Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

فى مدينة العـقاد (352).. الإسلام فى القرن العشرين (13)

آسيا وأفريقيا استتبع البحث فى مستقبل المسلمين البحث فى مستقبل القارتين آسيا وأفريقيا على الخصوص، والعكس صحيح، لأن تسعة أعشار المسلمين يعيشون فى هاتين القارتين. وجملة ما يُقال عن آسيا أن شعوبها أضخم من إن تبتلع فى بنية شعب آخر. وجملة ما يُقال عن أفريقيا إنها أبعد أصلاً من أن تندمج فى الغرب وهى قائمة

فى مدينة العـقاد (352).. الإسلام فى القرن العشرين (13)
رجائى عطية

رجائى عطية

10:58 ص, الأربعاء, 23 نوفمبر 16


آسيا وأفريقيا
استتبع البحث فى مستقبل المسلمين البحث فى مستقبل القارتين آسيا وأفريقيا على الخصوص، والعكس صحيح، لأن تسعة أعشار المسلمين يعيشون فى هاتين القارتين.
وجملة ما يُقال عن آسيا أن شعوبها أضخم من إن تبتلع فى بنية شعب آخر.
وجملة ما يُقال عن أفريقيا إنها أبعد أصلاً من أن تندمج فى الغرب وهى قائمة على تربتها.
وإنما يُنظر فى هذه وتلك إلى عاقبة السيطرة الثقافية، والمعنى بها سيطرة العقيدة من جانب المذاهب الاجتماعية أو من جانب التبشير.
وتختلف فى هذا الشأن أغراض وسياسات الدول الكبرى التى تتجاذب سياسة العالم : الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا الشيوعية.
والظاهر أن سياسة بريطانيا فى القرن العشرين، تميل للتراجع عن آسيا، وعن الشرق الأقصى، تاركة ميدان السباق للروس والأمريكيين. على أن تلوذ بمفترق الطرق بين القارات الثلاثة فى آسيا الغربية، أى فى بلاد العرب من العراق إلى البحرين الأبيض والأحمر.
أما روسيا الشيوعية، فترنو بسيطرتها إلى نشر الشيوعية، وهى مذهب لا يوافق الإسلام فى أساسه، ولكن الإسلام يغنى عنها إذا أتبع المسلمون قواعد المساواة والإنصاف وعملوا بأصول التوسط.
وتتسابق الدولتان الروسية والأمريكية على المناجم وينابيع النفط ونقاط التحكم فى هذه القارة الواسعة.
أما بلاد العرب فى المواضع التى تراجعت فيها الدولة البريطانية، فإنها قد أحيطت بحلقات من المشيخات والسلطنات والإمارات، بتعاقدات مع بريطانيا على ضروب الحماية المقنعة.
* * *
أما القارة الأفريقية، فقد أحيطت كذلك بحلقات من الجهات الأربع، تسيطر عليها الدولة البريطانية، وتكاد المؤلفات عن القارة تجمع على اعتبارها «حظيرة خاصة» ببريطانيا العظمى.
وقد ظهر فى السنوات الأخيرة أكثر من مائة كتاب عن القارة الأفريقية، وبعض عناوينها يورى بمبلغ الأمل والحذر اللذين يحيطان بها.
وبعد أن يستعرض الأستاذ العقاد عناوين بعض هذه الكتب ومؤلفيها، ويضيف أنه لم يخل كتاب منها من ذكر الإسلام وسهولة إنتشاره بين الشعوب الأفريقية.
وبديهى أن كلاً منها يستتبع وراءه خطة الحذر والحيطة للمستقبل.
أما الأمل الذى يتخاذل أمام المستعمر البريطانى فى القارة فهو تأليف دولة شاسعة من ولايات متحدة تتصل كل منها مع المجاميع الأخرى بصلة التحالف.
