فولكس فاجن تعتزم شراء 20% فى جواكسوان للتكنولوجيا المتقدمة

لتعزيز إمداداتها من بطاريات المركبات الكهربائية

فولكس فاجن تعتزم شراء 20% فى جواكسوان للتكنولوجيا المتقدمة
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

9:32 ص, الأحد, 19 يناير 20

تعتزم مجموعة فولكس فاجن الألمانية -أكبر منتجة سيارات فى أوروبا- شراء حصة قدرها %20 فى شركة جواكسوان الصينية للتكنولوجيا المتقدمة، التى تنتج بطاريات للمركبات الكهربائية للاستفادة من ضخامة أعداد المستهلكين فى الصين وتعزيز إمداداتها من هذه البطاريات.

ذكرت وكالة رويترز أن هذه الصفقة تجعل فولكس فاجن التى تتخذ من مدينة ولفسبورج الألمانية مقرا لها أول شركة أجنبية تملك حصة فى شركة البطاريات الكهربائية الصينية، للتعجيل بتحقيق هدفها لبيع 15 مليونًا من السيارات التى تعمل بالطاقة المتجدة (NEVs) سنويا ومنها الكهربائية والهجين فى الصين بحلول 2025.

تعتزم فولكس فاجن -التى تتصدر الشركات الأجنبية فى الصين التى تنتظر منذ فترة طويلة الهيمنة بشكل أفضل على إنتاج البطاريات الكهربائية لتوفير خطوط إمدادات المكونات اللازمة لها- الاستحواذ على حصة %20 فى شركة جواكسوان المدرجة فى بورصة شينزين من خلال شراء أسهم خاصة بسعر مخفض خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

قال مصدر قريب من الصفقة إنه بناء على القيمة السوقية لشركة جواكسون التى تبلغ حاليا 2.8 مليار دولار، فإن الحصة التى تشتريها فولكس فاجن تصل قيمتها إلى 560 مليون دولار غير أن أسعار أسهمها قد تتغير خلال التعاملات المقبلة وهذا يعنى تعديل قيمة هذه الحصة ارتفاعا أو انخفاضا.

انتهت الشركتان من معظم التفاصيل النهائية لشراء الحصة لكنهما فى انتظار القواعد التنظيمة الجديدة التى تطبقها اللجنة المنظمة للأوراق المالية التابعة للهيئات الرقابية فى الصين، التى تصبح أكثر مرونة اعتبارا من العام الجارى بخصوص شراء الأجانب للأسهم الخاصة فى الشركات الصينية.

أكد المصدر أنه عندما تشترى مجموعة فواكس فاجن هذه الحصة فسوف تصبح ثانى أكبر مساهم فى الشركة بعد زوهاى جواكسوان تريدينج التى تملك حاليا %25 فى جواكسوان التى أسسها الملياردير لى زين والتى صعدت أسعار أسهمها بالحد الأقصى البالغ %10 مع نهاية الأسبوع الماضى بعد الإعلان عن هذه الصفقة لتسجل أعلى مستوى منذ مارس الماضى.

تحتل شركة جواكسوان -التى تتخذ من مدينة هيفاى فى شرق الصين مقرا لها- المركز الثالث بعد CATL للبطاريات الكهربائية وBYD للسيارات والمكونات بينما تنتج الشركة الألمانية فى نفس المدينة أيضا مركبات كهربائية بالتعاون مع شركة JAC موتور الصينية للسيارات.

كانت فولكس فاجن أنشأت مصنعًا جديدًا للسيارات الكهربائية بقيمة 2.5 مليار دولار مع شريكتها SAIC موتور بطاقة إنتاج 300 ألف وحدة سنويا لتحقيق هدفها لبيع 15 مليونًا من السيارات التى تعمل بالطاقة المتجدة (NEVs) كما تبنى حاليا مصانع فى مدينة فوسهان جنوب شرق الصين بالتعاون مع شريكتها مجموعة FAW لإنتاج مركبات كهربائية.

تدرس فولكس فاجن التحالف مع شركة CATL باعتبارها مورد استراتيجى للبطاريات الكهربائية كما أعلن ستيفان سومر، أحد أعضاء مجلس إدارة فولكس فاجن فى يوليو الماضى، الذى أكد على بناء مصنع خاص بها لهذه البطاريات فى الصين فى أقرب وقت ممكن.

يرى ييل زامج، العضو المنتدب بشركة أوتوفورسايت الاستشارية لأبحاث أسواق السيارات فى مدينة شنغهاى، أن امتلاك فولكس فاجن لحصص فى شركات البطاريات الكهربائية الكبرى فى الصين، يجعلها أكثر قدرة على السيطرة على أسعار هذه البطاريات التى يسعى وراءها العديد من الشركات الأجنبية التى تحالف مع نظيرتها الصينية خلال الأعوام الماضية، لتوفير المكونات الرئيسية للمركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة.

أكد أنه من هذه الشركات «تيسلا الأمريكية المتخصصة فى المركبات الكهربائية» والتى بدأت تطرح هذا العام إنتاجها من مصنعها فى الصين الذى يبلغ قيمته مليار دولار، وتخطط لإنتاج 250 ألف سيارة كهربائية سنويا، لا سيما أن حكومة بكين تدعم السيارات التى لا ينبعث منها أى عوادم كربونية لتنقية أجواء مدنها الصناعية التى تغطيها أدخنة المصانع.

تخطط مجموعة فيات كرايسلر الإيطالية الأمريكية لصناعة السيارات لتأسيس مشروع مشترك مع شركة فوكسكون الصينية التى تقوم بتجميع موبايلات آيفون التى تنتجها أبل لتصنيع سيارات كهربائية وتطوير سيارات متصلة بالإنترنت فى الصين.

استطاعت مجموعة فيات كرايسلر، التى من المقرر أن تدشن أول طراز كهربائى بالكامل وهى السيارة الصغيرة 500 خلال العام الجديد، أن تتوصل الشهر الماضى إلى اتفاق ملزم لاندماج بقيمة 50 مليار دولار مع مجموعة بيجو ستروين PSA الفرنسية لتصبح رابع أكبر شركة صناعة سيارات فى العالم.

من المقرر أن يساعد اندماج الشركة الفرنسية مع المجموعة الإيطالية الأمريكية لصناعة السيارات على تعزيز الموارد لتلبية قواعد جديدة صارمة للانبعاثات والاستثمارات فى المركبات الكهربائية، التى وضعتها المفوضية الأوروبية للحفاظ على نقاء الهواء فى مدن أوروبا.

أكدت مجموعة فيات كرايسلر نهاية الأسبوع الماضى أنها تجرى محادثات مع فوكسكون لتأسيس مرتقب لمشروع مشترك مملوك مناصفة بينهما لتطوير جيل جديد من السيارات التى تعمل ببطاريات كهربائية والدخول فى نشاط السيارات المتصلة بالإنترنت مع تركيز أساسى على السوق الصينية.

تستثمر فوكسكون بمبالغ ضخمة فى مشاريع للنقل المستقبلى منذ عدة سنوات ومنها مشروع مع شركة ديدى تشو شينغ، لتقديم خدمات الركوب الصينية العملاقة وشركتى «بيتون وشبينغ» الناشئتين الصينيتين المتخصصتين فى السيارات الكهربائية، كما تقوم فوكسكون بالاستثمار فى شركة البطاريات الصينية العملاقة CATL وبعض الشركات الأخرى التى معظمها ناشئة ولكنها متخصصة فى تكنولوجيا النقل فى السوق الصينية.