الرعاية الطبية أن العاملين فى المجال الطبى تأثروا من التداعيات السلبية التى نتجت عن وباء «كوفيد – 19» التى تمثلت فى توقف أنشطة القطاع بنسبة تجاوزت %50، ما دفع الشركات لإعادة النظر فى خططها التوسعية وعدم الدخول فى مشروعات جديدة مع زيادة درجة المخاطرة.

كما طالبوا «وزارة الاتصالات» بتقديم مزيد من الدعم للشركات العاملة فى مجال حلول الرعاية الصحية من خلال طرح مشروعات عملاقة تتعلق بتطوير وتحديث منظومة الخدمات الصحية بالبلاد مع رغبتها فى البقاء والمنافسة.

الصماد: 150 ألف شهريا متوسط عدد الروشتات مقارنة مع 500 ألف قبل الأزمة

وقال الدكتور حسام الصماد، رئيس مجلس إدارة شركة «كمبيو ميديكال» للحلول الطبية ، إن القطاع الصحى فى مصر تأثر بالسلب جراء تداعيات أزمة «كورونا» من خلال تأجيل الخطط التوسعية والتنموية التى كانت تجريها الشركات العاملة بالمجال بسبب صعوبة تدبير السيولة المالية التى نتجت عن توقف أنشطة القطاع خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين.

وأضاف الصماد أنه على الرغم من توسع شركات الرعاية الطبية فى مجال عزل مصابين «كورونا» إلا أن أداء القطاع شهد تراجعًا على خلفية توقف الأنشطة الصحية الأخرى.  

وأشار إلى انخفاض متوسط عدد الروشتات الطبية اليومية إلى 150 ألف حالة شهريا على مستوى العيادات الصحية والصيدليات مقارنة بـ 500 ألف على حد تقديره قبل بدء انتشار الوباء  

وألمح إلى اتجاه عدد من أصحاب الصيدليات الطبية وشركات الأدوية والمستشفيات لاغلاق بعض فروعها مؤقتًا وخفض تكلفة التشغيل، قائلاً «القطاع الصحى تأثر من كورونا بانخفاض حجم النشاط بنسب تصل إلى %50».

ولفت إلى أن كافة الاجتماعات واللقاءات التى أجريت بين ممثلى غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات بالاتحاد العام للصناعات ومسؤولى الجهات الحكومية – لم تسفر عن أى نتائج ايجابية – خاصة فى مشروع الدعم المقدم للكيانات العاملة فى القطاع الصحى التى تضررت من الوباء.

تابع: «الشركات كانت تطمح فى الحصول على تسهيلات مالية أو قروض بنكية بما يمكنها من توفيق أوضاعها والقدرة على تنفيذ خططها التنموية»، مضيفًا أن المقترحات المطروحة على طاولة المباحثات تضمنت ضرورة إعادة النظر فى مشروعات التميز التى تتعلق بأعمال تطوير وتحديث منظومة عمل الجهات الحكومية خاصة مع وجود ما يقرب من 200 إلى 300 شركة عاملة فى مجال حلول الرعاية الصحية كانت ستساهم فى زيادة حجم الاستثمارات وتحسن بيئة العمل داخل القطاع.

 ولفت إلى أن المبادرة الوحيدة التى استفادت منها بعض شركات حلول الرعاية الصحية جاءت فى مـد تحصيل الضرائب على كافة القطاعات ومنها «الرعاية الصحية» لمدة تصل إلى 3 أشهر فقط.

 وتوقع الصماد تحسن نشاط شركات حلول الرعاية الصحية بنهاية العام الحالى، خاصة مع تقلص انتشار الجائحة التى أثرت بالسلب على تراجع حجم أنشطة الشركات ورؤوس الأموال الخاصة بها خلال الفترة الماضية.