ويوشك الرأى الغالب على هذه المؤلفات- أن يتجه إلى غاية واحدة، وهى ادخار أفريقيا لتزويد الأمم الغربية بالخامات الصناعية والمواد الغذائية.
وقليل من الكتاب الغربيين من يطيب له أن ينظر بعينيه جميعًا مفتوحتين إلى الغد الذى لا مهرب منه فى قارة «الغد» كما يسمونها.
فمهما يبلغ من خطط الاستعمار، فلن تكون أفريقيا فى النهاية لغير الأفريقيين.
التراث الإسلامى
ووسائل إحيائه فى هذا العصر
لا بد لإحياء التراث الإسلامى من عملين متلازمين متضافرين يتوقف كل منهما على الآخر : نشر الكتب والآثار الإسلامية، وإيجاد الرغبة فى قراءة الكتب والاحاطة بالآثار.
والوسيلة المثلى لإيجاد الرغبة فى إحياء التراث الإسلامى، هى مزجه بالحياة الحاضرة وتحويله إلى مجراها.
والتراث الإسلامى حافل بسير العظماء والأبطال، وعامر بالحركات الاجتماعية التى تحتاج إلى فهم جديد وتفسير جديد، وعامر بالفكاهات والنوادر والأحاديث الإنسانية التى تصلح لكل زمان ولا تختلف بإختلاف البلدان والأوطان، وعامر بالشعر «الغنائى» والمقطوعات الباهرة والشواهد السيارة.
ولا تستغنى جهود الأفراد فى هذه وتلك عن جهد الجماعات، وقد تعددت الآن أقسام ووسائل كثيرة لإحياء التراث الإسلامى غير مجرد طبع الكتب والإذاعة، وعلى الحكومات أن تقوم إلى جانب ذلك بإقامة المؤتمرات والمحافل فى مناسباتها المتجددة.
الغد
الغد غيب مجهول !
ولا حاجة بنا فيما يقول الأستاذ العقاد إلى التنجيم عن حوادثه وصروفه، فلن تخلو من جميع الاحتمالات بين سلم وحرب ونصر وهزيمة وصعود وهبوط وعلاقات تتصل وأخرى تنفصل، وصداقات تنقلب عداوات والعكس. فما يخلو أى زمان من كافة الاحتمالات.
وإنما نحن آمنون إذا واجهنا احتمالات الغد المجهول بعدته، وبعبرة الماضى الواقية، وزبدتها أن العقائد أثبت من السياسات، وأن الأمم أثبت من الدول، وأن الجهل والجهلاء أعدى لأمتهم من أعدى أعدائها !
والجهل الذى يغرى صاحبه بتحريم البرق واتهام العاملين فى الكهرباء وما إلى ذلك أخطر على الإسلام من كل حلال وحرام.
والذين يصرفون الهم والحديث فى حل أو تحريم التماثيل أو الصور، يفوتهم أنهم يشغلون أنفسهم فى غير قضية، فهناك ملايين من أبناء الأديان الأخرى من المسيحيين واليهود والبراهمة والبوذيين لا يحرمون الصور والتماثيل، ولم نر واحدًا منهم يسجد لتمثال أو يعبد ضريحًا، وليست عقيدة المسلم بأضعف من عقائد الأديان حتى يخشون أن تختلط الصور والتماثيل بالذات الإلهية وبالعبادات !
لا خطر أوبل على المسلمين من هذا الخطر الجهول، فإذا اتقوه وعاذوا بالإيمان على علم وبصيرة- فلا خطر عليهم من الدول والسياسات، ولا من ذوات اليمين ولا من ذوات اليسار..
أمام المسلمين على الدوام «إيمان على هدى وبصيرة»- ولا خذلان ولا خسارة لمن يهتدى بهذا الإمام !
رجائى عطية
Email: [email protected]
www.ragai2009.com

رجائى عطية

رجائى عطية

10:58 ص, الأربعاء, 23 نوفمبر 16