«فيات - كرايسلر» و«بيجو سيتروين» تتوقعان موافقة الاتحاد الأوروبى على الاندماج بقيمة 38 مليار دولار

لتكوين رابع أكبر منتج للسيارات فى العالم

«فيات - كرايسلر» و«بيجو سيتروين» تتوقعان موافقة الاتحاد الأوروبى على الاندماج بقيمة 38 مليار دولار
جريدة المال

خالد بدر الدين

شريف عيسى

7:22 ص, الثلاثاء, 27 أكتوبر 20

تتوقع مجموعتا فيات كرايسلر الإيطالية الأمريكية «FCA» وبيجو سيتروين الفرنسية «PSA» موافقة الاتحاد الأوروبى على صفقة الاندماج بينهما والبالغة 38 مليار دولار لتكوين رابع أكبر منتج للسيارات فى العالم بعد «فولكس فاجن» الألمانية وتويوتا اليابانية وجنرال موتورز الأمريكية.

وأكدت مصادر وثيقة الصلة بموضوع الاندماج أن المجموعتين «فيات – كرايسلر» و«بيجو سيتروين» تحاولان بهذه الصفقة تخفيف التحديات التى تواجه صناعة السيارات على مستوى العالم والتى تكافح لتوفير السيولة اللازمة لإنتاج السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة ومواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا الذى اجتاح حوالى 200 دولة وأصاب أكثر من 43 مليون شخص وتسبب فى وفاة نحو 1.2 مليون.

علاء السبع يستبعد تأثر السوق المحلية بالكيان الناتج  

واستبعد علاء السبع، رئيس مجلس إدارة شركة السبع أوتوموتيف، الموزع المعتمد لسيارات بيجو وفيات وغيرها من العلامات التجارية، تأثر السوق المحلية بالاندماج المرتقب بين فيات كرايسلر، وبيجو – ستروين.

وأوضح أنه على المدى الزمنى المتوسط ستشهد موديلات «فيات – كرايسلر» و«بيجو سيتروين» تغيرات نظرًا لما سيسفر عنه الاندماج من تبادل للتكنولوجيا، ومكونات الإنتاج التى ستكون إلى حد كبير متطابقة فى كل من بيجو – ستروين، وفيات – كرايسلر.

وقال إن الاعتماد على مكونات إنتاج متطابقة سيسهم فى خفض تكاليف الإنتاج، وتقديم سيارات فى السوق العالمية بسعر أرخص، مما يسهم فى زيادة مبيعات التحالف، والاستحواذ على حصة سوقية أكبر من مبيعات السوق العالمية.

من جانبه، توقع رأفت مسروجة، خبير صناعة السيارات، أن تشهد صناعة السيارات العالمية العديد من التغيرات الهيكلية بهدف خفض تكاليف التطوير والتحديث، مرجحا أن يكون السبب فى اندماج «فيات – كرايسلر» و«بيجو سيتروين» هو إحداث طفرات فى إنتاج السيارات الكهربائية، خاصة بعد التقدم الذى أحرزته الصين فيها.

وذكرت وكالة رويترز أن موافقة المفوضية الأوروبية على هذه الصفقة الضخمة ستؤدى إلى تأسيس كيان جديد تحت أسم مجموعة «ستيللانتيس» يضم الشركات الأربع وينتظر أن يحقق أرباحا طائلة من بيع الموديلات المشهورة التى تجذب المستهلكين الأمريكيين مثل شاحنات «رام بيك آب» وموديلات جيب الرياضية متعددة الأغراض SUV فى الولايات المتحدة مما سيساعد على توفير التمويلات اللازمة لعمليات التطوير المكلفة للسيارات الخالية من الانبعاثاث الكربونية لبيعها فى أوروبا والصين وفقا لقواعد حكومة بكين والاتحاد الأوروبى.

وترى مصادر فى المجموعتين «فيات – كرايسلر» و«بيجو سيتروين» أن صفقة الاندماج التى تم الإعلان عنها آخر العام الماضى والتى تعتمد أساسا على الأسهم ستقوم بتوحيد علامات فاخرة ومشهورة فى العالم مثل «فيات» و«جيب» و«دودج» و«رام» و«مازراتى» و«بيجو» و«أوبل» و«DS» وفى الوقت نفسه ستحقق وفورات فى التكاليف بحوالى 5 مليارات يورو ( 6 مليارات دولار) بدون إغلاق أى مصانع.

وارتفعت أسعار أسهم «بيجو ستروين» و«فيات كرليسلر» بحوالى %2 فى ختام تعاملات بداية الأسبوع الحالى ليرتفع سعر السهم إلى حوالى 16.8 يورو و11.3 يورو على الترتيب فى بورصتى باريس وميلانو بعد نشر التوقعات المتفائلة بالموافقة على الاندماج فى وكالة رويترز أمس وبعد أن سمحت المجموعتان للموزعين بإصلاح جميع موديلاتهما.

وعرضت مجموعة «بيجو ستروين» – لتخفيف مخاوف الاتحاد الأوروبى من اتهامها بالاحتكار- أن تعزز علاقتها مع شركة تويوتا موتور اليابانية المنافسة لها من خلال زيادة إنتاج الحافلات الصغيرة فى المشروع المشترك بينهما وبيعها بثمن يقترب من سعر التكلفة.

وأوضحت المصادر أن المجموعتين لم تضطرا لاستخدام مبررات مرض كورونا لإقناع المفوضية الأوروبية بالموافقة على الاندماج ولاسيما أن الوباء أدى إلى تأخير وتعقيد تحويلات السيارات التقليدية لكهربائية وأنهما يأملان فى اكتمال الصفقة فى الربع الأول من العام المقبل.

وأدى فيروس كورونا إلى إعلان مجموعتى «بيجو – ستروين» و«فيات – كرليسلر» عن إعادة هيكلة صفقة الاندماج بينهما للحفاظ على السيولة وزيادة الوفورات المستهدفة فى التكاليف بسبب الوضع الاقتصادى المتدهور على مستوى العالم بسبب الأزمة الصحية.

وأوضحت مصادر فى المجموعتين أن حوالى %40 من الوفورات ستأتى من التكاليف المتعلقة بالإنتاج و%40 من مشتريات المكونات و20 %من أقسام أخرى مثل التسويق وتكنولوجيا المعلومات واللوجستيات بفضل الاستخدام المشترك بينهما لعناصر الإنتاج بعد الاندماج.