Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

فى مدينة العـقاد (330).. المرأة فى القرآن (5)

ولم تكن الشريعة اليهودية أحسن حالاً من ذلك، ويتضح بطلان زعم الزاعمين من المؤرخين الغربيين أن الإسلام نقل عنها، حين تضاهى هذه الشريعة بما كانت عليه وما كان قبلها، وبما قضت به شريعة الإسلام. فالمأثور عن الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم المنسوبة إلى موسى عليه السلام، أن الانثى تخرج تماما من ميرا

فى مدينة العـقاد (330).. المرأة فى القرآن (5)
جريدة المال

المال - خاص

12:08 م, الأثنين, 24 أكتوبر 16


ولم تكن الشريعة اليهودية أحسن حالاً من ذلك، ويتضح بطلان زعم الزاعمين من المؤرخين الغربيين أن الإسلام نقل عنها، حين تضاهى هذه الشريعة بما كانت عليه وما كان قبلها، وبما قضت به شريعة الإسلام.

فالمأثور عن الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم المنسوبة إلى موسى عليه السلام، أن الانثى تخرج تماما من ميراث أبيها إذا كان له ذرية من الذكور، وما عدا ذلك يكون من قبيل الهبة التى يمنحها الأب فى حياته إذا أراد، ومن قبيل هذه الهبة ما روى بالإصحاح الحادى والعشرين من سفر التكوين عما أعطاه إبراهيم لإبنه إسماعيل عليهما السلام حين طلبت سارة طرده حتى لا يرث مع إبنها إسحق.ولهذه الرواية تتمة فى الإصحاح الخامس والعشرين ثم الإصحاح الثانى والأربعين من سفر التكوين.

أما الإناث، فإن الحكم المنصوص عليه هو حرمان البنات من الإرث ما لم ينقطع نسل الذكور، وأن البنت إذا آل إليها ميراث حُرم عليها الزواج من سبط آخر، ولا يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها وأدلة ذلك فى الإصحاح السابع والعشرين من سفر العدد، ثم فى الإصحاح السادس والثلاثين من ذات السفر.

ولم يكن حال المرأة فى الجزيرة العربية أحسن حالآ، فلا نصيب لها من الانصاف والكرامة غير ما كان سائدًا فى بلاد العالم من هضم لكافة حقوق المرأة.

وقصارى ما تطمع فيه المرأة أن تُكرم فى منزل زوجها رعاية لأبيها الرئيس المهاب، ولا مجال قط لا كرامها من حيث هى من جنس النساء.

ومتى هانت المرأة هذه الهوان، صار مقبوًلا أن يدفن الرجل ابنته الوليدة مخافة العار مستقبلا، أو الخوف من العجز عن الإنفاق، وكانت إذا عاشت مجرد حصٍة من الميراث الذى يؤول إلى صاحبه وتنتقل من الآباء إلى الأبناء.

وظل الحال على ذلك إلى أن جاء الإسلام !
وجاء القرآن

جاء القرآن لهذه البلاد، وللعالم كله، بحقوق مشروعة للمرأة لا سابقة لها فى دستور شريعة أو دستور دين.وأكرم من ذلك أنه رفعها من المهانه إلى مكانة الإنسان المعدود، بريئة من رجس الشيطان ومن حطة الحيوان.

وأعظم من جميع الحقوق الشرعية التى كسبتها المرأة من القرآن الكريم، أنه رفع عنها لعنة الخطيئة الأبدية ووصمة الجسد المرذول.

جاء فى القرآن الكريم ببراءتها من تهمة إغواء آدم
«فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ» (البقرة 36)
«فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا» (الأعراف 20)
«فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى * فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى» (طه 120، 121)
«قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (الأعراف 23)
ورفع القرآن وزر الخطيئة من كل ذرية آدم وحواء، فالخطيئة لا تورث، ولا يسأل المرء إلاَّ على ما يفعل..
«تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (البقرة134)
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا» (الإسراء13)
«وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» (فاطر18)

ولا يكتفى القرآن من المسلم باجتناب وأد البنات خشية العار أو الإملاق، يل يأبى عليه أن يستقبل الأنثى بالتجهم والعبوس والانقباض.
«وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ» (النحل 58، 59)

وتتساوى رعاية الإنسان لأبية وأمة، كما تتسأوى رعايتة لأبنائه وبناته، ومع ذلك تُخَص الأم بالتنويه، فالأم أولى بالإحسان لما تعانية من آلام الحمل والولادة ومتاعب الرضاعة والكفالة والرعاية، مما لا يعانية الآباء.

«وَوَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا» (الاحقاف 15)
* * *
فهذه شريعة يصدر فيها الإنسان عن الواجب، لا عن المنفعة..

على أن الآية الكبرى فى توصية القرآن بالأنثى، أنها وصاية وجبت غير مرهونة بعمل مفروض عليها، ومفروضة لصالحها على المجتمع كله برجاله ونسائه، وتلك وصاية لا نظير لها فيما سبق من الشرائع قبل مجىء الإسلام.

وسوف نرى ان القرآن أعطى المرأة حقوقًا فى الميراث، غير مرهونة بانقطاع الذرية من الذكور كما رأينا فى الشريعة اليهودية.

ولم تُعط الحقوق للمرأة معلقةً على الضرورة، بل كانت الوصايا القرآنية بالمرأة ملزمة واجبة على المجتمع برمته، دون تعليقها على ظروف أو ضرورات.
ومصدر ذلك هو الهداية الإلهية قبل أن يهتدى إليها الذين فُرضت عليهم، فتقبلوها وهم يعلمون أو لا يعلمون.

(6) الحجاب

من الأوهام الشائعة بين الغربيين أن حجاب النساء نظام صنعه الإسلام، وليس هذا صحيحًا.

ومن يقرأ الكتب الدينية وأسفار العهد القديم وكتب الأناجيل، يعرف أن حجاب المرأة كان معروفًا بين العبرانيين من عهد إبراهيم عليه السلام، وظل معروفًا بينهم وفى أيام أنبيائهم جميعًا إلى ما بعد ظهور المسيحية.

وفى الإصحاح الرابع والعشريين من سفر التكوين أن «رفقة» حين رفعت عينها ورأت إسحق، أخذت «البرقع» وتغطت.

وفى الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين أيضا أن «تامار» مضت وقعدت فى بيت أبيها، ولما طال الزمان.. خلعت عنها ثياب وتغطت «ببرقع» وتلفتت.
وفى النشيد الخامس من أناشيد سليمان تقول المرأة لمن تحبه نفسها لماذا أكون «كمقنعة» عند قطعان أصحابك؟

وفى الإصحاح الثالث من سفر اشعياء إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور و«البراقع و العصائب».

ولا حاجة بنا إلى التوسع فى قراءة التاريخ فيما يقول الأستاذ العقاد للعلم بأن نظام الحجاب سابق لظهور الإسلام.

وفى غير الكتب الدينية، يوجد فى الكتب المخصصة للحجاب الكثير من الأخبار عن الحجاب الذى يتخذ لستر المرأة، أو للوقاية من الحسد.. وأخبار البرقع كجزء من حجاب العزلة فى المنازل وخارجها، وكان اليونانيون ممن فرضوا هذه العزلة على نسائهم.

وجاء الإسلام والحجاب فى كل مكان وجد فيه تقليد سخيف وبقية من بقايا العادات الموروثة، فأصلح الإسلام من هذا التقليد ما يفيد ويعقل، ولم يجعله عنوانا لاتهام المرأة، أو لاستحواذ الرجل على ودائعه المخفية، بل جعله الإسلام «أدبًا خلقيًا» يستحب من الرجل ومن المرأة، ولا يفرق فيه بين الواجب على كل منهما.

وقد نهى الرجال عن الزينة المخلة بالرجولة، ونهى النساء عن مثلها.

ولم يكن الحجاب مانعا فى حياة النبى علية الصلاة والسلام من أن تخرج المرأة مع الرجال إلى ميادين القتال، ولا أن تشهد الصلاة العامة فى المساجد، ولا أن تزاول التجارة.

ولا يفوت الأستاذ العقاد أن ينوه إلى أن الأمر بالقرار فى البيوت «وقرن فى بيوتكن» إنما خوطب به نساء النبى عليه السلام، ولمناسبة خاصة عبرت عنها الآية التى بُدِئت بقوله تعالى: «يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء»، ثم اقترن هذا الأمر بأمر آخر إلى الرجال ألا يفدون على النبى أو يدخلوا مسكنه بغير استئذان وفيه زوجاته رضوان الله عليهن.

فلا حجاب إذن فى الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة، وإنما هو أدب خلقى للرجال والنساء، ولا عائق فيه لحرية المرأة فى العمل وفى الصلاة بالمساجد، فى إطار المحافظة على الحرمات، وآداب العفة والحياء.

جريدة المال

المال - خاص

12:08 م, الأثنين, 24 أكتوبر 16