تتوقع «فيتش سوليوشنز» التابعة لمؤسسة فيتش للتصنيف الائتمانى، أن ينمو عدد السائحين الوافدين إلى مصر فى عام 2024، مرتفعا عن مستويات 2023 والذى شهد تعافيًا كاملاً فى حجم الحركة السياحية القادمة.
وأضافت «فيتش» فى أحدث تقرير صدر عنها للربع الرابع من عام 2024، والذى يتضمن توقعاتها لمستقبل السياحة المصرية لمدة 5 أعوام مقبلة حتى 2028، وحصلت «المال» على نسخة منه، أن عدد السياح الوافدين لمصر سيظل صامداً فى 2024، إلا أن التوترات الجيوسياسية الإقليمية الناجمة عن الحرب فى غزة تُشكل خطرًا سلبيًا على التوقعات الإيجابية للمؤسسة.
وأشارت إلى أن دول أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية من الأسواق الرئيسية التى تعزز نمو السائحين الوافدين إلى مصر على الأجل المتوسط حتى عام 2028.
أعداد السائحين
وتتوقع مؤسسة «فيتش» أن ينمو عدد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة %6.5 على أساس سنوى فى عام 2024 ليصل إلى 15.9 مليون سائح، مقابل 14.9 مليون وافد فى 2023.
وأشارت المؤسسة إلى أنه من المتوقع أن ينمو عدد السياح القادمين لمصر بنسبة %4.8 على أساس سنوى فى عام 2025، ليحقق نحو 16.6 مليون سائح.
وأضافت «فيتش» أنه سوف تستمر أعداد الوافدين لمصر فى الزيادة على المدى المتوسط بمعدل نمو سنوى نسبته %4.7، ليصل عدد السائحين إلى 18.8 مليون سائح فى عام 2028.
ونوه تقرير «فيتش» بأن هناك عدة مخاطر سلبية أساسية تهدد توقعات المؤسسة، منها التضخم والارتفاع الكبير فى أسعار المواد الغذائية والطاقة عالميًا، إضافة إلى استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، والحرب فى غزة.
وتابعت أن تلك العوامل ستؤدى إلى انخفاض دخل الأسر وقدراتها على الإنفاق خاصة بين ذوى الدخل المنخفض والمتوسط المستهلكين فى الأسواق الأوروبية والذين يختارون مصر لقضاء عطلات بأسعار معقولة.
ولفت التقرير إلى أن مصر تحتفظ بشعبيتها كوجهة مشمسة خاصة خلال فصل الشتاء، وهو ما يجذب السائحين إليها لاسيما من الأسواق الأوروبية.
وذكر التقرير أن استمرار الصراع الروسى – الأوكرانى سيؤثر سلبًا على حجم التدفق السياحى من هذه الأسواق خاصة وأن روسيا تواجه عقوبات دولية بينما تعانى الأخرى من أحداث الحرب وهو ما يؤثر فى اقتصاد تلك الدول وقدرة مواطنيها على السفر.
وأكدت «فيتش» أنه بالرغم من ذلك فإن السائحين الروس الذين يفكرون فى السفر للخارج ستكون مصر الخيار الأول، ليس فقط لأنها المفضلة لهم منذ فترة طويلة ولكن نظرا لأن عدد الأسواق السياحية المتاحة للروس قد تقلص بسبب العقوبات.
العائدات السياحية
ورفعت «فيتش» من سقف توقعاتها لإيرادات السياحة المصرية فى عام 2024، والتى سوف تشهد نموًا قويا بنسبة %9.2 على أساس سنوى لتحقق نحو 15.8 مليار دولار، مقابل 14.4 مليارا فى العام الماضى تماشيا مع الزيادة فى أعداد السائحين.
وأضافت أنه ستصل الإيرادات إلى 19.1 مليار دولار فى عام 2028 وهى نهاية فترة التوقعات، وهو ما يمثل متوسط معدل نمو سنوى قدره %5.4.
وتابع التقرير أن عائدات السياحة المصرية ستصل إلى 16.8 مليار دولار فى عام 2025، فيما ستحقق نحو 17.7 مليار فى 2026، ورجح وصولها إلى 18.5 مليار بنهاية 2027.
وذكر التقرير أن عائدات السياحة الدولية فى مصر تأثرت سلبًا خلال جائحة فيروس كورونا وقيود السفر المفروضة حينها، مما أدى إلى تراجعها لتسجل 4.9 مليار دولار فى عام 2020 مقارنة مع 14.3 مليار فى 2019.
