يواجه عدد من الفنانين قلة العمل والبطالة حاليا وعدم وجود أي عروض أو أعمال فنية تقدم لهم مثلما كان يحدث معهم في الماضي، وقرر هؤلاء الفنانين للجوء للسوشيال ميديا اما للتحدث عن مايواجهونه من ظلم بعدم تشغيلهم مثل آخرين ، أو للتكسب ماديا من بعض التطبيقات مثل تيك توك وغيرها بطريقة أحدثت جدلا وانتقادا وهجوما عليهم مثل الفنانة مها أحمد .
فأعلنت الفنانة نشوى مصطفى أنها تطلب العمل مع زملائها بالوسط الفني من خلال منشور عبر حسابها قائلة ” حد عنده واسطة.. عايزة أمثل، أنا معايا بكالوريوس فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج بتقدير جيد جداً ومثلت قبل كده وفيه ناس قالت إني ممثلة يجي مني”.
كما قام الفنان علاء مرسي بالشكوى من تجاهله بالوسط الفني وعدم تقديم أعمال فنية له منذ فترة طويلة ، وكذلك الحال بالنسبة للفنانة راندا البحيري التي علقت في منشور لها قائلة ” اتكتب علينا بالإعدام و مش المفروض نشتكي و لو اشتكينا يتقال لنا عيب، انا بسبب اني مش بمثل دخلت مشاريع علشان اشوف اي شغلانه تانية وبيتنصب عليّ عادي جداً علشان انا عيشت عمري كله ممثله و مكنتش اعرف اني المفروض اتعلم حاجه تانيه ، أو احس شغلانه تانيه علشان هييجي اليوم.اللي الشغلانه تقلب علينا عادي جدا كده”.
كما قام الفنان فادي خفاجي منذ فترة بالظهور عبر تطبيق تيك توك بفيديو قام فيه باعلان أنه لايعمل بعد النجومية التي حققها في مسلسل يوميات ونيس لسنوات مع الفنان القدير محمد صبحي بدور ” شرف الدين” ، قائلا” طيب ايه يا مخرجين ومنتجين مصر لو العبدالله بعد العمر ده كله مشتغلش في مسلسل واتنين وتلاتة.. مين اللي يشتغل يا ولاد المهنة والأصول”.
أضاف ” ممكن أتحدى أي مخرج أو أي شركة إنتاج بكفاءتي ودراستي وعمري وخبرتي.. والله العظيم لو قالولي بطلها لبطلها.. مشكلتي إني واثق في نفسي بفضل الله.. وربنا الحكم والعدل.. ومطرح مترسي ندقلها”.
خيرية البشلاوي :هما مرتبطين بصناعة الترفيه التي أصبح لها روافد ومنصات كثيرة والتي لم تعد جيدة
أعربت الناقدة خيرية البشلاوي أنه كلما زادت قيمة الفنان وهي القيمة التي تترجم في العائد المادي وليس القيمة الفنية يتم الطلب عليه أو لايحدث ذلك ، لذلك من الطبيعي أن يشتكي بعض النماذج الفنية التي كانت مزدهرة في يوم معين من حالة السوق .
وهما مرتبطين بصناعة الترفيه التي أصبح لها روافد ومنصات كثيرة والتي لم تعد جيدة وغير مزدهرة حاليا مثل الماضي وفق” البشلاوي ” ، لافتة الى أنه لايمكن الحكم الا من خلال شكواهم.
تساءلت ماسبب عدم تقديم عروض فنية لهؤلاء الفنانين ، لأنهم ببساطة ليسوا جيدين بالنسبة لشباك التذاكر والعائد المادي وترجمة وجودهم في الأعمال الفنية ، برغم ان شباك التذاكر ليست هي المتحكمة فقط في العملية الفنية .
تابعت قائلة ، لذلك كان ينبغي على أي فنان يعمل في هذه الصناعة أن يحسب أنه في يوم من الأيام لن يكون لديه رواج بالعمل الفني والسوق ، حتى لايضطر للتشكي على السوشيال ميديا ويطلب العمل الفني ، فذلك قانون الصناعة التي ينتمون لها وهو قانون لآي صناعة تعتبر أنها تتاجر في سلعة معينة .
وتضيف الفنان لدينا في صناعة الترفيه عبارة عن سلعة وكلما كان لديه رواجا يظل الضوء عليه أو يتم انسحار ذلك عنه ، ويمكن أن يكون فنانا محترما وموهوبا ولديه كل مؤهلات المشخصاتي ولكنه ليس رائجا .
دعاء حلمي : هناك فنانين لم تعد الأعمال الفنية المعروضة بها أدوار تناسب سنهم
وترى الناقدة دعاء حلمي أن الأمر يرجع لأن هؤلاء الفنانين لم يصبحوا مطلوبين في السوق مثل الماضي ، ولم يستطيعون تطوير أنفسهم فنيا مثل غيرهم من الفنانين الذين مازالوا قادرين على التواجد بالمنظومة الفنية .
فمثلا فادي خفاجة لم يقدم أدوارا غير ” يوميات ونيس” الذي لفت الأنظار به ، وكذلك مها أحمد لانتذكر لها أدوارا مميزة في مشوارها الفني ولم تعد تتميز بخفة الدم مثما كانت تقدم في أفلام التسعينات والألفية وفق” حلمي” .
وشددت حلمي أن هناك فنانين ابتعدوا لفترة طويلة عن الساحة الفنية ، لكنهم استطاعوا العودة بقوة مثل سماح أنور في مسلسل ” اللية واللي فيها” ، وغيرها من الفنانات .
بالاضافة أن هناك فنانين لم تعد الأعمال الفنية المعروضة بها أدوار تناسب سنهم مثل الفنانة نشوى مصطفى برغم موهبتها الفنية ، لكنها لم تعد مناسبة في مختلف الأعمال الفنية بسبب سنها وفق” حلمي ” .
وعن لجوء بعضهم للسوشيال ميديا للكسب المادي قالت : يلجأون لذلك لأنه لم يعد لديهم وسيلة أخرى تجعلهم موجودين أمام الجمهور وفق” حلمي ” ، حتى لو كانوا يقللون من قيمتهم لكنهم يسعون للتواجد بأي وسيلة .
قدري الحجار : قلة الانتاج السينمائي والدرامي أثر بصورة كبيرة والنقابات الفنية تحاول حل الأزمة
من ناحيته قال الناقد الفني قدري الحجار أن الأحداث الأخيرة بفلسطين أثرت بدرجة كبيرة بالاضافة لحرب روسيا منذ فترة على العملية الفنية والانتاجية بصورة عامة ، لاسيما بعد ضعف الانتاج بسبب ظهور بعض المنصات وعرضها للعديد من الأعمال الفنية القديمة والجديدة .
لذلك قل الانتاج في مصر بسبب احجاج جمهور كبير عن الذهاب للسينما ، فقل عدد الأفلام المعروضة سنويا ل20 فيلما ، وكذلك قل عدد المسلسلات التليفزيونية التي يتم انتاجها بصورة عامة وقلل ذلك فرص العمل لكثير من الفنانين وفق” الحجار ” .
وتابع أنه حدثت بعض المبادرات من النقابات الفنية لدعم الانتاج ، وذلك يمكن أن يساعد على تحفيف الأزمة بالنسبة لهؤلاء الفنانين الفترة القادمة .