استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تزيح إيران من على عرش أكبر منتجة لمحصول الفستق في العالم ليصل الإنتاج الأمريكي إلى 47 % من الإنتاج العالمي خلال السنوات من 2014-2019 مقابل 7 % فقط للإنتاج الإيراني خلال موسم 2018-2019 بينما كان إنتاج إيران خلال الفترة من 2004-2009 حوالي 40 % من الإنتاج العالمي لتحتل المركز الأول وبعدها الإنتاج الأمريكي بحوالي 33 % لتصبح الثانية على العالم.
ورغم أن الولايات المتحدة بدأت زراعة الفستق منذ 1976 فقط إلا أنها باتت تحتل المركز الأول على العالم .
وذكرت وكالة بلومبرج أن إيران ظلت تحتكر زراعة الفستق منذ حوالى 1000 سنة على الأقل وتصدره للعالم منذ القرن السابع.
واستفاد المزارعون الأمريكيون من التوترات الجيوبوليتيكية العنيفة بين واشنطن وطهران ليتفوقوا على الفستق الإيرانى ويستحوذوا على أكبر حصة بالإنتاج العالمى.
وكانت طهران تحقق أكثر من مليار دولار من تصدير الفستق الذى يعد من المكونات الرئيسية للمطبخ الإيرانى ورمز تفخر به.
وأعلن المجلس الدولى للمكسرات والفواكه المجففة أن هبوط إنتاج إيران أدى إلى نقص الإنتاج العالمى بحوالى 10-15 % الموسم الماضى.
وتتجه دول أخرى مثل جورجيا وأوزبكستان وأذربيجان إلى إنتاج الفستق مع تزايد الطلب عليه ولاسيما من النستهلكين الأمريكيين.
ويرجع أيضا انخفاض إنتاج إيران من الفستق إلى نقص المياه وجفاف الأرض وانهيار الحفر والتربة التى يتم فيها غرس البذور.
وكانت الإدارة الأمريكية تحظر استيراد الفستق الإيرانى منذ 1979 ثم تحولت لفرض جمارك مرتفعة بنسبة 241 % ثم حظرته أخيرا.
وقالت مجموعة بيسانا الإيطالية لتجارة المكسرات إن إسبانيا والصين وأستراليا ورومانيا وأوكرانيا تتوسع فى زراعة الفستق.
وحقق رجل الأعمال أفزال رافارى الإيرانى فى دبى ثروة طائلة منذ 6 سنوات من بيع الفستق للقوات الأمريكية بمنطقة الخليج.
وتستهلك إيران 90 % من مياهها فى الزراعة وأن 52 % من هذه المياه من الآبار والعيون المعتمدة على الأمطار.
وشهدت إيران نقصا فى الأمطار مؤخرا مما أدى إلى استنفاذ المياه الجوفية فى أنشطة مختلفة فى الزراعة والصناعة.
ويحتاج الفستق الذى يستهلك كميات كبيرة من الماء إلى أكثر من 11 ألف متر مكعب لكل طن من المكسرات.
وتكفى هذه الكمية من الماء لرى الفستق لزراعة أربعة أضعاف من نفس المساحة لزراعة القمح أو الذرة أو الأرز.
وحققت الزراعة الأمريكية تطورا فى رى الفستق ليتضاعف الإنتاج من طن عام 1980 إلى 3.5 طن حاليا من مساحة الهكتار.
ويبلغ إنتاج هكتار الفستق بإيران أكثر قليلا من طن ولكن وزارة الزراعة لم تتمكن من إجراء أى تحسين لزيادة الإنتاج.
وواجه المزارعون الإيرانيون ضغوطا قوية بسبب العقوبات والقيود الأمريكية المفروضة على إيران مما قلص قدرتهم على الوصول للأسواق العالمية.
وبرغم أن الفستق لم يكن ضمن المنتجات الخاضعة للعقوبات إلا أن القيود المفروضة على البنوك جعلت تصديره صعبا للمزارعين الإيرانيين.
وبدأت حرب الفستق بين إيران وأمريكا عام 1970 بعد سقوط نظام الشاه لتحظر أمريكا صادرات الفستق الإيرانية بين 1979 و1981.
وحاولت واشنطن زعزعة استقرار الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني بين عامي 1989 و1997 لأنه بنى ثروة ضخمة من تجارة الفستق.
ويعد الفستق عنصراً أساسياً بالاقتصاد الإيراني لأنه ثالث مصدر للعملة الصعبة بعد البترول والسجاد وتصدر 70 % من إنتاجها.
ويفضل نبات الفستق الطقس الدافئ والمشمس وسقوط أمطار كافية ولكن الطقس البارد تسبب فى خفض المحصول 75 % الموسم الماضى.
وارتفع سعر الفستق عالميا منذ عام 2002، لزيادة الطلب عليه للوعي الصحي عند الأمريكيين والأوروبيين وارتفاع الطلب على الوجبات الصحية.
ويشكل الطلب المتزايد في الصين عاملا رئيسيا مع ارتفاع الواردات الصينية بين 2008 و2013 من الفستق الأميركي 146 %.