Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

فى مدينة العـقاد (381) الإسلام دعوة عالمية (6)

مراجعات إسلامية يشير الأستاذ العقاد فى مستهل هذا المقال، إلى سلسلة من الكتب المستقلة أخذت تصدر بالإنجليزية من مطبعة جامعة «أدنبرة» فى موضوعات منوعة من مباحث التاريخ والشريعة، وفى أبواب من الدراسة العلمية عن وجهات الإسلام فى العصر الحاضر، وعن الإسلام فى البلاد الأفريقية وراء الصحراء الكب

فى مدينة العـقاد (381) الإسلام دعوة عالمية (6)
رجائى عطية

رجائى عطية

10:20 ص, الخميس, 5 يناير 17

مراجعات إسلامية

يشير الأستاذ العقاد فى مستهل هذا المقال، إلى سلسلة من الكتب المستقلة أخذت تصدر بالإنجليزية من مطبعة جامعة «أدنبرة» فى موضوعات منوعة من مباحث التاريخ والشريعة، وفى أبواب من الدراسة العلمية عن وجهات الإسلام فى العصر الحاضر، وعن الإسلام فى البلاد الأفريقية وراء الصحراء الكبرى، وفى الصين، وفى دولة بنى عثمان، وفى دولة المسلمين بالأندلس. مع الإحاطة بأبواب البحث فى المذاهب الفكرية التى ذهب إليها علماء الإسلام ودعاته.

وتدل هذه السلسلة، فضلا عن عنايتها بالتحقيق العلمى والدقة التاريخية، على الصلة الوثيقة بين سياسة الدولة فى الغرب وبين دراسات العلماء للمباحث الإسلامية، ولو كانت خالية من مقاصد التبشير، وتدل على أن دراسة الإسلام لا تزال غرضًا من أغراض الدول الكبرى.

ويشير الأستاذ العقاد إلى أنه جاء فى مقدمة الكتاب الأول من هذه السلسلة، إشارة إلى أن مقدمات الحرب العالمية الثانية نبهت بريطانيا إلى قلة المتخصصين عندهم لدراسة اللغات الآسيوية وثقافتها، ومن هنا كان تأليف لجنة «سكاريرو» التى كان لها أثرها فى توسيع نطاق الدراسات الشرقية والأفريقية بعد الحرب.

ويتخذ الأستاذ العقاد من تزايد الاهتمام بالدراسات الإسلامية، دليلا على انحسار عهد الاستشراق المهتم بنشر دعايات التبشير، والاستعاضة عنه بالتمحيص والبحث العلمى الذى يحتاج إلى فهم الحقيقة عن المسلمين، لأنهم لم يعودوا يسيطرون عليهم اليوم بسلطان القوة التى كان يستوى لديها الفهم وقلة الفهم أو سوئه ما دامت تملك زمام السيطرة!

وقد اقتصر الكتاب الأول من هذه السلسلة- وهو من تأليف الأستاذ «مونتجومرى وات» مدرس اللغة العربية بجامعة أدنبرة اقتصر على البحث العلمى فى الفلسفة الإسلامية أو ما يسمى عند الأوروبيين اللاهوت عند المسلمين ، ولا يغيب عن الناظر إلى بحوثه فرط العناية بتمحيص الوقائع من مصادرها المتشعبة، والعناية بمذاهب الفرق من قديمها إلى حديثها، وأن المؤلف عرض بهذا الاطلاع الواسع لمذهب المتكلمين والفقهاء الصوفية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم، واقترنت تحقيقاته للمذاهب والفرق بتحقيقات مثلها لآراء المجتهدين والفقهاء، ولا سيما الأئمة الذين تبعتهم فرق حديثة لها شأن فى حكومات البلاد الإسلامية.

المعتزلة

وقد يدل على منهاج الكتاب كله، فيما يقول الأستاذ العقاد، ما اختطه فى موضوع المعتزلة، وهم أكثر الفرق الإسلامية حظًّا لدى المؤلف من دراسته واجتهاده.

والاهتمام بالجانب السياسى ظاهر من سؤاله عن العلاقة السياسية بين آراء المعتزلة وقيام الدولة العباسية بعد الدولة الأموية.

ويصحح المؤلف أخطاء الأوروبيين الذين سبق إلى أوهامهم أن المعتزلة هم فلاسفة الإسلام، ويأبى المؤلف هذه التسمية، خصوصا بمعناها الذى يقابل عند الأوروبيين لقـب «أحرار الفكر»، وهو مفهوم قريب عندهم من لقب الزندقة.

فالمعتزل لا ينشر مذهبه ليصبغ الإسلام بصبغة الفلسفة اليونانية، أو ليدارى ميوله الفلسفية بصورة من صور الشعائر الإسلامية.

وقد كان المعتزلة يحتكمون إلى العقل فى الرد على خصومهم المقلدين أو على أشياع الفلسفة الأجنبية، ولكنهم كانوا دينيين فى تفكيرهم ولم يكونوا فلسفيين متصرفين.

ويشك المؤلف فى سبب إطلاق اسم «المعتزلة» على هذه الطائفة من مفكرى الإسلام، ويطرح روايات للتسمية للترجيح بينها، مبينًا أنه ليس ضروريا أن يكون الاعتزال خروجًا على عقيدة الجماعة أو اعتزالاً لتقاليد الدين.

ويقسم المؤلف جماعة المعتزلة إلى مدرستين كبيرتين تتفرع عليهما سائر المدارس الصغيرة فى البلاد الإسلامية.

إحداهما مدرسة بغداد، التى تدين لبشر بن المعتمر، واشتهرت فى مسألة القدر والاختيار، وقولها بتولد الأعمال، واقتبس الأشعريون قولهم بالكسب مع التقرير.

والمدرسة الأخرى مدرسة البصرة، ويقودها أبو الهذيل العلاف، ويبرز فيها اسم تلميذه النظام، ويتوارد فى أقوالها بعض مصطلحات الفلسفة اليونانية كالجوهر والعرض وعلاقة الجوهر الفرد بتركيب المادة.

وكلتا المدرستين لم يكن لها أثر فيما يسميه المؤلف باللاهوت الإسلامى، ولم يبق لهما أثر إلاَّ فى إطار الدراسات «الأكاديمية».

وقد توسع المؤلف- فيما يشير الأستاذ العقاد- فى شرح تاريخ الخلاف على مسألة خلق القرآن، والربط بينها وبين مسألة الصفات ومسألة الكلام القديم فى نسبته إلى الله، ولم يغفل قول القائلين بأن القرآن معرفة الله وأنه قديم أزلى أبدى لأن الله لم يكن ولا يكون بغير معرفة. كما لم يغفل كذلك قول القائلين بالخلق بين كلام الله فى أزليته وكلام الإنسان فيما يلفظه بشفتيه، أو يسمعه من المتحدث إليه، ولم يتخذ له طرفًا من الطريق يجنح إليه أو يميزه برجحان الحجة وصحة التفسير، وإنما لزم بين الطرفين أمانة النقل ولم يزد عليها، اللهم إلاَّ بعض الإصغاء إلى الأقاويل التى لا تستحق الرواية.

فما من مسلم قال بخلق القرآن وهو يدعو بذلك إلى الشك فى كلام الله، وأنه واجب ومستحق الطاعة كما يستحقها كل كلام يأتى من عند الله عز وجل.

رجائى عطية
Email: [email protected]
www.ragai2009.com

رجائى عطية

رجائى عطية

10:20 ص, الخميس, 5 يناير 17