أعلنت شركة فورد الأمريكية للسيارات ارتفاع أرباحها من استثمارها فى شركة “ريفيان أوتوموتيف” للمركبات الكهربائية بأكثر من 8.2 مليار دولار بفضل القفزة الهائلة التى حققتها أسعار أسهم الأخيرة بحوالى 53 % فى اكتتابها العام مع نهاية العام الماضى بينما قفز سعر سهم “فورد” إلى 25 دولارا ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من 20 عاما.
وقفزت أسعار أسهم “فورد” بأكثر من %16 خلال أول أسبوعين من العام الجديد بعدما زادت بحوالى %140 خلال العام الماضى لتسجل أفضل أداء بين جميع شركات السيارات فى العالم لترتفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 100 مليار دولار لتتفوق على زميلتها “جنرال موتورز” أكبر منتج للسيارات فى الولايات المتحدة والتى صعدت أسعار أسهمها بحوالى 41 % وكذلك على شركة “تسلا” التى كسبت أسعار أسهمها بنسبة %50.
وسجلت أسعار أسهم فورد – التى بلغت قيمة مبيعاتها حوالى 135 مليار دولار خلال العام الماضى ارتفاعات متتالية خلال الشهور الماضية بسبب خططها الرامية إلى التركيز على إنتاج المركبات الكهربائية بالتعاون مع شركة “ريفيان” التى مازالت مبيعاتها متواضعة عند مليون دولار فقط ، والتى ستحول “فورد” بالتعاون معها موديلاتها الشهيرة التى تحقق لها أعلى المبيعات والتى تعمل بالوقود التقليدى ومنها “موستانج ماخ” الكهربائية و” F150 لايتننج” (البرق الكهربائية).
100 مليار دولار القيمة السوقية لريفيان
وزادت القيمة السوقية لشركة “ريفيان” إلى أكثر من 100 مليار دولار لأول مرة فى تاريخها ليتجاوز سعر سهمها 78 دولارا بعد أن تعهدت “فورد” باستثمار أكثر من 30 مليار دولار بحلول عام 2030 ليسجل طرحها العام لأسهمها أكبر اكتتاب حققته الشركات الأمريكية خلال العام الماضى، ولكن سعر السهم تراجع خلال هذا الشهر حتى الآن بحوالى %27 بسبب موجات بيعية تستقر قيمتها السوقية عند حوالى 75 مليار دولار.
وذكرت وكالة رويترز أن “فورد” التى كانت أول من تستثمر فى “ريفيان” التى تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها تملك فيها حصة تزيد عن %12 مع اتجاه الشركات الأمريكية لإنتاج المركبات الكهربائية والتحول بعيدا عن السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى مثل البنزين والسولار لزيادة الطلب على المركبات الخضراء.
فورد عمرها 118 سنة
وكانت شركة “فورد” التى تأسست منذ 118 سنة فى مدينة ديربورن بولاية ميشيجان الأمريكية استثمرت 500 مليون دولار فى عام 2019 ثم استثمرت 900 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الماضى حيث تخطط لاتخاذ شركة “ريفيان” قاعدة لها لتصنيع موديلاتها الجديدة من المركبات الكهربائية لمنافسة الشركات العالمية ومنها “تسلا” أكبر منتج فى العالم للسيارات الكهربائية.
وتتوقع “فورد” التى ستعلن نتائج أعمالها فى الأسبوع الأول من فبراير المقبل أن تصل أرباحها الإجمالية قبل خصم الفوائد والضرائب إلى حوالى 10.5 – 11.5 مليار دولار عن العام الماضى منها المبلغ الذى كسبته من استثمارها فى “ريفيان”.
وقال جيم فارلى الرئيس التنفيذى لـ “فورد” إن التكاليف ستزداد بحوالى 1.7 مليار دولار بسبب إعادة شراء أسهم وسداد جزء من من ديون عالية الفائدة قيمتها 7.6 مليار دولار اقترضتها خلال الربع الأخير من العام الثانى للوباء.
وأضاف أن”فورد” سترتفع أرباحها أيضا حوالى 3.5 مليار دولار فى صورة أصول غير نقدية عن الربع الماضى وحوالى 3.9 مليار دولار مرتبطة بإعادة هيكلة صندوق معاشاتها العالمى والمرتبات التى تدفعها للموظفين المتقاعدين عن العام الماضى وكذلك 3.6 مليار دولار ستتوفر لها نتيجة تغيرات فى نظام ضرائبها على مستوى العالم.
وساعد على استمرار ارتفاع أسعار أسهم”فورد” أن المحللين فى “وول ستريت” ومنها خبراء فى بنك “دويتش بنك” الألمانى أعلنوا للمستثمرين سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها أن أسهم “فورد” من أفضل أسهم شركات السيارات التى يمكن شراؤها الاستثمار فيها وأن سعر سهمها سيواصل الصعود طوال العام الحالى.
“فورد” تتفوق على “جنرال موتورز”
ورغم أن القيمة السوقية لشركة “فورد” تتجاوز 100 مليار دولار لتزيد عن منافستها “جنرال موتورز” التى تبلغ قيمتها السوقية 90 مليار دولار و “ريفيان” 75 مليار دولار وتستهدف أن تحتل المركز الثانى فى إنتاج المركبات الكهربائية إلا أنها مازال أمامها طريق طويل لتلحق بمنافستها فى مجال السيارات الكهربائية شركة “تسلا” الأولى على العالم فى إنتاج هذه السيارات والتى تحظى بقيمة سوقية أكثر من تريليون دولار.
ويرى مايك وورد المحلل بوكالة “بينشمارك” الأمريكية أن خطوط إنتاج موديلات “فورد” تسجل حاليا أفضل أداء منذ عشرات السنين ويتوقع ارتفاع مبيعاتها فى أسواق أمريكا الشمالية ودول أوروبا وكذلك الصين صاحبة أكبر سوق للسيارات فى العالم طوال 3 – 5 سنوات على الأقل مما سيجعلها تحقق أرباحا بمستويات قياسية.