وأكد عصام الكلزة عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات بالاتحاد العام للصناعات والعضو المنتد لشركة «أفق المتحدة»، أن جائحة «كورونا» كانت لها بعض التداعيات الإيجابية على بعض القطاعات ومنها شركات تصنيع الأدوية من خلال رفع طاقتها الانتاجية للقدرة على سد متطلبات السوق المحلية وسط زيادة معدل الطلب على منتجاتها.

وأوضح الكلزة أن الوباء دفع معظم شركات برامج الرعاية الصحية إلى تغيير خططها التوسعية وعدم تطوير حلول جديدة نتيجة تراجع معدل إقبال المستهلكين على العيادات والمراكز الطبية بنسب كبيرة خوفًا من الإصابة بالوباء.

وذكر أن «أفق المتحدة» اهتمت بتقديم خدمات الحلول التكنولوجية للقطاعات التى شهدت نموًا فى حجم أعمالها ومنها «الأدوية، والزراعة، والأغذية» خلال الفترة الماضية.

 وتابع أن كافة التوقعات تشير إلى زيادة حجم نشاط قطاع تكنولوجيا المعلومات خاصة بعد التطورات التى شهدتها السوق المحلية جراء انتشار الوباء، وحرص الشركات على استمرار تقديم خدماتها للعملاء بصورة منتظمة، قائلًا “الكيانات التى تمتلك حلول تكنولوجية تعتبر الأقل تأثرًا من فيروس «كوفيد – 19».

 وشدد الكلزة على أهمية تقديم الدعم لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر إدارجها ضمن منظومة مشروعات التحول الرقمى والشمول المالى بما يتوافق مع متطلبات السوق.

مصطفى: %70 تراجعا فى الطلب على المراكز ومعامل التحاليل

 ورأى عبد الله مصطفى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «الشروق سكان» للاشعة والمعامل الطبية، أن أزمة «كورونا» ألقت بظلالها الوخيمة على الشركات والمراكز العاملة فى القطاع الطبى من خلال انخفاض الطلب على المراكز الطبية بما يصل إلى %70 خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين.

وقال مصطفى إن شركته قامت بتكثيف حملاتها الدعائية والتسويقية فى ضوء مواجهة أزمة انخفاض الإقبال على المراكز الطبية، مع تكثيف إجراءات الوقائية والتعقيم بشكل منتظم.

وطالب بتقديم مزيدًا من الدعم المقدم للقطاعات الطبية التى تضررت من جائحة «كورونا» على أن يتم مد تأجيل سداد القروض البنكية لمدة تصل إلى شهرين إضافيين حرصا على تخفيف العبء المالى عنها والقدرة على تدبير موارد مالية تمكنها من تنفيذ خططها التنموية.

كان البنك المركزى أعلن فى وقت سابق عن إطلاق مبادرة تسمح بتأجيل الشركات والإفراد أقساط القروض البنكية بمختلف أنواعها لمدة تصل إلى 6 أشهر.

وأشار إلى قرار الشركة إعادة النظر فى خططها مجددا وتأجيل افتتاح فروع أخرى فى القاهرة نتيجة انتشار الوباء.

إيهاب: الوباء وراء خفض معدل النمو المستهدف إلى %20

وأكد الدكتور أحمد ايهاب، المدير التنفيذى لشركة «دلنى للتكنولوجيا والهندسة الطبية»، أن تداعيات «كورونا» أثرت بالسلب على كافة أنشطة القطاع الصحى الأمر الذى انعكس بدوره على خطط ومستهدفات الشركة وتسبب فى خفض معدل النمو المستهدف بحجم أعمالها من %40 إلى %20. 

ولفت إلى أن شركته قررت إعادة النظر فى خططها التوسعية التى أصبحت تعتمد على تنفيذ المشروعات ذات العائد الاستثمارى المرتفع بالتوازى مع تأجيل بعض الأعمال التى لا تؤثر على سير عمليات التطوير وتقديم الخدمة للعملاء.