وأوضحت «فيتش» أن تحسن الإنفاق الاستهلاكى فى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيؤدى إلى نمو الإيرادات لكل زائر.
وأشار التقرير إلى أن العديد من السياح الزائرين لمصر هم من المسافرين الأثرياء نسبيا وذوى قدرة شرائية مرتفعة، خاصة من المملكة المتحدة، وألمانيا، ومجلس التعاون الخليجى.
المساهمة الاقتصادية
ولفت التقرير إلى أن القيمة المضافة الإجمالية لمصر من قطاع الضيافة ستنمو بنسبة %41 على أساس سنوى (بالعملة المحلية)، لتصل إلى 357.9 مليار جنيه فى عام 2024 مقابل 253.9 مليارا فى العام الماضى.
وأوضح أن مصر تمتلك محفظة عقارية فاخرة على طول البحر الأحمر، كما تستمر كيانات فندقية دولية كبرى فى تعزيز تواجدها فى القطاع خاصة مع الدعم الحكومى القوى، متوقعا أن تظل مستويات الإنفاق على المطاعم والإقامة فى الفنادق فى اتجاه تصاعدى حتى عام 2028.
الليالى السياحية
وتوقعت «فيتش»، أن يصل إجمالى عدد الليالى السياحية فى مصر إلى 156.6 مليون فى 2024، مقارنة مع 142.4 مليون فى العام الماضى، ومن المقرر أن يستمر الارتفاع ليصل إلى 182.6 مليون ليلة فى عام 2028.
وأضافت أن إجمالى عدد الليالى السياحية انخفض بشكل حاد خلال عام 2020 بسبب وباء كورونا وحظر السفر لتصل إلى 43 مليون ليلة مقابل 135.4 مليون فى 2019.
وذكر التقرير أن متوسط مدة الإقامة المتوقعة تصل إلى 13.4 ليلة على أن يرتفع إلى 15.3 فى 2028، وهو ما يعكس شعبية مصر لعروض العطلات لمدة 7 و 10 و14 ليلة وهو ما يفضله السائحون من الأسواق الأوروبية.
الطاقة الفندقية
وتوقع تقرير «فيتش» أن يرتفع عدد الفنادق فى مصر إلى 1510 فنادق خلال العام الحالى، مقابل 1410 فى 2023، وهو ما يعكس استمرار ثقة المستثمرين فى القطاع السياحى، وقدرته على الاستمرار فى التعافى، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية فندقية متطورة تلبى الاحتياجات.
فيما يتوقع التقرير أن يصل عدد الفنادق إلى 1800 بحلول نهاية فترة التوقعات فى عام 2028، مشيرا إلى حرص الحكومة ممثلة فى وزارة السياحة على تحسين مناخ الاستثمار فى مصر وزيادة أعداد الغرف الفندقية بها.
يذكر أن أحمد كجوك وشريف فتحى وزيرا المالية والسياحة والآثار، أعلنا فى بيان مشترك، منذ عدة أيام، عن إطلاق مبادرة دعم القطاع السياحى التى تتضمن إتاحة 50 مليار جنيه تسهيلات تمويلية للشركات السياحية، وتيسيرات فى سداد الأقساط؛ بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية، مع إعطاء الأولوية لمحافظات الأقصر، وأسوان، والقاهرة الكبرى، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء.
وصرح وزير المالية، بأن الخزانة العامة للدولة تساهم فى تمويل دعم القطاع السياحى لإنشاء الغرف الفندقية، على أن يتم الاستفادة من سعر العائد المدعم من الخزانة لمدة 5 سنوات من تاريخ السحب الأول لقيمة التسهيلات التمويلية، لافتًا إلى أنه يجب على الشركات العاملة فى القطاع السياحى والراغبة فى الاستفادة من هذه المبادرة، بيع %40 من إيراداتها بالعملة الأجنبية للبنوك الممولة.
وسوف تتحمل الشركات المستفيدة من هذه المبادرة سعر عائد منخفض ومتناقص يبلغ %12 على ألا تتجاوز مدة السحب 16 شهرًا فى موعد أقصاه نهاية يونيو 2026، كما سيتم منحهم مهلة 6 أشهر بعد انتهاء مدة السحب، للحصول على رخصة التشغيل النهائية أو المؤقتة.
