طالبت مجموعة من رواد الأعمال والخبراء المشاركين فى جلسة نقاشية، عن تحديات وسياسات التوظيف، في المؤتمر الاقتصادى الأفريقى لعام 2019، الذى واصل فعالياته، بضرورة تذليل العقبات التى تواجه الشباب ورواد الأعمال؛ من أجل بدء مشروعاتهم الخاصة.
وأكدوا فى المؤتمر الاقتصادى الأفريقى الذى ينظمه بنك التنمية الأفريقى، وجود مجموعة من التحديات التى تواجه أصحاب المشروعات الجديدة والشركات الناشئة، على رأسها الحصول على التمويل، وكذلك النظم الضريبية المعوقة للاستثمار.
ويركز المؤتمر الاقتصادى الأفريقى فى هذا العام على قضية التشغيل والتوظيف باعتبارها من أهم التحديات التى تواجه القارة الأفريقية؛ إذ إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الشباب فى أفريقيا من 250 مليونًا حاليًّا إلى 850 مليونًا بحلول عام 2050، كما أن 12 مليون شاب عاطل عن العمل حاليًّا و65 مليون شاب يعملون ولكنهم يعيشون فى فقر، حتى عندما يحالفهم الحظ فى العثور على وظيفة، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب جميع أصحاب المصلحة إذا كان مستقبلهم الاقتصادى مضمونًا.
مجموعة من التحديات تواجه المشروعات الناشئة فى أفريقيا وعلى رأسها النظر إلى الشباب بجدية
وقال تيرينس ماث، المؤسس المشارك، لإحدى الشركات فى زيمبابوى، إن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه المشروعات الناشئة ورواد الأعمال فى الدول الأفريقية، وعلى رأسها النظر إلى الشباب بجدية.
وأضاف أن «هناك صعوبة فى أن تتفهم الشركات والمؤسسات الكبرى أن شابا صغيرا من الممكن أن يتعاون ويتشارك معهم من خلال شركته الناشئة.. نحتاج إلى إدراك معنى ريادة الأعمال وإعطاء الفرصة للشباب».
وأشار إلى واحدة من أبرز الأزمات التى تواجه رواد الأعمال، وهى النظم الضريبية التى لا تعطى لهم الفرصة الحقيقية للانطلاق، وتنفيذ مشروعاتهم، بينما تعطى إعفاءات كبيرة للشركات الكبيرة.
وأضاف: «إذا جاءت شركة كبرى تعمل فى مجال التعدين، فإن الحكومة ستعطيها إعفاءات ضريبية وجمركية، بينما لو شاب صغير جاء بماكينة صغيرة لتقطيع الألماس من أجل مشروع صغير خاص به ستفرض عليه الضرائب من كل ناحية».
وشدد على ضرورة إعادة النظر فى منظومة الضرائب حتى تعطى للشباب الفرصة لتتحقيق أحلامهم، وتنفيذ مشروعاتهم، الأمر الذى يساعد الحكومة فى النهاية من خلال توفير فرص العمل للشباب وتقليل البطالة.
صعوبة الحصول على التمويل من البنوك من أهم التحديات
وأثار فهد عوض، المؤسس المشارك لشركة YYTZ Agro-Processing، وهى شركة لإنتاج الكاجو فى تنزانيا، تحديًا مهمًّا وأساسيًّا يواجه رواد الأعمال، وهو صعوبة الحصول على التمويل من البنوك.
وأشار إلى تجربته فى مجال الزراعة، والتى يرى أنها تمثل فرصة كبيرة لخلق الوظائف؛ إذ إن 70% من السكان فى بلاده يعملون فى الزراعة.
وقال إن البنوك ترفض تمويل المشروعات الجديدة ورواد الأعمال، خاصة فى مجال الزراعة، وإنه لم يتمكن من الحصول على تمويل لمشروعه من البنوك المحلية، إلا بعد أن حقق بعض النجاح، وحصل على تمويلات من الخارج.
وأكد ضرورة أن تقوم الحكومة بدور فعال فى تسهيل وصول رواد الأعمال للتمويل، وتوفير مؤسسات تقوم بضمان مخاطر التمويل لتشجيع رواد الأعمال والمشروعات الجديدة.
وأضاف: «البنوك لا تفكر خارج الصندوق، وتفضل التعامل فقط مع الشركات الكبيرة، ولا يقدمون التمويل للمشروعات الجديدة، بالشكل المناسب.. نحتاج أن تساعدنا المصارف فى التمويل وتقديم خبراتها فى إنجاحها».
وقالت مونيك نتومجيا، مؤسسة جرين جيرلز، من الكاميرون، التى تعمل فى مجال المقاولات، إن النساء فى أفريقيا يتم التعامل معهن على اعتبار أنه ليس لهن أى دور، وهذا الأمر غير صحيح.
وأضافت أن الفتيات فى أفريقيا يمكنهن النجاح، وتحقيق أنفسهن، وإقامة مشروعات خاصة بهن، والحصول على وظائف جيدة.
ودعت الشابات فى أفريقيا لتكوين مجموعات من أجل إقامة مشروعات جديدة، إذ إنه يمكنهن الحصول على التمويلات والنجاح.
وأكدت ضرورة إعادة النظر فى المناهج التعليمية التى يدرسها الطلاب فى المدارس من أجل تنمية مهاراتهم بشكل حقيقى يناسب ويواكب التطورات العالمية.
وقال Ifeoluwa Adebayo من نيجيريا، إنه من الضرورى التعاون مع الحكومات وليس فقط توجيه الانتقادات لها، من أجل إيجاد حلول ووضع السياسات اللازم لتشجيع رواد الأعمال، وتحفيز المشروعات الناشئة.
نيجيريا تقدم حاليا إعفاءات ضريبية للمشروعات الجديدة
وقال إن الحكومة فى نيجيريا تقدم حاليا إعفاءات ضريبية للمشروعات الجديدة، وتضخ مبالغ كبيرة فى الاستثمار من أجل إتاحة الفرصة لتنمية المشروعات الصغيرة.
ومن جهتها، قالت جوليانا راتوفوسون، الرئيسة المؤقتة لاتحاد الشباب الأفريقى من مالاجاش، إنه من الضرورى تقديم تصور شامل عن مشاركة الشباب، وركزت على ضرورة أن تجد تلك المشاركة من يدعمها.
وأضافت: «لابد من تأسيس مجالس وطنية للشباب، وأن يكون فيها تنوع محلى وقطرى وقارى للدفاع عن قضايا الشباب بشكل سليم، ودون أن يتجاهل أى طرف ما يريده كل شاب، ووفق قناعاته التى تناسبه، وتتمشى مع طبيعته».
وأشارت إلى أن مشاركة الشباب فى اتخاذ القرار مسألة فى غاية الأهمية على كل المستويات، وأن يتوازى ذلك مع عمل برامج متخصصة لمشاركة الشباب فى كل الأنشطة.
وتابعت: «علينا أن نتعرف على التطور المطلوب لدى الشباب، ولا بد أن تشارك بلداننا فى تعزيز تلك المشاركة».
وأوضحت أن الشباب لديهم رؤى ووجهات نظر تتمشى مع التطور التكنولوجى، والخبرات المتلاحقة التى يكتسبونها، وأنه على كل دولة أن تحترم ما يطرحه الشباب من أفكار غير تقليدية.