الجنسيات
وتتوقع «فيتش» أن يتصدر الأوروبيون قائمة الوفود السياحية القادمة إلى مصر بأعداد تصل إلى 9.2 مليون سائح أوروبى فى عام 2024، وهو أعلى من أعدادهم قبل جائحة كورونا والبالغة نحو 8.6 مليون وافد فى عام 2019 (ما قبل كوفيد- 19).
وترى «فيتش» أن أوروبا ستظل مصدرًا مهمًّا للسياحة المصرية على الأجلين القصير والمتوسط، خاصة فى ظل استهداف الحكومة لتنوع الأسواق الأوروبية المصدرة للحركة، فبجانب تصدر أسواق أوروبا الغربية والتى تضم المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، يتم استهداف الأسواق النامية فى وسط وشرق أوروبا وتضم روسيا وأوكرانيا وبولندا والتشيك.
ونوهت بأن روسيا تعتبر تاريخيا واحدة من أكبر الأسواق المصدرة للحركة السياحية إلى مصر، ومع ذلك فإن العقوبات الدولية جراء الحرب على أوكرانيا أثرت بشكل سلبى على الاقتصاد الروسى مما يؤثر سلبًا على المستهلكين هناك وقدرتهم على السفر على الأجل القصير ورغم ذلك فمصر بالنسبة لهم مقصد جاذب سعريًا وهو ما يضمن بقائها كإحدى الوجهات الرئيسية للسائحين الروس.
وتابعت أن السياحة الوافدة من منطقة الشرق الأوسط تأتى فى المركز الثانى بين الأسواق الأكثر قدومًا إلى مصر بعد أوروبا، متوقعة أن تصل أعداد السائحين الوافدين منها إلى 3.6 مليون سائح خلال عام 2024، مقابل 3.3 مليون فى فترة ما قبل كوفيد-19 خلال عام 2019.
فيما سيصل عدد الوافدين من أمريكا الشمالية إلى مصر لنحو 624.750 سائح خلال عام 2024، مقابل 591.080 وافدا فى العام الماضى.
وذكر التقرير أن سوق السياحة فى مصر راسخة وتعتبر وجهة شعبية للمسافرين من أوروبا خاصة خلال فترة الإجازات، مشيرا إلى أن المقصد المصرى يمتلك تنوعا فريدا ومقومات سياحية هائلة سواء كانت شاطئية أو ثقافية، بالإضافة إلى تواجد 7 مواقع مصرية أثرية مسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمى.
نقاط القوة والضعف
واعتمدت «فيتش» فى تقريرها الحديث على منهج تحليل «swot» والذى يركز على 4 عناصر أساسية، وهى: نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات.
وأشارت إلى أن هناك 5 عناصر تندرج تحت نقاط القوة فى قطاع السياحة المصرى، وتتضمن التنوع فى الأسواق السياحية المصدرة للحركة لمصر من دول أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، والتى تعد ميزة تنافسية، إضافة إلى توافر العديد من الأنماط المختلفة بالمقصد المصرى منها السياحة الشاطئية، الثقافية، والحياة البرية وغيرها.
وأضافت أن نقاط القوة تتضمن أيضًا استمرار الدعم الحكومى القوى للقطاع، إلى جانب وجود بنية تحتية سياحية متطورة خاصة الفنادق، فضلًا عن التزام سلاسل الفنادق العالمية بالتوسع طويل الأجل فى السوق المصرية ومنها مجموعة هيلتون العالمية، و”ستاروود”.
وعن نقاط الضعف، يرى التقرير أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها تأثير سلبى على حركة السياحة الوافدة من الأسواق الرئيسية المصدرة فى أوروبا، إضافة إلى سلوكيات القيادة المحلية التى ربما تكون غير مناسبة للسائحين الوافدين، وتؤدى إلى تقييد رغبتهم فى استكشاف ما هو خارج المنتجعات المصرية.
وعلى صعيد الفرص، قالت «فيتش» إن انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار يدعم زيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر فى ظل الطلب المتزايد على السفر، إضافة إلى أن الاستثمار القوى فى مناطق الجذب السياحى بالأقصر سيدعم نمط السياحة الثقافية والأثرية على المدى المتوسط.
وتتوقع المؤسسة أن تستمر الحكومة فى تنفيذ الإجراءات التى تسهم فى دعم تعافى سوق السياحة على المدى القصير إلى المتوسط، إلى جانب أن هناك إمكانية لديها لتطوير السياحة العلاجية والمؤتمرات.
ولفتت إلى أن خطط طرح الفنادق يمكن أن يوفر فرصا كبيرة للشركات الأجنبية الكبرى المتخصصة فى إدارة الفنادق للدخول فى شراكة مع الكيانات المحلية، خاصة فى ظل النمو بمشروعات بناء الفنادق إذ إن هناك أكثر من 60 مشروعًا قيد الإنشاء حاليًا.
ويرى التقرير أن الصراع الروسى الأوكرانى قد يستمر لفترة طويلة من الوقت ويؤثر على أعداد الوافدين من أوروبا، ضمن نقاط التهديدات المؤثرة على القطاع.
وأضاف أن التهديدات تشمل أيضًا التضخم والارتفاع فى أسعار الغذاء العالمية وتكاليف الطاقة والتى ستؤثر على المستهلكين من ذوى الدخل المنخفض والمتوسط فى الأسواق الرئيسية بأوروبا.
إستراتيجيات التسويق
وتناول التقرير إستراتيجيات التسويق لدى مصر والتى ركزت جهودها على الدول الأوروبية، كما نجحت أيضًا فى تنويع الأسواق السياحية لتشمل دول مجلس التعاون الخليجى وشمال أفريقيا.
وأضاف أن وزارة السياحة تتمتع بتاريخ طويل من النجاح فى الحملات التسويقية لجذب السائحين إليها، لافتا إلى الحملة الترويجية التى أطلقتها هيئة تنشيط السياحة بعنوان «اتبع الشمس» فى عدة دول منها ألمانيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا والولايات المتحدة، ثم أطلقت حملة «أجازتك عندنا» واستهدفت السعودية، والإمارات، والكويت والأردن.
وذكر التقرير أن الحملة ركزت على العديد من المقاصد السياحية المصرية مثل القاهرة، والجيزة، والأقصر، وأسوان، ومنتجعات البحر الأحمر وسيناء، والتى تهدف إلى إبراز المقصد السياحى المصرى ومقوماته السياحية والأثرية المتميزة والمتنوعة وهويته الشابة النابضة بالحياة، كوجهة سياحية جاذبة يرغب الزائر فى البقاء بها مدة طويلة مع تكرار الزيارة كل عام.
وأشارت المؤسسة إلى أن الحملات الترويجية المكثفة التى تقوم بها مصر ستظل من الركائز الأساسية لوزارة السياحة والآثار.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار، مؤخرا حملة ترويجية لمصر بالأسواق السياحية المستهدفة تحت عنوان “سلام من مصر”، على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بالوزارة والهيئة على المنصات المختلفة لتعزيز قيم السلام والتبادل الثقافى والتعايش المجتمعى.
وتتوافق هذه الحملة الترويجية مع المبادرة العالمية التى أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتى تهدف إلى اكتشاف وتعزيز الترابط بين السياحة وتحقيق السلام، والشعار الذى أطلقته المنظمة للاحتفال بيوم السياحة العالمى هذا العام بعنوان “السياحة والسلام”.
وتهدف الحملة إلى تشجيع المسافرين فى الأسواق المستهدفة للسفر إلى مصر لاستكشاف مقوماتها والاستمتاع بمعايشة التجارب السياحية الثرية والمتنوعة التى تقدمها، حيث يتم من خلال هذه الحملة إبراز مصر كوجهة ترحب بالمسافرين فى إطار من السلام وقبول الآخر.
أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية أسواق رئيسية تعزز النمو
«المقصد» يستقبل نحو 16.6 مليون زائر فى 2025
مستويات الإنفاق على المطاعم والضيافة فى اتجاه تصاعدى حتى 2028
العقوبات الدولية قلصت الوجهات المتاحة للروس
إجمالى عدد الليالى يصل إلى 156.6 مليون بنهاية العام
الأوروبى يتصدر قائمة الزوار بواقع 9.2 مليون خلال السنة الحالية
التضخم وارتفاع الغذاء وتكاليف الطاقة عالميًا أبرز التحديات
البنية التحتية المتطورة والتنوع ضمن نقاط القوة
انخفاض العملة والاستثمار القوى فى مناطق منها الأقصر.. فرص متاحة
الحملات الترويجية المكثفة من الركائز الأساسية للوزارة